سيتم حجب هذه الصورة تلقائيا عندما يتم الإبلاغ عنها من طرف عدة أشخاص.
الطيران الأميركي يكثف غاراته ومخاوف باكستانية من حمام دم ... وبريطانية من فرار المقاتلين الأجانب ."تحالف الشمال" يشدد الضغط العسكري على قندوز رغم أنباء عن رغبة "طالبان" في الاستسلام
إسلام آباد، كابول - "الحياة"، أ ف ب - اكتنف الغموض الوضع في ولاية قندوز المحاصرة شمال أفغانستان، إذ أعلن "تحالف الشمال" بدء هجوم على المنطقة متوقعاً استعادتها بحلول الاثنين المقبل، بعد اعلان اتفاق على استسلام مقاتلي "طالبان" المحاصرين فيها. وأعربت مصادر باكستانية مطلعة عن اعتقادها أن هذا التضارب سببه اتفاق نائب وزير الدفاع في "طالبان" الملا فاضل مع قائد الميليشيات الاوزبكية عبدالرشيد دوستم على السماح للمقاتلين الراغبين في الاستسلام بالخروج من المنطقة سلماً. جاء ذلك في وقت اندلعت اشتباكات عنيفة بين التحالف و"طالبان" في محيط بلدة ميدان شهر جنوب غربي كابول، للمرة الاولى منذ انسحاب الحركة من العاصمة في 13 الشهر الجاري. ودعا الرئيس الباكستاني برويز مشرف المجتمع الدولي الى العمل لتفادي حمام دم في قندوز حيث يقاتل عدد كبير من المتطوعين الباكستانيين الرافضين للاستسلام. وأفاد الناطق باسم الخارجية الباكستانية أن مشرف أعرب عن انشغاله بالوضع في قندوز خلال اجتماع في إسلام آباد مع رئيس اللجنة جاكوب كيلينبرغر، وشدد على أن "الاممالمتحدة واللجنة الدولية للصليب الاحمر مدعوتان للقيام بكل ما بإمكانهما لضمان معاملة هؤلاء الناس المتطوعين الباكستانيين طبقاً للقانون الدولي، على ألا يكونوا ضحايا أعمال انتقامية". وتابع الناطق ان كيلينبرغر أكد لمشرف ان الصليب الاحمر سيبذل كل ما بإمكانه لمنع اي انتهاك للاتفاقات الانسانية في حصار قندوز. في الوقت ذاته أعربت الحكومة البريطانية امس عن تأييدها اعتقال جميع عناصر "طالبان" الافغان والاجانب المحاصرين في قندوز، وعدم منحهم فرصة الفرار. وأعلن الجنرال في "تحالف" الشمال محمد داود ان مفاوضات مكثفة تتواصل حول مصير المقاتلين في قندوز، آخر معقل ل"طالبان" في شمال شرقي البلاد. وفي لندن، قال ناطق باسم رئيس الوزراء توني بلير: "نأمل بالتمكن من تفادي حمام دم" ولكن "من غير الوارد ان يتمكن المقاتلون من الفرار والظهور مجدداً تحت شكل آخر في مكان آخر". وقال الجنرال داود للصحافيين إن "غالبية عناصر طالبان الافغان وافقت على الاستسلام، لكن اياً من عناصر الميليشيات الاجنبية لم يسلم سلاحه". واضاف ان "المفاوضات تتواصل". وأكد انه يؤيد امكان فتح "ممر باتجاه قندهار"، آخر معاقل "طالبان" جنوب البلاد، امام "المرتزقة" الأجانب. لكن وزير الداخلية في "تحالف الشمال" يونس قانوني أعلن ان المحادثات في شأن استسلام قوات "طالبان" في قندوز فشلت، وانه بدأ هجوماً يأمل بأن يؤدي الى سقوط المدينة بحلول مطلع الاسبوع المقبل. واضاف: "حاولنا تسوية مسألة قندوز من خلال المفاوضات لكننا أرغمنا على اختيار الحل العسكري". وفي وقت ألقت قاذفة "بي-52" أميركية وابلاً من القنابل أمس على مواقع "طالبان" في خان آباد، على بعد 20 كيلومتراً شرق قندوز، أفاد مراسل وكالة "فرانس برس" ان قوات "تحالف الشمال" بدأت بعد الظهر هجوماً ضد "طالبان" في خان آباد. وبدأ مئات من جنود التحالف الذين كانوا يطوقون خان آباد الهجوم براجمات الصواريخ والاسلحة الرشاشة على مواقع "طالبان" التي تعرضت للغارات الاميركية. وقال عبدالجميل القائد في التحالف: "هاجمنا خان آباد أولاً للتقدم الى قندوز". كابول وافاد مراسلون ل"فرانس برس" ان معارك عنيفة دارت صباحاً بين قوات التحالف و"طالبان" في ميدان شهر على بعد نحو عشرين كيلومتراً جنوب غربي كابول. واطلقت احدى عشرة مدرعة لقوات "الاتحاد الاسلامي" الحزب البشتوني التابع لعبدالرسول سياف والذي يشكل جزءاً من قوات تحالف الشمال قذائف على مواقع جبلية بدعم من المدفعية وقاذفات الصواريخ. وقال عبدالله، وهو مسؤول عن مركز مراقبة ل"تحالف الشمال" ان "الامر يتعلق بقوات القائد الحاج شير علم التي بدأت الهجوم على 600 مقاتل على الاقل من طالبان" ينتشرون في التلال المجاورة لقرية ميدان شهر، منذ استيلاء قوات "التحالف" على كابول في 13 الشهر الجاري. وشوهدت مصفحات الاتحاد من على بعد كيلومترين على الاقل، وهي تقوم بمناورات على احدى التلال وتطلق النار على قوات "طالبان" التي كانت ترد بالمدفعية. وبثت "هيئة الإذاعة البريطانية" بي بي سي أمس أن "تحالف الشمال" دفع للقيادي المحلي في "طالبان" غلام محمد مبلغ 200 ألف دولار لينشق عن الحركة. وأخذ محمد المبلغ وبقي في جبال المنطقة، خشية تعرضه للانتقام بسبب ممارسات قامت بها الحركة في قريته. وأشارت إلى أن غلام محمد يقاتل معه 600-700 مسلح من "طالبان" وحوالى 400 متطوع أجنبي، معظمهم باكستانيون وعرب.