قال الرئيس الاميركي جورج بوش، امس، إن الدولة الفلسطينية كانت دائماً "جزءاً من التصور" الأميركي شرط "احترام حق اسرائيل في الوجود". لكنه اعتبر أن توصيات "لجنة ميتشل" هي الطريق الى إقامة الدولة، قائلاً: "علينا ألا نحرق المراحل. عندما نتحدث عن الشرق الاوسط علينا أولاً المرور بخطة ميتشل". وتردد مساء امس ان من الافكار المطروحة حالياً ان يلتقي بوش مع الرئيس الفلسطيني ياسر عرفات قريباً، لكن الناطق باسم البيت الابيض قال انه "لا توجد خطط لذلك حتى الآن". وكشفت السلطة الفلسطينية أمس أن الرئيس جورج بوش كان بصدد إعلان تأييده إقامة دولة فلسطينية مستقلة في إفتتاح الجمعية العامة للأمم المتحدة الذي ارجئ بسبب التفجيرات. وأوضحت أن الإدارة الاميركية أكدت موقفها هذا في رسائل الى دول عربية بينها المملكة العربية السعودية، وأعادت تأكيد موقفها بعد الهجمات في نيويوركوواشنطن. وذكرت مصادر أميركية أن واشنطن تريد الآن أن تبني على التقدم الذي حصل أخيراً بين الفلسطينيين واسرائيل بعد اجتماع الرئيس ياسر عرفات ووزير الخارجية الاسرائيلي شمعون بيريز من أجل إطلاق العملية التفاوضية ووقف العنف بعدما أصبح ذلك أمراً ضرورياً لإنجاح جهود الولاياتالمتحدة من أجل بناء تحالف دولي لمحاربة الارهاب. وكان وزير التخطيط والتعاون الدولي الفلسطيني الدكتور نبيل شعث أكد أمس أن بوش وعد وزير الخارجية السعودي الأمير سعود الفيصل بإعلان التزام الولاياتالمتحدة حق الشعب الفلسطيني في تقرير مصيره واقامة دولته المستقلة، وذلك في رسائل متبادلة بين الجانبين قبيل 11 أيلول وعبر خلالها السعوديون عن موقف صلب ازاء ما يجري في الاراضي الفلسطينية وضرورة ان تتخذ واشنطن موقفاً واضحاً ازاء سياسة الحكومة الاسرائيلية. وقال شعث ان الرئيس الاميركي وعد الأمير سعود الفيصل أخيراً "بتحيّن الفرصة المناسبة" لتأكيد موقف الولاياتالمتحدة من اقامة الدولة الفلسطينية وحل القضية الفلسطينية على أساس قراري الاممالمتحدة 242 و 338 ووضع قضية القدس على طاولة المفاوضات في إطار "اعلان خاص". ورجح شعث ان يتم هذا الإعلان في وقت قريب. ويؤكد مسؤولون أميركيون إنه قبل هجمات 11 سبتمبر، كانت الإدارة الأميركية تستعد لإعلان المبادئ الأساسية لسياستها في الشرق الاوسط أثناء اجتماعات الجمعية العامة. لكنهم يقولون إن الإدارة لم تكن قد حسمت بعد مضمون الإعلان. ومن الأمور التي طرحت، كحوافز للفلسطينيين لوقف الانتفاضة وبدء المفاوضات، التلميح إلى أن الولاياتالمتحدة تؤيد قيام دولة فلسطينية في نهاية المفاوضات. ولم يعرف اذا كانت الإدارة ستعلن أي موقف من المستوطنات ام تكتفي بتأييد توصيات "لجنة ميتشل" في هذا الشأن. وقبل التفجيرات تركز الجدل في واشنطن على اي مدى يمكن ان تذهب اليه الإدارة في إعلانها خارج إطار "ميتشل" وخطة "تينيت"، لكن الأحداث الأخيرة رجحت كفة وزير الخارجية كولن باول وعدد من المسؤولين في البيت الابيض الذين يريدون أن يكون الإعلان الأميركي كتصور لسبل نهاية النزاع وأن يوحي بأن الولاياتالمتحدة متوازنة وأنها لا تكن العداء للعالمين العربي والإسلامي. وعقب اجتماع عرفات - بيريز، عاد الى دائرة البحث إمكان تعيين مبعوث أميركي إلى المنطقة للبناء على الإعلان الأميركي. وفي هذا الاطار، برزت اسماء السفير السابق ادوارد جيرجيان، ووزير الخارجية السابق جيمس بيكر القريب من الرئيس بوش، والسيناتور ميتشل. من جانبها، أعربت إسرائيل عن استعدادها للموافقة على إعلان دولة فلسطينية لكن في اطار اتفاق سلام شامل مع الفلسطينيين وجيرانها العرب.