ظهرت الصحف العبرية امس شبه متماهية مع القرار العنصري رفع الحصانة البرلمانية عن رئيس التجمع الوطني الديموقراطي النائب عزمي بشارة على خلفية تصريحات سياسية اعتبرها المستشار القضائي للحكومة الياكيم روبنشتاين تضامناً مع "منظمة ارهابية". وانعكس الموقف في انشاء افتتاحيات أو مقالات لكتاب معروفين بمثل ما انعكس في تغطية الحدث تقريراً وعناوين. وحملت صحيفة "هآرتس" المحسوبة على الأوساط الليبرالية بشارة المسؤولية الكاملة عن وصول الأمور الى ما وصلت اليه، مشيرة الى عدم ارتياحها لسعيه المتوقع ليجعل محاكمته سياسية. وعلى النسق ذاته كتب الصحافي ايتان هابر تعليقاً افتتاحياً في "يديعوت احرونوت" دافع فيه عن قرار الكنيست نزع الحصانة، واصفاً ذلك بأنه "خطوة حادة وخطيرة وعادلة"، مضيفاً ان بشارة "استغل وبوقاحة متناهية حقوقه وعليه استحق الرد المناسب من النواب: نزع الحصانة عنه". وتابع ان بشارة قد يجد نفسه وراء القضبان "وقد تجاوز كل الحدود". وأبرزت وسائل الاعلام العبرية تعقيب رئيس الحكومة ارييل شارون على قرار الكنيست بوصفه خطوة مهمة وانجازاً للديموقراطية و"يساهم في الحفاظ على أمن اسرائيل". وأبرزت صحيفة "يديعوت احرونوت" مقالة للروائي ايال ميغد دعا فيها الى تطبيق جميع الوسائل القانونية ضد النائب بشارة بعد نزع حصانته عنه، متهماً اياه بارتكاب الخيانة ومؤكداً انه كان على السلطة الاسرائيلية اعتقاله منذ فترة طويلة "باعتباره ارهابياً" وعدم الاكتفاء بنزع حصانته فقط. وواصل رموز اليسار الصهيوني التحريض على بشارة والتجمع الوطني الديموقراطي وبز الجميع زعيم حركة "ميرتس" يوسي سريد الذي سوّغ تصويته ضد نزع الحصانة بحجة سد الطريق امام "أحد مناصري حزب الله والديكتاتورية السورية" للتحول الى "قديس معذب" تحت وطأة غبن الديموقراطية الاسرائيلية. وعلى رغم هذا الجو صدرت أصوات قليلة من طرف أكاديميين ورجال قانون نددت بالقرار، واعتبر البروفيسور موردخاي كريمنتيسر رئيس مجلس الصحافة، موقف المستشار القضائي بمثابة "مشورة فاسدة"، واكد ان تجاوب الكنيست مع طلب نزع الحصانة سيمس بصورة شديدة بالديموقراطية الاسرائيلية الهشة فضلاً عن انه سيوطد نفوذ بشارة السياسي. وقال رئيس المعهد الاسرائيلي للديموقراطية الدكتور أريه كرمون ان كمّ الأفواه لا يعتبر وسيلة يمكن بواسطتها مواجهة تصريحات بشارة "انما تجب مناقشته من خلال حوار عمومي وليس بوسائل جنائية". وتحت عنوان "كنيست غبية" كتب المحامي المعروف افيغدور فيلدمان انه من دون حرية تعبير للنائب بشارة "سننسى بسرعة ان التصفيات الموجهة هي جرائم قتل وان المستوطنين في الضفة الغربية هم محتلون وناهبو أراض ومستغلو عمل رخيص ومتعصبون دينيون ومن دون بشارة سنبقى مع التلفزيون الاسرائيلي الذي يشرح للمشاهدين ان مجموعة جنود تطلق النار على جرحى مستلقين على الأرض بلا حول ولا قوة تفعل ذلك من منطلق الدفاع عن النفس فحسب". وأنهى ان كنيست غبية تحتفل بنزع الحصانة عن النائب بشارة وتقرر ان من يؤيد كفاحاً مسلحاً ضد اسرائيل ليس في مقدوره ان يكون عضواً فيها هي كنيست تقطع لنفسها اللسان وغداً ستنسى انه كان لها لسان.