سيتم حجب هذه الصورة تلقائيا عندما يتم الإبلاغ عنها من طرف عدة أشخاص.
الضربات الأميركية تدخل أسبوعها الخامس ... ورامسفيلد يؤكد تحقيق "تقدم" . مئة قذيفة في غارات عنيفة على خطوط "طالبان" وشمال كابول وقرب الحدود مع طاجيكستان
مع دخول الضربات الأميركية على أفغانستان أسبوعها الخامس أمس، أعلن وزير الدفاع الاميركي دونالد رامسفيلد ان العملية العسكرية "تحرز تقدماً ملموساً". وركز القصف بقاذفات ثقيلة من طراز "بي 52" على الخطوط الأمامية ل"طالبان" قرب الحدود مع طاجيكستان، حيث القي أكثر من مئة قذيفة خلال بضع ساعات، وشملت الغارات ايضاً خطوط الجبهة شمال كابول. واستعادت العاصمة الأفغانية هدوءاً نسبياً بعد قصف ليلي أصاب عناصر تابعة للحركة بجروح. طشقند، كابول، خواجا بهاء الدين أفغانستان - رويترز، أ ف ب - أكد وزير الدفاع الاميركي أمس أن العملية العسكرية التي تقودها الولاياتالمتحدة في أفغانستان تحرز "تقدماً ملموساً". وقال في مؤتمر صحافي في ختام محادثاته مع الرئيس الاوزبكي إسلام كريموف في طشقند إن "الجهد المبذول لمواجهة الشبكات الارهابية يمضي بخطوة تحرز تقدماً ملموساً". وأعرب رامسفيلد الذي كان يقف إلى جواره وزير الدفاع الاوزبكي قدير جولاماكوف، عن تقديره دعم أوزبكستان التي تستضيف حوالى ألف جندي أميركي وعرضت على الولاياتالمتحدة استخدام قاعدتها الجوية في خان آباد في العمليات الإنسانية وعمليات البحث والانقاذ. ورداً على سؤال هل بلاده مستعدة لتقديم دعم جوي أكبر للأميركيين، قال جولاماكوف: "لا اعتقد ان هناك اتفاقاً على تغيير الوضع القائم حالياً"، فيما قال رامسفيلد: "لا توجد تغييرات في هذا الاتفاق". وكان رامسفيلد وصل الى أوزبكستان في وقت متقل ليل السبت، بعد زيارتين خاطفتين لروسيا وطاجيكستان، وتوجه متوجهاً إلى باكستان ثم الهند. الغارات الأميركية في غضون ذلك، أغارت الطائرات الاميركية على مواقع لحركة "طالبان" على الجبهة الشمالية الشرقيةلأفغانستان، قرب الحدود مع طاجيكستان. وأفاد مراسلون أن الطائرات الاميركية ألقت اكثر من مئة قذيفة خلال طلعات متكررة فوق مواقع الحركة، على خط طوله نحو خمسين كيلومتراً. وتركز القصف على جبال كلقاتا في ولاية تخار قرب الحدود مع طاجيكستان. واعتبرت تلك الضربات الجوية الأقسى التي تستهدف خطوط التماس بين "طالبان" وقوات "تحالف الشمال" المعارض للحركة. وتجاوز عدد القذائف التي ألقيت على مواقع "طالبان" أمس، تلك التي ألقيت خلال أربع غارات سابقة بدأت الأحد الماضي. وقال مصور يعمل لوكالة "فرانس برس" موجود قرب الجبهة إن قاذفات أميركية ثقيلة من طراز "بي 52" ألقت خلال ساعتين فقط عشرين قنبلة شديدة القوة، مشيراً إلى أنها المرة الاولى منذ بدء الضربات على هذه المنطقة التي تستهدف القاذفات الأميركية مواقع جديدة ل"طالبان" تقع أكثر الى الجنوب، بعيدة نسبياً عن خط التماس. وهذه هي المرة الخامسة التي تقصف بها القاذفات الاميركية مواقع ل"طالبان" على هذه الجبهة منذ الأحد الماضي. وقال مراسل ل"رويترز" إن طائرات نفاثة وقاذفات "بي 52" حلقت فوق معسكرات ل"تحالف الشمال" في خوجة بهاء الدين في ولاية تخار قرب الحدود مع طاجيكستان، في ساعة مبكرة صباح أمس قبل أن تلقي قنابلها على بعد 25 كيلومتراً إلى الجنوب، على الخطوط الامامية للحركة. وقال عبدالوكيل العمري، نائب مدير وكالة الانباء الرسمية التابعة ل"طالبان"، إن مدينة مزار الشريف الاستراتيجية في الشمال، تعرضت للقصف ليلاً، لكنه لم يعط مزيداً من التفاصيل حول سقوط ضحايا. كابول وحاول سكان العاصمة الأفغانية استئناف حياتهم في شكل طبيعي أمس، فيما تحولت الطائرات الأميركية إلى قصف مواقع على الخطوط الأمامية لحركة "طالبان" شمال المدينة. وشهدت كابول هدوءاً في الصباح بعد قصف بقاذفات من طراز "بي 52" ركز على خطوط التماس بين "طالبان" وقوات "تحالف الشمال"، على بعد نحو 40 كيلومتراً شمال المدينة، مما أدى الى تصاعد أعمدة من الدخان والنار على طول المواقع الحصينة في سهل شومالي. وسارع سكان العاصمة إلى المتاجر لشراء مخزونهم من الفواكه والخضروات، فيما سيّرت "طالبان" دوريات لآيات مدرعة مغطاة بطبقة سميكة من الطين لحمايتها من رادار القاذفات الأميركية. وجرح تسعة أشخاص ليل السبت - الأحد عندما أصابت قذيفة أميركية شاحنة يعتقد أنها تابعة ل"طالبان"، لأن مقاتلي هذه الحركة هم وحدهم الذين يتجولون ليلاً على الطرق. وأكد العمري أن التسعة جرحوا عندما أصابت قذيفة شاحنة بعد منتصف الليل. ونظراً إلى فرض نظام حظر تجول مشدد في كابول ليلاً، فإن العربات الوحيدة التي تتنقل في ذلك الوقت هي التابعة ل"طالبان" أو لشرطة الأمر بالمعروف والنهي عن المنكر. وقال العمري إن طائرة أو مروحية أميركية كانت تحلق في سماء المدينة هي التي أطلقت القذيفة، مضيفاً ان الجرحى ليسوا في حال خطرة. وأفاد بعض سكان المدينة أنهم سمعوا انفجارات خلال الليل. وفي وقت متقدم ليل أول من أمس، قصفت الطائرات الاميركية مناطق شرق كابول قرب الطرق المؤدية الى خط الجبهة.