لا أستغرب ما نحن عليه كعرب ومسلمين من أوضاع غير سوية نظراً الى هذا اللامنطق، في أحايين كثيرة، الذي تتعامل به غالبية دول هذه المنطقة وشعوبها مع الاحداث محلية كانت أم دولية، وهي التي تملك هذه العقيدة الطاهرة وهذا الكم الهائل من الثروات والعقول والعدد. لكني استغرب ما نحن عليه من "حالة" صامدة على رغم ان ما حدث ويحدث بهاتين الأمتين من فتن وبلاءات متتالية من بعد مقتل الخليفة الثالث رضي الله عنه وأرضاه، وإلى الآن. إن الفتن التي مرت على هذه الأمة، والتي لستمرت منذ أكثر من ألف وثلاثمئة وسبعة وثمانين عاماً، هي من صنع أيدينا وتخطيط أعدائنا. بها من القواصم ما تنوء به أي أمة وإن كانت في أوج قوتها وقدرتها، وهي وقد مرت بأمتنا الاسلامية والعربية ونالت من ديننا وأخلاقنا ونفسياتنا واقتصادنا وعلاقاتنا العامة والشخصية ما نالت، لم تستطع هدم هاتين الأمتين الهدم القاتل، لكني أخشى إن استمرت أن تحدث هدماً يقضي على ما تبقى من أمورنا، لا قدر الله. كل فتنة ذهب من ضحاياها الألوف ومئات الألوف وكل فتنة قضت على أكثر من ماديات هذه الأمة ومعنوياتها بشكل لو ان العدو نفذها لا يمكن ان تكون بأعمق وأشد مما فعله بعضنا في بعض. هل نحمد الله على أننا لم نسحق الى الآن على رغم المهالك التي أوردنا أنفسنا لها؟ أم نستغفر الله ونعود اليه كما عادت الأمة في عهد عمر بن عبدالعزيز ولا نعود لتحطيم أنفسنا بأيدينا؟ الى متى كلما نعق ناعق بأكاذيب وبهتان صُدق؟... والى متى اذا ما خرج بهلوان ليحطم اتُبع؟... والى متى يظل الرباط حول عينيك وفوق عقلك ليضللك يا هذه الأمة؟... يا هذه الأمة اتقي الله في نفسك... يا هذه الأمة اجعلي مما مر بك من أحداث ومقاتل عبرة لا تكررينها... يا هذه الأمة كيف يلعب بك الجاهل والأحمق والمغرض من أبناء جلدتك بهذه السهولة والاستمرارية؟ ... يا هذه الأمة، استعملي عقلك وقارني بين من ضربك في الصميم ومن أعزك... يا هذه الأمة انظري في من وحد كلمتك تحت هدي أعظم من خلق الله وقدم لك من دون منّة الخير كله، ومن فرق كلمتك وجعل الرعب والفرقة جزءاً من حياتك... يا هذه الأمة من الذي حول الصحراء الى خير والتنافر الى غير، والرعب الى أمن والشرك الى توحيد، والجهل الى علم بفضل من الله؟ ومن الذي سعى في أرضك فساداً وفي مصيرك عبثاً؟ قلبي ووجداني عليك يا أمتنا الاسلامية والعربية. * رئيس مركز الدراسات الاستراتيجية.