بدا واضحاً امس ان الاتحاد الأوروبي يهتم بالدور الذي يمكن يضطلع به الملك الأفغاني السابق محمد ظاهر شاه، الذي يشهد منزله في روما نشاطاً واسعاً وحركة ديبلوماسية كبيرة لوضع اللمسات الأساسية على صورة الوضع في أفغانستان مستقبلاً. وفي هذا الإطار التقى وزيرا خارجية إيطاليا ريناتو روجّيرو وفرنسا هوبير فيدرين صباح أمس ظاهر شاه. وعلم ان حصيلة اللقاء ستعرض في اجتماع وزراء خارجية الاتحاد الأوروبي المقرر في بروكسيل غداً الاربعاء. وحضر اللقاء الذي استغرق زهاء الساعة ونصف الساعة، نجل الملك السابق مير ويس ظاهر وعدد من معاونيه ونائبة وزير الخارجية الإيطالي مارغريتا بونيفر التي كانت زارت باكستان قبل بدء الهجوم الأميركي على افغانستان، وحملت رسالة من الرئيس برويز مشرّف تضمنت دعوة ظاهر شاه الى إرسال وفد يمثله إلى باكستان، وهذا ما حصل امس. وأفادت الخارجية الإيطالية، عقب اللقاء، ان روما "عرضت على الملك ظاهر شاه استعدادها لاستضافة الاجتماع الأول للمجلس الأعلى للوحدة الأفغانية" الذي يفترض أن يعقد تحت رعاية الأممالمتحدة، والذي ستنبثق عنه حكومة ائتلافية. ووصف روجيرو اللقاء بأنه "كان في غاية الأهمية" واوضح: "تعمدنا عقد الاجتماع مع الملك، فيدرين وأنا سوية، لنؤكد مدى اهتمام الاتحاد الأوروبي بالوضع الأفغاني وبمستقبل السلام والتقدم للشعب الأفغاني بأكمله"، واضاف ان الجانب الاوروبي تمنى "تطوراً سريعاً في اتجاه تحديد الإطار السياسي في أفغانستان وترسيخ الخطوة التي انطلقت من روما" باعلان تشكيل "المجلس الأعلى للوحدة الأفغانية" والذي يلعب فيه العاهل السابق دوراً أساسياً. من جانبه اعتبر المستشار الخاص للملك البروفسور عبدالستار سيرت اللقاء "مهماً وناجحاً" وأنه "أكد دعم إيطاليا وفرنسا والاتحاد الأوروبي للملك ظاهر شاه وفصائل المعارضة الأفغانية سياسياً ومادياً". وقال: "نحن نعمل من أجل عقد الاجتماع الأول للمجلس الأعلى للوحدة الأفغانية في أسرع وقت ممكن. وقد توافر لدينا الآن الدعم الضروري للمضي قدماً نحو عقد الاجتماع والذي تتحكم فيه مصاعب التحرك داخل الأراضي الأفغانية"، مشيراً الى "ان قائمة أسماء المدعوين لعضوية المجلس جاهزة وقد أبلغوا جميعاً. إلاّ أن ما يمنع انعقاد المجلس هو صعوبة وصول الوفود إلى روما"، مؤكداً "ان أعضاء المجلس يمثلون كل الفصائل والأطراف الأفغانية". لكنه اضاف "ان الدعوة وجهت إلى شخصيات مقيمة في المناطق التي تهيمن عليها حركة طالبان. ولم نوجه اي دعوة لقيادات طالبان". وينتظر أن يصل إلى روما في غضون الايام المقبلة وفد يمثل "تحالف الشمال" المعارض الأفغاني الذي دعا أمس إلى "الإسراع في التوصل السريع لحل سياسي يضمن البديل الدستوري للنظام الحالي في أفغانستان". ورفض سيرت كشف مضمون محادثات موفد الملك الى اسلام اباد حيث التقى وزير الخارجية الباكستاني عبدالستار. ومن المقرر ان يلتقي لاحقاً الرئيس الباكستاني برويز مشرف، لكنه اكد "ان خطوات الملك تحظى بدعم خاص من الحكومة الباكستانية" التي "بدأت ترى في التحالف الواسع الذي يضم فصائل ممثلة للمجتمع الأفغاني البديل الوحيد الممكن للوضع الحالي". وعن امكان ان يلتقي الوفد وزير الخارجية الاميركي كولن باول الموجود في اسلام اباد، قال سيرت: "ليس في أجندة الوفد موعد مع وزير الخارجية الأميركي" لكنه أضاف: "الوفد موجود في باكستان بناءً على دعوة من الحكومة الباكستانية وفي إمكانها اقتراح أمور تدخل في جدول أعمال الزيارة".