هيرات، كابول - أ ف ب، رويترز - غداة الاعلان عن عقد المؤتمر الأفغاني في المانيا مطلع الاسبوع المقبل، برزت صعوبات بالنسبة الى "تحالف الشمال" في ما يتعلق بتشكيل وفد يمثل كل فصائله. كما ظهر انقسام حاد بين التحالف وانصار الملك السابق ظاهر شاه، ترجم على الارض بتعرض مجموعة من هؤلاء للضرب على أيدي قوات التحالف، خلال تظاهرة لهم في هيرات. وتحركت الهند لفتح سفارتها في كابول أسوة بإيران وروسيا. في غضون ذلك، أعرب وزير الخارجية البريطاني جاك سترو عن أمله بنجاح مؤتمر برلين الذي يحضره 50 - 70 من ممثلي الأطراف الافغانية، إضافة الى المبعوث الدولي الأخضر الابراهيمي. لكن سترو حذر من الإفراط بتوقع الكثير من هذا الاجتماع الذي يرجح ان تنجم عنه ادارة انتقالية في كابول، ريثما تؤلف حكومة افغانية تستطيع حكم البلاد بجدية، الأمر الذي يأخذ بعض الوقت. وأضاف الوزير ان بريطانيا ستدعم بشدة هذه العملية السياسية كما تدعم جهود الإغاثة الإنسانية والجهود العسكرية لأن الاستقرار والأمن في افغانستان "مرتبطان ارتباطاً وثيقاً". وكان سترو يتحدث امام مجموعة من الصحافيين في "10 داوننغ ستريت" مقر رئيس الوزراء البريطاني. وأشار الى ان تأليف حكومة جديدة في افغانستان سيأخذ بعض الوقت، خصوصاً عبر اجراء انتخابات نيابية حرة، مؤكداً ان هذه العملية ستواجه صعوبات كبيرة، علماً أن "الوضع اليوم هو افضل بكثير مما كنا نتوقعه، وقبل أسابيع معدودة، خصوصاً ان سلوك قوات التحالف أفضل بكثير مما كان منتظراً". واستبعد سترو إشراك عناصر "طالبان" المتزمتين في اي حكومة افغانية مقبلة، مشيراً الى ان هناك مجموعات معتدلة اضطرت الى العمل مع "طالبان" لعدم وجود بديل، على رغم انها لا تشارك الحركة أفكارها. وشدد على انه لا بد من دور للبشتون في الادارة المقبلة، مضيفاً ان الجميع يقبل ذلك. وأكد ان ايًا من البلدان المجاورة لأفغانستان مثل إيران أو باكستان أو غيرهما، لن تتدخل بأي شكل في نوع هذه الحكومة او هوية من سيشارك فيها، مشدداً على ان هذا الأمر يعود الى الأفغان وحدهم. ويصل سترو اليوم الى طهران وينتقل منها الى اسلام آباد، لاجراء محادثات في شأن التطورات في افغانستان. في نيودلهي، قال مسؤول هندي ان بلاده اوفدت امس بعثة الى كابول لتنظر في استئناف العلاقات الديبلوماسية مع افغانستان. وقالت نيروباما راو الناطقة باسم الخارجية الهندية: "سيكون هناك ضابط اتصال ينظر في احياء العلاقات الديبلوماسية". واغلقت السفارة الهندية في كابول عام 1996 بعد وصول حركة "طالبان" الى الحكم، وساندت نيودلهي "تحالف الشمال." ظاهر شاه في غضون ذلك، أفاد مراسل وكالة "فرانس برس" أن حوالى مئة شخص تجمعوا في باحة المسجد الكبير في هيرات غرب أفغانستان أمس، للتعبير عن تضامنهم مع الملك السابق محمد ظاهر شاه. وردد المتظاهرون الذين حملوا صوره "فليحيا ظاهر شاه"، وطالبوا بتطبيق اقتراح الاممالمتحدة المتعلق بالمستقبل السياسي لافغانستان والذي يشير الى دور للملك السابق. وفرق جنود "تحالف الشمال" التجمع بعد نحو نصف ساعة. وبعد عشرين دقيقة القى اسماعيل خان حاكم الولاية كلمة أمام حوالى مئة شخص تجمعوا في المسجد ذاته. قال: "بعضهم يقول إنه يؤيد ظاهر شاه ويأتي للتظاهر للاخلال بالأمن وبث الفرقة. قلت مرات يمكنه ظاهر شاه العودة الى افغانستان بصفته أفغانياً، ولسنا من طرده من افغانستان بل داوود خان، شقيق زوجته". مؤتمر برلين ولم يعلن "تحالف الشمال" بعد حجم الوفد الذي سيرسله الى مؤتمر برلين. وقال وزير الخارجية في التحالف عبدالله إن الوفد سيرأسه على الأرجح وزير داخلية التحالف يونس قانوني، فيما تردد انه سيضم امرأة. ويمكن ان يكون اختيار الممثلين صعبًا نظرًا الى عدم تمكن التحالف اخيراً من تشكيل لائحة من 60 شخصًا للمشاركة في المجلس الأعلى للوحدة الوطنية الى جانب موفدين للملك السابق المتحدر من البشتون. وكان اعضاء من التحالف مثل الحاج عبد القادر بشتون أخذوا على زملائهم من الطاجيك خفض عدد ممثليهم على هذه اللائحة. وذكرت مصادر الخارجية الالمانية ان المشاركة في المؤتمر ستقتصر على الافغان والاممالمتحدة، مشيرة الى إمكان استمراره ثلاثة أو سبعة ايام.