توقع مصدر خليجي أمس تحسناً في أسعار النفط. وعزا ذلك إلى التزام الدول المنتجة بالخفوضات التي أقرتها، ما أدى إلى عودة العرض والطلب إلى التوازن. وأعرب المصدر في تصريح على هامش مؤتمر الطاقة العربي السادس المنعقد في دمشق، عن ثقته بأن الأسعار "لن تنخفض". وقال إن الأمر ربما يستغرق بين أربعة وستة أسابيع لمعرفة الأثر الكامل للخفوضات التي أقرتها الدول المنتجة. وأشار إلى أن هذه الدول مستعدة لاحتمال اجراء جولة أخرى من خفض الانتاج إذا دعت الحاجة. وأضاف ان التقديرات تشير إلى انخفاض حجم المعروض من النفط بما لا يقل عن 3،1 مليون برميل يومياً في نيسان ابريل الماضي مقارنة مع شهر شباط فبراير. وأوضح ان خفض الصادرات الروسية بنحو 300 ألف برميل والتحسن النسبي في مستويات الطلب الآسيوية والمشاكل التي تؤخر تدفق النفط العراقي المسموح بتصديره بموجب المرحلة الرابعة من اتفاق النفط مقابل الغذاء، إضافة إلى أعمال الصيانة في بحر الشمال وارتفاع الاستهلاك في الولاياتالمتحدة في أشهر الصيف بسبب كثرة استعمال السيارات، جميعها عوامل تساهم في تحسن الأسعار. وتوقع ان تؤدي هذه العوامل إلى زيادة في الطلب في مقابل تراجع في العرض مقداره نحو 400 ألف برميل يومياً السنة الجارية. وقال المصدر إن الدول المنتجة للنفط تنسق في ما بينها وأنها على اتصال دائم للتشاور والبحث في أوضاع السوق. إلى ذلك، توقع الأمين العام ل "أوبك" ريلوانو لقمان أمس تحسن أسعار النفط نتيجة الخفوضات الانتاجية التي أقرتها الدول المنتجة. وقال: "الأمور ستتحسن بكل تأكيد، وبمرور الوقت نتوقع أن نشهد تحسناً". من جهتها رويترز، قالت وكالة الطاقة الدولية أمس إن منظمة "اوبك" تنفذ أغلب الخفوضات في انتاج النفط التي تم الاتفاق عليها في آذار الماضي. وأضافت الوكالة، التي تتخذ من باريس مقراً لها، ان هذه الخفوضات من بين عوامل عدة تعمل على معالجة وفرة المعروض في السوق العالمية وتساعد في تحسين الأسعار. وذكرت في تقريرها الشهري عن سوق النفط أنه في نهاية نيسان بدا ان خفوضات دول "أوبك" نفذت إلى حد كبير لتزيل جانباً من الزيادة في المعروض في الربع الثاني من السنة. من جهة أخرى أ ف ب، ذكرت نشرة "ميدل ايست اكونوميك سورفي" ميس الاسبوعية أمس أن انتاج منظمة الدول المصدرة للنفط أوبك تراجع 475 ألف برميل يومياً في نيسان الماضي، أي أقل بكثير من الخفض الذي قررته المنظمة نهاية آذار مارس" الماضي للجم تراجع الاسعار وقدره 245،1 مليون برميل يومياً. وأوضحت النشرة، التي تصدر في نيقوسيا، ان انتاج منظمة "اوبك" بلغ 345،28 مليون برميل يومياً بعدما احترم اعضاء كثيرون التزامهم خفض الانتاج. وذكرت خصوصاً المملكة العربية السعودية أقل ب 230 ألف برميل يومياً ونيجيريا أقل ب 120 ألف برميل يومياً وفنزويلا أقل ب 220 ألف برميل يومياً مع أن هذه الأخيرة لا تزال تتجاوز حصتها الاساسية ب 500 ألف برميل يومياً. في المقابل، انتجت إيران 833،3 مليون برميل يومياً، مع انها تعهدت انتاج أقل من 5،3 مليون يومياً، عندما قررت منظمة "أوبك" نهاية اذار الماضي في فيينا خفضاًَ عاماً ب 245،1 مليون برميل يومياً، مقارنة مع شباط 77،28 مليون برميل يومياً لاحترام السقف المحدد لعام 1998 5،27 مليون برميل يومياً. وكان الخفض العام في انتاج "أوبك" في نيسان ليكون اكبر لو لم ينتج العراق 260 ألف برميل نفط اضافياً يومياً في نيسان أكثر ب 380 ألف برميل مقارنة مع شباط لتصل صادراته الى القيمة التي حددتها الاممالمتحدة أي بليوني دولار كل ستة أشهر. وأفادت "ميس" ان الخفوضات بلغت مقارنة مع شباط من دون احتساب انتاج العراق 722 ألف برميل يومياً، و932 ألف برميل يومياً من دون انتاج ايران، أي أن الخفض لا يزال أقل بكثير من القرار الذي اتخذ نهاية آذار عندما انهارت الاسعار الى ادنى مستوى لها منذ نحو عشرة أعوام ووصلت الى نحو عشرة دولارات للبرميل في بعض الأيام.