لاحظ الذين تابعوا محادثات القادة السعوديين مع الرئيس المصري حسني مبارك ليل أول من أمس في الرياض ان الجانب السعودي لم يبد أي تعليق سلبي أو ايجابي على ما وصف بأنه تحرك اميركي لوقف العنف في الأراضي الفلسطينية واستئناف مفاوضات السلام في الشرق الاوسط. وقال مصدر اطلع على المحادثات السعودية - المصرية إن الرئيس مبارك وولي العهد السعودي أجريا تقويماً للتحرك الاميركي وللخطاب الذي القاه وزير الخارجية الاميركية كولن باول في مطلع الأسبوع الجاري والذي ركز فيه على الأوضاع في فلسطين والشرق الاوسط، وبدا ان السعوديين يفضلون انتظار معرفة أهداف وخطط التحرك الاميركي المقبل في المنطقة قبل اصدار الحكم عليه. وبدا ان هذا "التحفظ" السعودي يعود إلى رفض الرئيس الاميركي جورج بوش لقاء الرئيس الفلسطيني ياسر عرفات في نيويورك. التحرك الأوروبي وأكد المصدر نفسه ان القادة السعوديين والرئيس المصري اتفقوا على ضرورة الاستمرار في دعم الموقف الفلسطيني في التحرك السياسي المقبل. وثمن الجانبان السعودي والمصري عند بحث الموضوع الفلسطيني التحرك الأوروبي ووجدوا فيه موقفاً ايجابياً، مؤكدين أهمية ان يكون هدف اي مبادرة سياسية هو وقف العدوان الاسرائيلي وتطبيق الاتفاقات المعقودة سابقاً لاقامة الدولة الفلسطينية المستقلة حتى يتحقق الامن والاستقرار في المنطقة. وكان الرئيس مبارك قام بزيارة "خاطفة" للرياض استغرقت نحو ثلاث ساعات ليل الأربعاء - الخميس، التقاه خلالها خادم الحرمين الشريفين الملك فهد بن عبدالعزيز في حضور ولي العهد السعودي الامير عبدالله بن عبدالعزيز والنائب الثاني لرئيس الوزراء وزير الدفاع والطيران الأمير سلطان بن عبدالعزيز وعدد من كبار الأمراء والمسؤولين. وبعد حفلة عشاء سحور أقامها الملك فهد لضيفه الرئيس مبارك عقد ولي العهد السعودي والرئيس المصري جلسة محادثات استغرقت نحو ساعة، ركزت على بحث الوضع الفلسطيني بشكل خاص والعربي بشكل عام وعلى تداعيات احداث 11 أيلول سبتمبر الماضي والحرب في افغانستان على المنطقة. وصرح السفير المصري في الرياض محمد رفيق خليل بأنه جرى خلال المحادثات تقويم مشترك للوضع في العالم العربي في ضوء تطورات الأحداث الأخيرة وبخاصة الوضع في الأراضي الفلسطينية ومستقبل عملية السلام في الشرق الاوسط وانعكاسات احداث 11 أيلول الماضي على المنطقة، خصوصاً الأزمة في أفغانستان. وأكد السفير المصري ان وجهات النظر بين الرئيس مبارك والقادة السعوديين كانت متفقة ومتطابقة بشأن ما جرى بحثه، وكان هناك تأكيد مشترك على استمرار التنسيق والتحرك العربي من اجل مواجهة تطورات الأحداث الراهنة، خصوصاً على صعيد القضية الفلسطينية وضرورة تحريك عملية السلام في الشرق الاوسط وان يكون هناك موقف عربي قوي وواضح من الافكار والمبادرات المطروحة - في اشارة إلى التحرك الأميركي - تدعم حقوق الفلسطينيين.