ضمن استعدادات العراق لمواجهة احتمال توجيه ضربة اميركية اليه، اجتمع الرئيس صدام حسين مع اركان القيادة العامة للقوات المسلحة ليل الخميس. وأفاد التلفزيون العراقي ان الاجتماع حضره قصي النجل الثاني لصدام، المشرف على الحرس الجمهوري، وعلي حسن المجيد وقادة القوات العراقية خلال الحرب مع ايران، وبينهم الفريق الركن حسين التكريتي الذي كان قائداً للحرس الجمهوري بين عامي 1985 و1987. وبدأ الجيش العراقي حملة لاصلاح آليات ومعدات، فيما توقع مصدر كردي عراقي ان يزور مسؤولون بارزون في الحزبين الكرديين الرئيسيين، الديموقراطي الكردستاني بزعامة مسعود بارزاني والاتحاد الوطني الكردستاني بزعامة جلال طالباني انقرة الاسبوع المقبل، لاجراء محادثات تتعلق بمخاوف تركية من احتمال تعرض العراق لضربة عسكرية في اطار الحرب الاميركية على الارهاب. وقال تجار عراقيون انهم استوردوا لبغداد قطع غيار للشاحنات ومعدات تقنية بينها اجهزة كومبيوتر حديثة تحتاجها وحدات الهندسة ومديرية "التموين والنقل" في الجيش. وفي اتصال اجرته "الحياة" بضابط عراقي تمكن من الهرب الى كردستان اخيراً قال ان حملة اصلاح دبابات ومدرعات وشاحنات للجيش بدأت منذ اكثر من شهرين، ويديرها قصي باشراف عدد من الضباط المهندسين في الحرس الجمهوري. وذكر ان نحو 500 دبابة ومدرعة وناقلة دبابات وشاحنة اعيدت الى الخدمة. وضمن استعدادات العراق لرفع درجة جهوزية وحدات الجيش والحرس الجمهوري، اعلن عفو عن الهاربين من الخدمة العسكرية. في غضون ذلك، نفى الوزير السابق مكرم طالباني ان تكون بغداد اوفدته الى كردستان لاقناع حزبي طالباني وبارزاني بحوار سياسي. ورجح مصدر كردي مطلع في اربيل ان يزور طالباني انقرة قريباً مشيراً الى زيارة مماثلة متوقعة لنائب رئيس الوزراء الكردي نيتشيروان بارزاني. ولم يستبعد المصدر ان يكون هدف الزيارتين اللتين تأتيان بدعوة رسمية من تركيا، تبادل وجهات النظر في شأن احتمال تعرض العراق لضربة اميركية. وأعرب المصدر عن اعتقاده ان تركيا ترغب في حديث مباشر مع الزعماء الاكراد لطمأنتهم الى موقفها، وحرصها على عدم التنسيق مع الحكومة العراقية لشن هجمات على الأكراد. يذكر ان الجيش العراقي يعزز حشوداً في مناطق قريبة من خطوط التماس شمال الموصل وجنوب اربيل وغرب السليمانية، وسط تكهنات بإمكان وجود تنسيق عسكري بين بغداد وأنقرة، لتمكين الحكومة العراقية من اعادة سيطرتها على كردستان. كذلك لم يستبعد المصدر ان يرعى الجانب التركي جولة جديدة من الاجتماعات الثنائية بين الحزبين الكرديين العراقيين، لتسريع خطوات التطبيع بينهما. ونفى الوزير السابق مكرم طالباني ان تكون بغداد كلفته مهمة اقناع الحزبين بجدوى الحوار معها لحل المسألة الكردية في اطار سياسي. واضاف في مقال نشرته صحيفة "الاتحاد" الناطقة باسم الاتحاد الوطني الكردستاني في السليمانية، انه يرغب في التوسط بين الاكراد والحكومة، لكن المشكلة ان بغداد لا تستجيب دعواته، معتبراً ان النزاع الكردي الكردي هو نتاج "التدخلات الاجنبية". ودعا قيادتي الحزبين الى توحيد جهودهما لمواجهة التطورات في المنطقة، مقترحاً تنظيم انتخابات تشريعية منفصلة في منطقتي نفوذهما، لتأسيس مجلسين يجري توحيدهما لاحقاً. ويعد السماح للوزير السابق بنشر مقال في صحيفة للاتحاد، للتعبير عن افكاره المتعاطفة مع الحكومة المركزية، سابقة في كردستان.