فيما اعتبر مسؤولون اسرائيليون حديث رئيس وزرائهم ارييل شارون عن تفكيره في خطة سلمية مجرد محاولة مكشوفة لتجنب الضغوط عليه والمحافظة على الشراكة بين حزبي ليكود والعمل، واصلت قوات الاحتلال حملتها الوحشية العنيفة على الفلسطينيين واغتالت امس عنصرين من حركة "فتح" بعدما اعدمت بدم بارد ثلاثة فلسطينيين آخرين قرب نابلس امام افراد فرقة اسعاف وذلك بعد اشتباك مسلح مع الجنود تمكن الثلاثة خلاله من قتل ضابط اسرائيلي. في غضون ذلك كررت الولاياتالمتحدة دعوتها الفلسطينيين الى وقف الانتفاضة ضد الاحتلال الاسرائيلي، وقال وزير الخارجية الاميركي كولن باول في تصريحات اذيعت امس ان الانتفاضة "نتاج الاحباط لدى الفلسطينيين ولكنها لن تحقق لهم شيئاً"، مطالبا الرئيس الفلسطيني ياسر عرفات مجدداً ب "العمل على خفض أعمال العنف". راجع ص 7 وفي حديث مع التلفزيون المصري قال باول: "الطريقة التي ارى بها الانتفاضة هي انها تعكس احباطاً موجوداً لدى الشعب الفلسطيني لكن الانتفاضة لن تحل او تنهي هذا الاحباط. ما نحتاجه هو انهاء العنف وانهاء فترة العنف". وزاد باول في تصريحاته التي بثها التلفزيون مترجمة الى العربية: "العنف الذي رأيناه خلال العام الماضي لم يحقق هدفاً. كما ان الرد الاسرائيلي عليه لم يجعلنا في موقف يمكننا من التحرك للوصول الى وقف النار وبدء اجراءات لبناء الثقة والعودة للمفاوضات من اجل تسوية هذا الصراع. انا اريد انتهاء العنف في اقرب وقت ممكن واوضح ذلك دائماً في كل مناقشاتي مع الطرفين وبخاصة مع السيد عرفات لأن عليه ان يبذل كل جهده بشكل اكبر مما رأيناه حتى الآن" وكان ديفيد ساترفيلد نائب مساعد باول أدلى بتصريحات أحدثت ضجة ديبلوماسية في وقت سابق من الشهر الجاري عندما قال ان الانتفاضة الفلسطينية تحولت الى عملية من "الارهاب المحسوب". وأكد باول ان الولاياتالمتحدة ملتزمة مفهوم تطبيق السلام وفقاً لقراري الاممالمتحدة 242 و338، مضيفاً ان لديها "مبادرة ممتازة" يؤيدها كل الاطراف وهي خطة السناتور الاميركي السابق جورج ميتشل كذلك الترتيبات الامنية التي توصل اليها مدير وكالة المخابرات المركزية الاميركية جورج تينيت. ولكنه ردد مجدداً طلب واشنطن انهاء الفلسطينيين أعمال العنف كشرط مسبق لتنفيذ تلك الخطط، وقال: "ان ما نحتاجه هو انهاء العنف لنبدأ تنفيذ خطة عمل تينيت وخطة ميتشل".