أعلن المبعوث الخاص للأمم المتحدة فرانسيس فندريل في كابول أمس، موافقة "تحالف الشمال" على عقد مؤتمر للأطراف الافغانية في ألمانيا، معربا عن أمله بعقده الاثنين المقبل. ورجح مسؤولون اميركيون عقده في برلين، في حين أشار فندريل الى أن عرق البشتون الذي يشكل غالبية في أفغانستان، وممثلين عن الملك الافغاني السابق محمد ظاهر شاه في المنفى سيشاركون في المؤتمر. ويأتي المؤتمر بمبادرة من الاممالمتحدة بهدف الاتفاق على تشكيل حكومة أفغانية ذات قاعدة تمثيلية موسعة، وستدعى اليه الاطراف والاعراق كافة، ما عدا حركة "طالبان". وستناقش في المؤتمر اقتراحات لتشكيل الحكومة اهمها الخطة السعودية -الباكستانية التي تنص على تشكيل الحكومة تشكيلاً أفغانياً بحتاً وألا ينظر الى أن الحل مفروض من الخارج، مع تأكيد ضرورة أن تكون الحكومة على علاقة ودية مع كل الدول المجاورة لأفغانستان. وقال الخبير الالماني في شؤون افغانستان آندرياس ريك المسؤول في "معهد الشرق" في هامبورغ إن آفاق تشكيل حكومة مرحلية في أفغانستان جيدة، وأفضل مما كانت عليه عام 1992، خصوصاً مع سقوط نظام "طالبان". ودعت السعودية الى "تأهيل أفغانستان فور تشكيل حكومة انتقالية تمثل فيها الأطراف الافغانية كافة". وشدد مجلس الوزراء السعودي في جلسته الاسبوعية التي عقدت ليل أول من أمس في الرياض، برئاسة ولي العهد السعودي الأمير عبدالله بن عبدالعزيز على أهمية تشكيل حكومة تتمثل فيها كل الاطراف الافغانية، مشيراً الى أن "الحل السياسي للوضع في أفغانستان أهم في النتيجة من أي شيء آخر". وحض مجلس الوزراء السعودي الاممالمتحدة على أهمية التأكد من أن المساعدات الانسانية تصل الى الأفغان في مدنهم وقراهم ومناطق إقامتهم داخل أفغانستان، لئلا تنشأ مشكلة لاجئين داخلية. الى ذلك، رفض الناطق باسم الحكومة الالمانية أوفه كارستن هايه تأكيد أنباء عن أن مؤتمر الفصائل الافغانية سيعقد في برلين، فيما اعتبرت مصادر التحالف أن برلين مكان جيد للقاء، علماً أن الجالية الافغانية في ألمانيا تضم 100 ألف شخص تقريباً. واعتبر عبدالستار سيرت مستشار الملك الافغاني السابق ظاهر شاه أن المؤتمر سيكون خطوة "جوهرية وإيجابية تساهم في تحقيق تقدم سياسي يتناسب مع التغيرات الحاصلة في الميدان". ورأى ان رفض "تحالف الشمال" عقد المؤتمر في الامارات "غير مفهوم" لافتاً الى أن مساهمة الدول الاسلامية في الملف الافغاني "ضرورية وحاسمة". واشار الى أن الاطراف المعنية لم تتوصل بعد الى اتفاق على جدول أعمال المؤتمر الذي يفترض أن يفضي الى تشكيل "مجلس اعلى للوحدة الافغانية سيضم الاطراف الافغانية كافة، ويتولى الاعلان عن تشكيل الحكومة الجديدة". وأكد سيرت، أن وفد الملك السابق سيحمل عدداً من الاقتراحات ووجهات النظر الرامية الى تحديد المنعطفات الاساسية في المستقبل الافغاني. وأكد أن "الملك السابق مستعد للقبول برئاسة المجلس الاعلى شرط أن يتوافر برنامج واضح يعمل المجلس لتحقيقه". الى ذلك، شدد وزير الخارجية المصري أحمد ماهر لدى وصوله الى أبوظبي أمس، على أهمية الاسراع في تشكيل حكومة وحدة وطنية في أفغانستان لتوحيد البلاد وإعادة إعمارها، بعد "المعاناة التي قاست منها خلال فترة حكم طالبان". ونقلت "وكالة أنباء الامارات" عن ماهر بعد محادثات مع نظيره الاماراتي راشد عبدالله النعيمي تأكيده "ضرورة التحرك السريع في إطار خطة مبعوث الاممالمتحدة الخاص الاخضر الابراهيمي لتشكيل حكومة توحد البلاد وتعيد بناءها بعد المعاناة خلال حكم طالبان، مما جعل أفغانستان ملجأ للارهاب والعنف وأساء الى سمعة البلاد".