اكد رئيس الوزراء البريطاني توني بلير ان الهدف من العمليات العسكرية الجارية في افغانستان "جلب المسؤولين عن المذبحة" التي شهدتها الولاياتالمتحدة في 11 ايلول سبتمر، ونفى مشاركة القوات البريطانية التي تجري تدريبات حالياً في سلطنة عمان، في العمليات العسكرية. واجتمع بلير لدى وصوله الى مسقط امس مع السلطان قابوس بن سعيد في بداية جولة في الشرق الاوسط تهدف الى طمأنة المسؤولين فيها الى اهداف الحرب على الارهاب وكسب تأييدهم. وكذلك تفقد الوحدات البريطانية في السلطنة. ونفى مسؤول يرافق بلير وجود دليل يربط العراق بهجمات 11 ايلول. وامتنع المسؤولون البريطانيون في لندن عن ذكر اسم دولتين عربيتين سيزورهما بلير بعد عُمان "لاسباب امنية". وكان رئيس الوزراء البريطاني أ ف ب اتصل هاتفياً مساء الثلثاء بولي العهد السعودي الأمير عبدالله بن عبدالعزيز وعرض معه الاحداث الاخيرة فى المنطقة وتفاعلاتها. وافادت "وكالة الانباء السعودية" ان بلير اكد للأمير عبدالله "ان ما يجري فى افغانستان هو محاربة للارهاب ولا يستهدف الاسلام او المسلمين في اي جزء من العالم ومنهم الشعب الافغاني المسلم". واضافت الوكالة ان ولى العهد "شكر بلير على ذلك مضيفاً ان الارهاب مرفوض ومنبوذ من كل الدول والشعوب والعقائد والاديان ...وان الدين الاسلامي الحنيف يرفض ذلك ويأنف عنه". وطالب في الوقت نفسه "بالوقوف الى جانب الحق الفلسطيني المشروع وفقاً لقرارات الاممالمتحدة والشرعية الدولية والعمل على دفع علمية السلام لإحلال الامن والاستقرار في المنطقة". مشيراً "الى ان ما يعانيه الاشقاء فى فلسطين وما يحدث من تجاوز على الحق واهله هناك وتجاهل لعملية السلام او تهميشها سبب قوي من اسباب الرفض والعنف الذي لا يحقق الامن او الاستقرار في المنطقة والعالم". وقبل توجهه الى مسقط، اجرى بلير محادثات مقتضبة مع الرئيس الاماراتي الشيخ زايد بن سلطان آل نهيان ليل الثلثاء - الاربعاء في جنيف. وجرت المحادثات في جلسة مغلقة في فندق "انتركونتيننتال" الذي ينزل فيه الرئيس الاماراتي منذ ثلاثة اسابيع، وتناولت الوضع في افغانستان والقصف الاميركي والبريطاني لهذا البلد. وذكرت "وكالة انباء الامارات" ان الشيخ زايد اكد رفض دولة الامارات للارهاب بكل اشكاله ودعمها الجهود الدولية لمكافحته. وقال ان هذه الظاهرة لا تمثل الاسلام وسماحته، وانه يجب العمل للقضاء على عناصر الارهاب وعدم التساهل مع الارهابيين. وشدد على ان المجتمع الدولي، لدى تحركه لمحاربة الارهاب، يجب ان يعمل على بذل الجهود لوقف الارهاب الاسرائيلي في فلسطين. وتوجه بلير بعد الاجتماع مع الشيخ زايد في جنيف الى مسقط والتقى السلطان قابوس بن سعيد مساء امس. وذكرت مصادر مطلعة ل"الحياة"، ان محادثات قابوس - بلير تركزت على الاحداث التي يشهدها العالم اضافة الى الوجود العسكري البريطاني في السلطنة حيث ينتشر في الصحراء العمانية اكثر من 24 الف جندي بريطاني ينفذون مناورات "السيف السريع -2" ويستخدمون قطعاً حربية حديثة في التمرين. وكان بلير اشار لدى وصوله مسقط امس الى ان زيارته للسلطنة تهدف الى التباحث مع السلطان قابوس في الامور التى تهم البلدين الصديقين، خصوصاً الوضع في افغانستان والاعمال العسكرية التى تنفذها الولاياتالمتحدة وبريطانيا. وقال بلير في تصريحات نقلتها "وكالة الانباء العمانية" رداً على سؤال عن احتمالات توسيع دائرة الحرب لتشمل دولاً عربية، ان الهدف من العمليات العسكرية التي تجري حالياً "جلب المسؤولين عن مذبحة 11 ايلول التى شهدتها الولاياتالمتحدة". واضاف: "ان عملياتنا تتركز على افغانستان ونحن لن نقوم باي عمليات ضد اي بلد آخر من دون ادلة ... سنقوم بعمليات ضد الدول التي توجد ادلة على مشاركتها في عمليات ارهابية". وعن مناورات "السيف السريع - 2" اشار بلير الى ان البلدين خططا منذ وقت طويل لهذ التمرين الذي يعكس التعاون العماني - البريطاني الوثيق في المجال الدفاعي. وفيما توقعت مصادر شبه رسمية ان تتمخض الزيارة ومحادثات السلطان قابوس مع بلير عن مشاركة القوات البريطانية الموجودة في عمان في دعم المجهود الحربي الاميركي، نفى بلير ما رددته بعض وسائل الاعلام الاجنبية عن مغادرة قوات بريطانية خاصة من عُمان للمشاركة في العمليات العسكرية في افغانستان. وقال عن الوضع في الشرق الاوسط: "اننا نريد رؤية سلام عادل ودائم في الشرق الاوسط وبالطبع منذ 11 ايلول قلنا، انا والرئيس جورج بوش بوضوح ان ما حدث يجب ان لا يكون سبباً لتراجع عملية السلام، بل على النقيض من ذلك يجب ان يكون سبباً لإنعاش عملية السلام في الشرق الأوسط بما يمكن الفلسطينيين والاسرائيليين من التعايش معا في عدالة وسلام". وتوجه بلير بعد اجتماعه مع السلطان قابوس الى موقع مناورات "السيف السريع" وسط الصحراء العمانية وتفقد قوات بلاده المشاركة ورافقه في جولته عدد من المسؤولين العسكريين العمانيين. وجاءت زيارة بلير بعد اقل من اربع وعشرين ساعة من التظاهرات الاحتجاجية في مسقط التي طالبت بوقف الضربات على افغانستان. من جهة اخرى رويترز، قال مسؤول بريطاني يرافق بلير امس "ليس لدينا دليل يربط النظام العراقي بأحداث 11 ايلول" في الولاياتالمتحدة. واضاف ان أي بلد آخر لن يتعرض للهجوم من دون "دليل دامغ" على رعايته للارهاب ومن دون أوسع تأييد دولي للعمل العسكري. ويحد هذا التصريح من التكهنات باحتمال أن تستهدف واشنطنبغداد في حربها على الارهاب. وكان السفير الاميركي لدى الاممالمتحدة جون نجروبونتي فاجأ بعض الحلفاء الاثنين عندما قال ان الحملة العسكرية على أفغانستان قد تتسع لتشمل "دولاً أخرى".