تعليقاً على "رؤية" كولن باول أكد بعض المسؤولين الأميركيين نية الإدارة العمل لتطبيق توصيات ميتشل، واعتبر أن أحداث 11 أيلول سبتمبر أصبحت عنصراً ملحاً على جهود البيت الأبيض لإطلاق عملية السلام مجدداً، وأشار إلى أن إطلاق هذه العملية بعد تردد دام عشرة شهور يساعد الولاياتالمتحدة في حربها على الإرهاب. إن الإلحاح الذي فرضته أحداث نيويوركوواشنطن على الإدارة الأميركية لتحريك عملية السلام في الشرق الأوسط، لا يعني أن الأحداث ستكون عنصراً إيجابياً، وربط عملية السلام بمحاربة الإرهاب سيجعل الموقف الأميركي أكثر انحيازاً إلى إسرائيل، لئلا يقال ان واشنطن رضخت لمطالب الإرهابيين. و"رؤية" وزير الخارجية الأميركي أكدت هذا الانحياز قياساً إلى"توصيات" ميتشل، وتناول باول الفلسطينيين بقسوة لإرضاء إسرائيل، ووصف الانتفاضة بالإرهاب، متهماً الفلسطينيين والعرب بتغذية ثقافة الكراهية. وأشار إلى قضية المستوطنات في شكل عارض، ولم يقدم جديداً في قضيتي القدس واللاجئين. إن تقرير "لجنة ميتشل" خطوة متقدمة بالنظر إلى "رؤية" باول، لأن التقرير وضع إسرائيل على الدرجة ذاتها في المسؤولية عن "العنف"، ونظر إلى الانتفاضة كرد فعل على الاستيطان، ولم يصفها بالإرهاب، ورهن وقفها بوقف التوسع في المستعمرات. ووصف ما يجري في الأرض المحتلة بأنه بسبب خيبة أمل الفلسطينيين من التسوية، وعدم تحقق واقع ملموس على الأرض، وليس نتيجة توجيهات سياسية من السلطة الفلسطينية كما أوحى باول في خطابه، فضلاً عن أن التقرير قدم دعماً معنوياً للفلسطينيين لدى الرأي العام الغربي، بتحميله إسرائيل المسؤولية ذاتها عن العنف المتبادل. إن "رؤية" باول محاولة أميركية لتهدئة الأوضاع بين الفلسطينيين والإسرائيليين، لتأمين أجواء عربية وإسلامية تكون أكثر تقبلاً لحرب الولاياتالمتحدة على الإرهاب، وإشغال الشارع العربي بجولة جديدة من المفاوضات. لكن المحاولة للأسف لم يتغير فيها سوى المبعوث الرئاسي، وتراجعت في خطابها عن المحاولات السابقة، فضلاً عن أن وصف الانتفاضة بالإرهاب في هذه الظروف تحريض ضد الحرب الأميركية على الإرهاب.