سيتم حجب هذه الصورة تلقائيا عندما يتم الإبلاغ عنها من طرف عدة أشخاص.
منتدى الفكر العربي بحث في الكويت "الحملة على الإرهاب" وآثارها على المستقبل العربي . موسى يتوقع "حرباً تفرض علينا ويخوضها المثقفون" والحسن يسأل : لماذا يزج بالإسلام في محافل الإجرام ؟
ألقت أحداث أفغانستان والحملة الغربية على الإرهاب بظلالها على ندوة "آفاق التعاون العربي بين الاقليمية والعالمية" التي بدأت في الكويت أمس، إذ رفض الأمين العام للجامعة العربية عمرو موسى وسياسيون ومفكرون عرب شاركوا في الندوة، بينهم الأمير الحسن بن طلال، إصرار جهات عربية على "زج الإسلام في محافل الاجرام والإرهاب". واستضافت الكويت هذه الندوة التي نظمها "منتدى الفكر العربي" بدعوة من رابطة الثقافة والفنون والآداب في الكويت، وسط انتقادات من نواب مجلس الأمة البرلمان الكويتي بكون "المنتدى"، ومقره الأردن، ساند النظام العراقي ابان احتلال الكويت، ورد كل من الأمير الحسن ووزير الإعلام الكويتي الشيخ أحمد الفهد على ذلك قائلين إن منتسبين إلى المنتدى أساؤوا التصرف خلال أحداث الغزو العراقي استبعدوا ولا يمثلون اتجاه "المنتدى". وشهد افتتاح الندوة، التي تستمر ثلاثة أيام، عدد من المثقفين والسياسيين العرب، ورأى عمرو موسى في كلمته فيها ان "أحداث 11 أيلول سبتمبر تلتها حملة تشويه وتهجم واتهامات تصب كلها في خانة واحدة، هي أن الحالة العربية بكل عناصرها، وبصفة خاصة الأساس الثقافي والديني لها، هي المسؤولة عن مجمل ما حدث". وبعدما أكد وقوف العرب ضد الإرهاب بأنواعه ومنه إرهاب إسرائيل، هاجم نظرية "صراع الحضارات" التي استدعيت لتفسير الاعتداءات على الولاياتالمتحدة، وتساءل: "هل هذه مجرد نظرية أم سياسة يقصد بها بناء نظام يقوم على خلق عدو جديد، وإن لم يكن عدواً فيجب دفعه ليكون كذلك؟". واعتبر موسى أن "المسؤولية ستكون جسيمة على عاتق المثقفين العرب، لأنه قد تفرض علينا معركة في العقود المقبلة، هي معركة لن يخوضها جنود وإنما سيقودها المثقفون والمفكرون". وكان الأمين العام للجامعة العربية، الذي بدأ زيارة للكويت ليل الجمعة، عبر عن مقدار كبير من التشاؤم في الاتجاه الذي تسير عليه القضية الفلسطينية، وقال في تصريح إلى الصحافيين: "الواقع مظلم جداً والمستقبل غير واضح بالنسبة إلى القضية الفلسطينية وتداعيات الصراع العربي - الإسرائيلي". وكرر أن العرب لن يقبلوا ضرب أي دولة عربية، في إشارة إلى دعوات أميركية لضرب العراق. وتحدث في الندوة ولي عهد الأردن سابقاً الأمير الحسن عن واقع العالم العربي سياسياً وتنموياً وعن القضية الفلسطينية، وعرج على "الاعتداءات الأليمة على الولاياتالمتحدة في الحادي عشر من أيلول"، وتساءل: "لماذا يزج بالإسلام في محافل الاجرام في الوقت الذي لم تربط فيه مكائن الإعلام نفسها بين مرتكب جريمة أوكلاهوما وبين ديانته وأصوله القومية؟". وأشار إلى ما سمّاه "الرهاب من الإسلام، رهاب يدفعه جهل الغير بحقيقته وتعاليمه وهو ما يشكل تحدياً يجدر بنا أن نواجهه ونفنده بالحوار والجدال بالتي هي أحسن". أما وزير الإعلام الكويتي الشيخ أحمد الفهد، فأشار من غير تصريح إلى تنظيم "القاعدة" بقيادة أسامة بن لادن، بقوله: "خرج علينا أهل الفتنة بمقولات وتصرفات فارقوا فيها الجماعة وابتعدوا عن النهج الذي يتطلبه التعامل في الاختلاف والتوافق، فتدفقت على أمتنا بالباطل الاتهامات من جراء فعل نفر قليل منهم ضلّوا الطريق...". وتطرق إلى أحداث فلسطين، فأكد تضامن الكويت مع الشعب الفلسطيني، ودعا إلى "نبذ الفرقة في هذه القضية المصيرية". وتذكر الشيخ أحمد صحبته لوالده الراحل الشيخ فهد الأحمد "في منازل الأصدقاء من المناضلين الفلسطينيين في ما خلا من سنوات". وشهد يوم أمس جلستين لأعمال الندوة، الأولى برئاسة الأمير الحسن وعنوانها "واقع النظام العربي الحالي"، وتحدث في الموضوع عبداللطيف الحمد المدير العام للصندوق العربي للانماء الاقتصادي، والدكتور جورج قرم وزير المال اللبناني السابق. ورأس الجلسة الثانية الدكتور عبدالعزيز حجازي رئيس الوزراء المصري السابق وعنوانها "مستقبل النظام العربي"، وتحدث في الموضوع الاستاذ عدنان أبو عودة مستشار الملك الراحل الحسين، والدكتور أحمد صدقي الدجاني. ورافقت الندوة انتقادات محلية، إذ نقلت صحيفة "الوطن" عن النائب وليد الطبطبائي قوله إن "المنتدى" ساند النظام العراقي ابان احتلاله الكويت، وان الأمين العام السابق للمنتدى الدكتور فهد الفانك "قاد حرباً إعلامية لمصلحة استمرار الاحتلال العراقي وضد التحرير". وسأل الطبطبائي: "لِمَ نقول لمن أعلن كراهيته لنا: من ضربنا على خدنا الأيمن فتحنا له جيبنا الأيسر". وعلق الشيخ أحمد الفهد على معارضة الطبطبائي عقد "المنتدى" بأنها "رأي آخر لا يحرج الكويت، وليس مطلوباً الاجماع على كل حدث"، لكنه أضاف: "نعم كان هناك في فترة من الفترات شخص اراد أن يستغل وأن يسيئ إلى هذه المنظمة بأخذها في هذا الاتجاه أي مساندة العراق، مما أدى إلى استقالة مجموعة من الكويتيين المنتسبين إلى هذا التجمع الفكري، ولكن لله الحمد استطاعت المؤسسة أن تعرف الحق من الباطل وتسير في الطريق الصحيح". أما الأمير الحسن فردّ على سؤال عن هذا الموضوع قائلاً: "اعتقد أنه كان هناك انتقاد لصحافي عمل في صفوف العاملين في المنتدى وكانت آراؤه عند اجتياح الكويت وتلك الأيام المظلمة الحالكة آراءه الشخصية ولم يعبر عن رأي المنتدى".