أكد "المجلس الاعلى للثورة الاسلامية" في العراق ان قصي النجل الاصغر للرئيس صدام حسين نجا من محاولة لاغتياله على ايدي اثنين من ضباط جهاز الامن الخاص، فيما كشف قيادي بارز في المعارضة العراقية ل"الحياة" ان انقرةوبغداد اتفقتا على خطة ل"خنق الادارة الكردية" في شمال العراق، وباشرتا تطبيقها. واكد ان الجيش العراقي حرّك لواء من الفرقة السابعة الى شمال بلدة زمار في محافظة الموصل. واشار الى ان الاكراد شددوا الحراسة على خط انبوب النفط الذي يعبر مناطقهم واتخذوا احتياطات عسكرية لأن المسألة "مسألة حياة او موت وسنقاوم اي تدخل عسكري لأي غرض كان". وفي اتصال هاتفي اجرته "الحياة" بواشنطن امس كشف مسؤول العلاقات الخارجية في الحزب الديموقراطي الكردستاني هوشيار زيباري ان "هدف الخطة التي توافقت عليها بغدادوانقرة هو وضع الادارة الكردية ضمن فكي كماشة ومحاصرتها وعزل الاكراد العراقيين عن سورية، واعادة الوجود الامني والعسكري للحكومة العراقية الى مناطق الحدود المشتركة مع تركيا". وحذر من ان ذلك سيعني "تهديد المنطقة الآمنة" التي اقامتها اميركا وبريطانيا بعد حرب الخليج الثانية، وزاد: "ادارة الرئيس جورج بوش ابلغتنا انها تراقب التحركات العراقية بدقة، وتدرك ان صدام قد يستغل الظروف الدولية، وهي متمسكة بالخطوط الحمر التي كانت حذرته من تجاوزها والا دفع ثمناً باهظاً". وتابع ان "احد تلك الخطوط هو التحرك الى المنطقة الكردية" موضحاً ان الادارة تعتبره "خطيراً اذ يهدد المنطقة الآمنة وله عواقب سياسية وامنية". وعن طبيعة الخطة العراقية التركية قال مسؤول العلاقات الخارجية في الحزب الديموقراطي الذي يتزعمه مسعود بارزاني انها "تتخذ غطاء فتح بوابة ثانية على الحدود، وبدأ تطبيقها في منطقة غرب زاخو فيشخابور اي ما يعرف بالمثلث التركي - العراقي - السوري من خلال بناء جسرين: احدهما يتولاه الأتراك على واحد من فروع دجلة نهر الخابور والثاني يشيده العراقيونبغداد على دجلة، شمال بحيرة صدام. وبذريعة اقامة الجسرين تُخترق المنطقة الآمنة". وأكد ان السلطات العراقية "نقلت أخيراً اجهزة ومعدات الى الضفة الجنوبية لنهر دجلة". وشدد على أن أكراد العراق "سيقاومون هذه الخطة لخنقهم، فالمسألة مسألة حياة أو موت، وأبلغنا بغداد وأنقرة موقفنا". وكانت تنظيمات في المعارضة حذرت قبل أيام من حشود ضخمة عراقية على امتداد خطوط التماس مع المناطق الخاضعة لسيطرة الأكراد. "محاولة اغتيال" قصي الى ذلك، أكد مسؤول مكتب "المجلس الأعلى" بزعامة محمد باقر الحكيم في لندن الدكتور حامد البياتي ل"الحياة" ان قصي نجا في 19 تشرين الأول اكتوبر الماضي من "محاولة فاشلة لاغتياله نفذها اثنان من ضباط جهاز الأمن الخاص هما الرائد كامل عباس الحديدي والمقدم حسين الدوري". وزاد انهما اعتقلا واعدما في وقت لاحق، موضحاً أنهما حاولا ان يصدما بقوة سيارته التي كان يقودها بنفسه.