قال مدير "بنك بركات" الصومالي في مقديشو الشيخ عباس جمعالي ان كل فروع البنك في العالم، وعددها 130، اقفلت امس واول من امس بما في ذلك الفرع الرئيسي في دبي، وذلك عقب اعلان الرئيس الاميركي جورج بوش الثلثاء لائحة جديدة تضم اسماء 62 شخصية ومؤسسة يعتقد المحققون الاميركيون بأنها مرتبطة بتنظيم "القاعدة"، ووردت ضمنها اسماء اكثر من سبع مؤسسات تابعة لمجموعة "البركات" التي يملكها الشيخ احمد نور جمعالي. في غضون ذلك، جمّدت السلطات السويسرية أمس الحسابات المصرفية لمؤسسة "ندا" التي يُشرف عليها السيدان يوسف ندا مصري الأصل وغالب همت سوري الأصل. ودهم رجال أمن مقرات مرتبطة بالرجلين في ايطاليا أول من أمس، لكن أي اعتقالات لم تحصل كما ذكرت "الحياة" امس. وكانت تُعرف شركتهما سابقاً باسم "التقوى". واوضح الشيخ عباس في اتصال هاتفي اجرته "الحياة" بمقديشو، ان اميركيين اثنين زارا مكتب "البركات" في مقديشو امس "وعرّفا عن نفسيهما بأنهما صحافيان، واستجوبا الموظفين ومواطنين جاؤوا يسألون عن تحويلات مالية كان يُفترض ان تصلهم من الخارج". واضاف :"طلب الاميركيان الاطلاع على ملفات البنك وسألا عن الاسلوب الذي نستخدمه في التحويلات المالية بين الصومال والعالم ... اطلعناهما على كل ما كانا يرغبان في الاطلاع عليه، ليس لدينا اي شيء نخفيه ولا علاقة لنا بأسامة بن لادن او اي تنظيم مشبوه". ويعتقد عدد من الصوماليين في مقديشو بأن الصحافيين الاميركيين اللذين وصلا الى العاصمة الصومالية الثلثاء وزارا "البركات" امس، ربما استخدما الصفة الصحافية، إلا ان تصرفاتهما واسئلتهما كانت توحي بانهما محققون اميركيون. وقال الشيخ عباس، وهو ابن عم مالك مجموعة البركات، ان قيمة التحويلات المالية الشهرية التي تمر عبر فروع "بنك البركات" 130 في العالم تتجاوز اربعة ملايين دولار شهرياً. وشدد على ان شركته "مستعدة للتعاون مع اي جهة دولية وتوفير كل المستندات والسجلات الخاصة بالمصرف للتأكد من انها نظيفة ولا علاقة لها بتمويل تنظيمات او اشخاص ينفذون اعمالاً ارهابية. وفي هذا الاطار سلم فرعنا الرئيسي في دبي الاربعاء كل الكومبيوترات والملفات المتعلقة بالمصرف الى السلطات الاماراتية للتدقيق فيها، ويمكن للسلطات الاميركية المعنية ان تشارك الاماراتيين في الاطلاع على ملفاتنا". واكد ان هيئات عدة تابعة للامم المتحدة، واخرى دولية انسانية غير حكومية تتعامل مع مؤسسات "البركات" في الصومال سواء في التحويلات المالية او من خلال شركة الاتصالات الهاتفية. وسئل لماذا إذاً ورد اسم "البركات" على اللائحة الاميركية فاجاب : "لا اعرف سبباً لذلك، وربما لأن الاسم يبدو اسلامياً او لان السلطات الاميركية تلقت معلومات خاطئة عن نشاطنا". واكد ان فروع "البركات" في العاصمة النروجية اوسلو اقفلت الاسبوع الماضي، وان الشرطة اعتقلت موظفي المصرف ثم اطلقتهم. ويعتبر "بنك البركات" الذي تأسس في العام 1991 بعد سقوط نظام محمد سياد بري وانهيار كل مؤسسات الدولة الصومالية، بمثابة "البنك المركزي الصومالي". وكان اول شركة تتولى ربط الصوماليين في المهجر بأهلهم داخل الصومال الذي شهد حرباً اهلية دامية استمرت نحو عشر سنوات. وفي اوتاوا ا ب، قال مسؤول مؤسسة "البركات - أميركا الشمالية" لبان حسين ان مؤسسته لا علاقة لها بالإرهاب. وورد اسمه حسين وشقيقه محمد في لوائح المشتبه في علاقتهم بالإرهاب. وقال ليبان لصحيفة "تورنتو ستار": "هذه المؤسسة لا علاقة لها ببن لادن". وكانت السلطات الأميركية اوقفت شقيقه الثلثاء في بوسطن بتهمة تحويل أموال في شكل غير شرعي. وقال مكتب الإدعاء الأميركي ان مذكرة توقيف صدرت أيضاً في حق ليبان حسين صومالي يحمل الجنسية الكندية.