تواجه منظمة الدول المصدرة للنفط "اوبك" مأزق خفض الانتاج من دون التنسيق مع الدول المصدرة من خارج المنظمة وخسارة جزء من حصتها في الاسواق الدولية او الحفاظ على مستوى الانتاج الحالي وخسارة عائدات كبيرة من جراء انخفاض اسعار الخام اكثر من دولارين من سعر البرميل الاسبوع الماضي ونحو 8 دولارات للبرميل منذ هجمات ايلول سبتمبر في الولاياتالمتحدة. واستبقت اسواق النفط الاجتماع الوزاري للمنظمة "اوبك" في الرابع عشر من الشهر الجاري في فيينا، وخفضت أسعار خام القياس "برنت" إلى 19.75 دولار للبرميل في عقود كانون الاول ديسمبر المقبل التي أبرمت في بورصة النفط الدولية في لندن الجمعة بعدما تراجع الخام في احدى الجلسات الى حدود 19.04 دولار للبرميل في حين تراجع سعر "سلة اوبك" الى 18.25 دولار للبرميل، مما يعني ان السلة بقيت دون الحد الادنى المستهدف آلية الاسعار لليوم التاسع والعشرين على التوالي. وكان لورنس ايغلز رويترز من شركة الوساطة اللندنية "جي ان اي"، اعاد السبب الى الارقام المتشائمة التي أظهرتها التوقعات والاحصاءات الاقتصادية خلال الاسبوع وكشفت عمق الركود على جانبي الاطلسي وفي الاقتصادات الدولية كافة. ولم يستبعد تراجعاً اضافياً في سعر الخام حتى مع التوقعات التي تشير الى أن اجتماع "اوبك" المقبل سيخفض الانتاج مليون برميل يومياً. وانخفضت اسعار الخام الاميركي الخفيف عن مستوى 20 دولاراً للبرميل للمرة الاولى في اكثر من عامين مع تزايد الادلة على تباطؤ الاقتصاد الدولي فيما تبدو "اوبك" عاجزة الى حد كبير عن وقف تراجع الاسعار في السوق. وقال خبير بارز في شؤون اسواق النفط: "هناك ادلة على ان التباطؤ الاقتصادي اوسع واعمق مما كان متوقعا ومخزونات النفط الدولية الان عند مستويات مريحة نسبيا اذ انها تزيد بين خمسة وستة في المئة على مستوياتها في مثل هذا الوقت من العام الماضي". في نيقوسيا اف ب ذكرت نشرة "ميدل ايست ايكونوميك سورفي" ميس ان "اوبك" تنتظر لمعرفة ما اذا كانت الدول المنتجة غير الاعضاء مستعدة لخفض انتاجها، لتتخذ قرارا في هذا الشأن. واكدت النشرة، في عددها للخامس من تشرين الثاني نوفمبر انه "على رغم تراجع الاسعار، فان وزراء نفط اوبك مصممون على عدم اتخاذ اي قرار قبل اجتماع فيينا". واشارت "ميس" الى ان القرار، الذي سيُتخذ في الاجتماع، سيكون مرتبطاً بعاملين هما التزام الدول الاعضاء حصص الانتاج وما اذا كان هناك امل في مساهمة الدول المنتجة الكبرى غير الاعضاء في "اوبك" في خفض الانتاج. وتابعت ان المحادثات التي جرت حتى الآن مع الدول الكبرى غير الاعضاء مثل روسيا والنروج والمكسيك "لم تكن مثمرة جداً". وتابعت النشرة انه "بينما تجري اوبك مشاوراتها مع الدول المنتجة غير الاعضاء فيها، هناك قبول باحتمال ان تعمل المنظمة لحماية عائداتها قبل ان تشعر هذه الدول بتأثير تراجع الاسعار. والدول المنتجة الوحيدة غير العضو في "اوبك" التي وافقت على خفض انتاجها هي سلطنة عمان لكن انتاجها الذي يبلغ 900 الف برميل يومياً، قليل نسبيا ويشكل اقل من ثلث انتاج النروج.