أكد أصولي مصري مقيم خارج مصر أن زعيم جماعة "الجهاد" الدكتور ايمن الظواهري يعيش حالياً في مدينة جلال اباد الافغانية مع اسامة بن لادن وعدد آخر من عناصر الجماعة. ونفى أن يكون الظواهري تعرض لعملية خطف من جانب عناصر تابعة للاستخبارات الاميركية، لكنه أكد أن الظواهري يعلم أنه صار هدفاً للأميركيين منذ شارك في تأسيس "الجبهة الاسلامية العالمية لقتال اليهود والصليبيين" في شباط فبراير العام 1997، وأنه اتخذ إجراءات أمنية لتضليل الاميركيين عقب تفجير سفارتي أميركا في نيروبي ودار السلام وغيّر من الأساليب التي كان يتبعها للاتصال مع اتباعه المنتشرين في البلاد المجاورة لأفغانستان تحسباً لقيام الاميركيين برصد هاتفه النقال. وقال الأصولي الذي رفض ذكر اسمه في اتصال هاتفي مع "الحياة" أمس: "اذا كانت الاستخبارات الأميركية تلاحق الأصوليين المصريين في كل مكان وتسلم من يقع منهم في قبضتها إلى مصر فإن ترصدها بالظواهري ومحاولتها القبض عليه أمر طبيعي، خصوصاً بعدما ورد اسمه في لائحة الاتهام في قضية تفجير السفارتين". إلا أنه نفى بشدة أن تكون اميركا تمكنت من الظواهري أو اعتقلته من قبل. واعتبر أن ما تناولته بعض وسائل الإعلام في هذا الشأن "يهدف إلى التأثير على عناصر الجهاد الفارين من الملاحقة". ومن جهته علق المحامي منتصر الزيات على كلام نُسب إلى القيادي البارز في التنظيم أحمد سلامة مبروك، الذي تسلمته مصر من اذربيجان اثناء جلسة عقدتها المحكمة العسكرية العليا التي تنظر في قضية "العائدون من ألبانيا" الخميس الماضي تضمن أن الاستخبارات الاميركية خطفت الظواهري ووضعته رهن الاعتقال داخل الاراضي الافغانية، ثم تمكن من الفرار قبل تسليمه الى الشيشان. وقال الزيات لپ"الحياة": إنه كان في مكان قريب من مبروك اثناء الاستراحة ولم يسمع مثل هذا الكلام. وكشف أن مبروك أبلغه اثناء الاستراحة تفاصيل عملية اعتقال الظواهري في داغستان اثناء دخوله إليها مع عدد من أعضاء تنظيم في طريقه إلى اذربيجان في كانون الاول ديسمبر 1996. وأكد له أن زعيم "الجهاد" ومن كانوا معه اخفوا شخصياتهم الحقيقية عن الشرطة الداغستانية وتظاهروا بأنهم من غير العرب ورفضوا الاجابة عن الاسئلة التي وجهت إليهم. وان السلطات في هذا البلد ابقتهم رهن الاعتقال في سجن يوجد في العاصمة محج قلعة. وفشلت في تحديد هويتهم ثم اطلقتهم بكفالة بعدما اعتبرتهم متسللين بطريقة غير قانونية، فعادوا الى افغانستان". ونقل الزيات الذي تولى الدفاع عن الظواهري ومبروك عن الأخير أن الظواهري كان يقيم في ايلول سبتمبر الماضي في مدينة قندهار الافغانية ويعتزم الانتقال الى مكان آخر بعدما تعرضت المدينة لقصف صاروخي اميركي في ذلك الشهر، وأن اسامة بن لادن كان يخطط للانتقال الى جلال اباد ومعه الظواهري والإقامة في قلعة تقع قرب المدينة التي يعرفها الأفغان العرب جيداً، لكونها كانت مركزاً مهماً لنشاطهم اثناء فترة الجهاد ضد الاحتلال السوفياتي".