في لبنان يحتفل بعيد البربارة في الرابع من كانون الثاني يناير من كل عام. أما هذه السنة، فقد احتفل اللبنانيون بعيد الهالويين وفقاً للروزنامة الغربية، في 31 من شهر تشرين الأول أكتوبر، مع العلم أن لكل من العيدين مفهومه الخاص. فهالويين العالمي لا علاقة له بالقديسة بربارة، وهو يتصف بأجواء الرعب المضحك وبالأزياء المخيفة في أكثر الأحيان. وفي المناسبة المستجدة في لبنان، غص شارع "مونو" في الأشرفية - حيث يسهر عادة عدد كبير من اللبنانيين إذ توجد فيه المطاعم والحانات والنوادي الليلية، مساء الأربعاء الماضي بالشبان والشابات الآتين من مختلف المناطق اللبنانية للاحتفال، كل على طريقته. معظم المشاركين دفعهم الفضول، فجاؤوا ليشاهدوا ماذا يجري في شارع "مونو". وعدد لا بأس به أتوا ليصنعوا الحدث. وفي ليلة كهذه تلتقي في الشارع بكثير من الأصدقاء القدامى والأصحاب الجدد، بعضهم متنكر والبعض الآخر في ثياب السهرة. ومن تنكروا قسمان: منهم من تفننوا في زيهم فانتحلوا شخصية ما، والآخرون من اكتفوا بإخفاء وجوههم تحت القناع. وقد تنوعت الأزياء والأقنعة، إلا ان اللون الأسود كان سيداً. ومعظم المتنكرين وضع الكحل الأسود فوق العين وعلى الوجه ولبس معطفاً داكناً. قد يكون لخيارهم هذا علاقة بالليل والغموض، كما في أفلام "هيتشكوك". كانت السهرة أشبه باستعراض لأبرز شخصيات أفلام الرعب "كدراكولا" و"فرنكنشتين". وثمة من اختار شخصية "لوسيفورس" ملك الشياطين. والقناع الأبرز كان وجه القاتل في فيلم "سكريم"، وهو وجه مخيف ومضحك في الوقت نفسه. أما الشخصية الحدث لسهرة "هالوبيين" ومن دون منازع، فكان "أسامة بن لادن". فكل بضعة أمتار كان ثمة شاباً يتقمص بن لادن ويرقص على أنغام الموسيقى الأميركية، غير آبه بهموم الحرب وبالجائزة الضخمة 25 مليون دولار أميركي المعروضة على من يقبض عليه. والمضحك ان أحد البن لادنات كان برفقة فتاة. وبن لادن آخر جاء بصحبة مجموعة من المقاتلين الأفغان. لكن أحداً منهم لم يتسبب بأزمة دولية، أو يبث الرعب في قلوب الساهرين. فقد اجتمع في "مونو" تلك الليلة، الموسيقى الأميركية والارهاب العالمي في جو من المودة والمرح. وبالنسبة الى الموسيقى، غلبت الأغاني من نوع "الترانس" و"التكنو". وهي أغان ضاربة في بورصة الموسيقى العالمية حالياً. تتميز باللحن الصاخب والايقاع السريع، كأغنية "وي كام وان" على سبيل المثال. وقد بعثت الموسيقى الحماسة في الشباب، فتجمع البعض منهم في حلبات رقص عفوي وسريع. ووقف البعض الآخر متفرجاً. أما الكثيرون من الناس، فقد قصدوا احدى الحانات أو النوادي، حيث التقوا الأصدقاء ورقصوا على موسيقى أكثر تنوعاً من تلك التي في الشارع.