أثارت تصريحات قادة الأكراد بشأن التصدي للقوات التركية في حال مشاركتها القوات الأمريكية في غزو شمال العراق، المخاوف من أن تنجر القوات الأمريكية إلى الصراعات العرقية للسيطرة على المنطقة الحدودية الإستراتيجية. وتخطط تركيا لإرسال الآلاف من قواتها إلى شمال العراق في حال أي غزو أمريكي بهدف القيام، في المقام الأول، بعمليات إغاثية للمهاجرين العراقيين، غير أنها ستحاول منع وقوع أسلحة الجماعات الكردية المسلحة في أيدي أكراد تركيا الذين يحتفظون بقواعد في شمال العراق. وقال نائب رئيس الوزراء الكردي سامي عبد الرحمن: سيقاوم شعبنا الخطة بكل الوسائل المتاحة له، لا شيء يجبرنا على الإطلاق بالقبول بتوغل القوات التركية. وجاءت تصريحات عبد الرحمن عقب جلسات اللجنة القيادية المغلقة ، والتي تم تشكيلها من 50 عضواً في ديسمبر الماضي لوضع الإستراتيجيات في حال إسقاط الرئيس العراقي صدام حسين.. وقال: إن حرية شعبنا جزء من الثمن الذي دفعته الولاياتالمتحدة لقاء التعاون التركي. وطلبت تركيا لقاء فتح قواعدها العسكرية للولايات المتحدة معونات اقتصادية وضمانات بكون أكراد العراق، الذين يقيمون في منطقة الاستقلال الذاتي، لن ينتهزوا فرصة الفوضى التي ستخلقها ضربة أمريكية متوقعة على العراق، لإعلان استقلالهم. ويخشى الأكراد من بقاء القوات التركية إلى أجل غير مسمى في منطقة شمال العراق في محاولة لتحجيم أبعاد استقلال الأكراد الذاتي لتخوف أنقره من أن يشجع ذلك الأقلية الكردية في تركيا من المطالبة بنفس الحقوق. مناطق الحكم الذاتي الكردي وتعهد الأكراد بحمل السلاح في وجه أي قوات تركيا تتوغل إلى مناطق الحكم الذاتي، مما قد يؤدي إلى دخول القوات الأمريكية التي ستحاول حفظ النظام في المنطقة عقب إسقاط صدام حسين، وسط صراعات عرقية. وفي ظل تنامي مثل هذه التهديدات، اتفق المسؤولون الأكراد مع فصائل المعارضة العراقية، وبصورة خاصة، على بدء حملة دعائية تصور الولاياتالمتحدة كعدو لطموح الشعب العراقي للحرية، حسبما نقلت الأسوشيتد برس. ويحكم الحزب الديموقراطي الكردستاني، الذي يتزعمه عبد الرحمن، نصف مناطق الحكم الذاتي الغربية في شمالي العراق، وتتكفل الولاياتالمتحدة وبريطانيا، التي تقوم بحراسة مناطق حظر الطيران في الشمال والجنوب، بتوفير الحماية لهم من حكم بغداد. ويسيطر حزب الاتحاد الوطني الكردستاني على الأجزاء الشرقية من المنطقة. ولمح القادة الأفراد وفصائل المعارضة العراقية إلى احتمالات الاستعانة بإيران، التي تستضيف الآلاف من المقاتلين الشيعة المنفيين، في حال أي تطورات. وقال حامد البياتي، من المجلس الأعلى، حول احتمال تدخل إيران في حال إرسال تركيا قوات إلى المنطقة: لديهم خيار إدخال (فصائل بدر) إلى العراق.