بون - "الحياة"، رويترز - جدد وفد "تحالف الشمال" الى مؤتمر بون للفصائل الافغانية امس، رفضه اي دور لقوات اجنبية في اعادة الامن والسلام الى افغانستان. جاء ذلك في وقت انتقلت الوفود الاربعة المشاركة في المؤتمر الى مناقشة تفاصيل تتعلق بحكومة ما بعد "طالبان"، خصوصاً الخلافات على دور للملك السابق ظاهر شاه. وقال رئيس وفد التحالف الى المؤتمر يونس قانوني امام الصحافيين في بون امس: "نفضل ان يتولى الافغان انفسهم قضية الأمن، من خلال قوة مشكلة من مختلف القوى والمجموعات العرقية، ولا نزال نصر على ذلك". واستؤنفت المحادثات وراء ابواب مغلقة، لوضع تصور عام لصيغة الحكم في مرحلة ما بعد "طالبان"، في ظل رفض التحالف، باعتباره القوة المهيمنة على الارض، الدخول في تفاصيل التشكيلة الحكومية، وتفضيله ارجاء ذلك الى مفاوضات تجرى داخل افغانستان. واتفقت الفصائل المشاركة في مؤتمر بون الذي ترعاه الاممالمتحدة، على ضرورة تشكيل حكومة موقتة خلال الاشهر الثلاثة المقبلة. وقال ديبلوماسيون اجانب ان 38 موفداً افغانياً يشاركون في المحادثات، مستعدون كما يبدو لقبول دور رمزي للملك السابق في المرحلة الانتقالية، لكن الامر لم يحسم بعد. وقال انريكو دي مايو المبعوث الايطالي الخاص لافغانستان: "هناك تلاق لكنني لا اعتقد انه كامل". وتابع مشيراً الى ايران: "هناك دولة مجاورة لا تشعر بارتياح الى هذا" الدور للملك. وعقدت امس جلسة عامة مع مسؤولي الاممالمتحدة التي تأمل بأن تتفق الوفود الافغانية بحلول مطلع الاسبوع المقبل، على خريطة تحدد الطريق نحو الديموقراطية، الذي يبدأ بتشكيل مجلس تنفيذي صغير يتبعه تعيين مجلس تشريعي في الربيع المقبل واجراء انتخابات حرة في غضون سنتين. وأشار "تحالف الشمال" الى استعداده للعمل مع الجماعات الافغانية في المنفى لتشكيل حكومة ائتلافية عريضة تمثل كل افغانستان. ورحبت بذلك وفود أخرى، بينها وفد كبير يمثل الملك السابق المقيم في روما ووفود صغيرة تمثل منفيين مقرهم مدينة بيشاور في باكستان، وما يسمى "مجموعة قبرص" التي تدعمها ايران. لكن هذه المجموعات لا تزال تشكك في التحالف. وكانت لقانوني الذي يشغل منصب وزير داخلية التحالف، بداية مثيرة من خلال كلمته القوية في الجلسة الافتتاحية للمؤتمر اول من امس، مؤسساً مطالبة جماعته بالسلطة على اساس سجلها الطويل في محاربة الاتحاد السوفياتي في الثمانينات، وحركة "طالبان" على مدى السنوات الخمس الاخيرة. وقال موفدون ان ممثلين ل"تحالف الشمال" و"مجموعة روما" ربما يجتمعون لبدء نقاش حول مسألة دور الملك السابق. وقال عضو وفد يمثل جماعة اصغر: "تضع مجموعة روما واوساط ديبلوماسية اسم الملك في الصدارة، معتبرة انه لا يمكن ان تكون هناك حكومة من دونه". لكنه اضاف: "لست واثقاً بأن التحالف مستعد لأن يوافق على عودته الى كابول". واستبعد المبعوث الايطالي دي مايو ان يعود ظاهر شاه الذي عاش في منفاه في روما منذ اطيح عام 1973 الى الحكم في كابول، وقال للصحافيين: "لا اعتقد ان الملك سيعود ليحكم البلاد، ذلك ابعد ما يكون عن الواقع". وزاد: "انه رمز لوحدة البلاد المستعادة، واذا صح انه سيكون للملك دور في المستقبل، لا اعتقد انه سينتقل الى هناك بمثل هذه السرعة. بالتأكيد سيبقى في روما بعض الوقت".