جددت المملكة العربية السعودية دعمها "حصول الشعب الفلسطيني على كامل حقوقه الوطنية المشروعة، بما في ذلك حقه في اقامة دولته المستقلة وعاصمتها القدس". واعتبر مجلس الوزراءالسعودي، الذي انعقد امس برئاسة خادم الحرمين الشريفين الملك فهد بن عبدالعزيز، "ان قضية القدس، وهي لب المشكلة وجوهر الصراع، لن تحل إلا في اطار القرارين 242 و 338". في غضون ذلك التأمت في الاسكندرية، مساء أمس، قمة مصرية - اردنية في اطار تحركات عربية نشطة لمواكبة تطورات عملية السلام على المسار الفلسطيني بعد فشل قمة كامب ديفيد. وفي الوقت نفسه كان رئيس الوزراء الاسرائيلي ايهود باراك يواجه تصويتاً في الكنيست على حجب الثقة بحكومته، وهو نجا للمرة الثانية من السقوط في البرلمان لكن حكومته لا تزال مهددة بالانفراط بسبب الاستقالات المتلاحقة. وكانت الكنيست خذلت شيمون بيريز وانتخبت منافسه موشي كاتساف رئيساً للدولة خلفاً لعزرا وايزمن المستقيل، وهي وجهت بذلك انذاراً غير مباشر الى باراك. وتابع الرئيس الفلسطيني ياسر عرفات جولته امس في الرباط حيث التقى الملك محمد السادس رئيس "لجنة القدس" المنبثقة من منظمة المؤتمر الاسلامي. وفيما طلب عرفات عقد اجتماع خاص للجنة القدس، جدد العاهل المغربي جدد دعم بلاده لموقف السلطة الفلسطينية، وركز على تحرير القدس، ودعم مؤسسة "بيت مال القدس". الموقف السعودي واطلع مجلس الوزراء السعودي على المحادثات، التي اجراها الملك فهد وولي العهد الامير عبدالله والنائب الثاني لرئيس مجلس الوزراء وزير الدفاع والطيران الامير سلطان، مع الرئيس الفلسطيني ياسر عرفات الذي زار المملكة أول من أمس الاحد. وقال وزير الاعلام السعودي الدكتور فؤاد الفارسي عقب الجلسة أن "السعودية تابعت بكل اهتمام محادثات كامب ديفيد الاخيرة وما أسفرت عنه من نتائج على صعيد تطور مسيرة عملية السلام في الشرق الاوسط وجاءت اثباتاً لما دأبت المملكة على تأكيده مراراً وتكراراً من أن قضية القدس هي لب المشكلة وجوهر النزاع في الشرق الاوسط، وأنه لا بد من التعامل مع القدسالشرقية في اطار القرارين 242 و 338 ما يعني اعتبارها جزءاً من الاراضي المحتلة، وأن على اسرائيل الامتناع عن اتخاذ أي اجراءات أحادية الجانب بغرض التأثير المسبق في وضعية هذه المدينة المقدسة"، وأضاف ان السعودية "إذ تهيب بالعالمين العربي والاسلامي المبادرة الى تأكيد هذا الجانب المهم من عملية السلام فإنها تأمل بأن تكلل الجهود المبذولة في هذا الصدد بما يؤدي الى حصول الشعب الفلسطيني على كامل حقوقه الوطنية المشروعة، بما في ذلك حقه في اقامة دولته المستقلة وعاصمتها القدس". قمة الاسكندرية والتقى الرئيس المصري حسني مبارك العاهل الاردني الملك عبدالله الثاني، القادم من الرباط في زيارة سريعة لمصر استغرقت بضع ساعات، واستكمل الزعيمان محادثاتهما على عشاء عمل أقامه مبارك للعاهل الاردني والوفد المرافق له. وقالت مصادر سياسية ل "الحياة" إن الزعيمين بحثا في إمكان الدعوة إلى قمة عربية لدرس تداعيات فشل كامب ديفيد على عملية السلام و"المخاطر التي تكتنفها وتتطلب موقفاً عربياً جماعياً قدر الإمكان". وكان مبارك استقبل في استراحة كبار الزوار في مطار برج العرب في الاسكندرية امس مساعد وزير الخارجية الاميركي لشوؤن الشرق الاوسط السيد ادوارد ووكر، الذي التقى ايضاً وزير الخارجية المصري عمرو موسى. وأكد موسى بعد اللقاء "أن الإسراع بعقد القمة العربية سيكون افضل بكثير للعالم العربي ولمستقبله ولتعامله مع القضايا الشائكة المطروحة حالياً"، وطالب بالإبقاء على دور الراعي الاميركي في عملية السلام "محايداً بين الطرفين الفلسطيني والاسرائيلي" و"محاولاً التقريب بينهما". وقال رداً على سؤال عن محادثاته مع ووكر ان "هناك عقبات لا تزال قائمة خصوصاً بالنسبة الى موضوع القدس، واصفاً المرحلة الحالية بأنها "تشاورية" وتبحث في كيفية التغلب على العقبات من دون المساس بالحق الفلسطيني، مؤكداً ان المشاورات المصرية - الاميركية "مفيدة للغاية في معرفة اطر التفكير الاميركي واحتمالات المستقبل"، واشار الى "اهمية الحفاظ على حقوق المسلمين والمسيحيين في القدس، وكذلك الدور الفلسطيني الاساسي والسيادي في القدس"، قائلاً ان القدس لا تزال محل للتفاوض "ويجب عدم ازعاج هذا التفاوض". وأكد موسى مجدداً موقف مصر الواضح من مسألة اعلان الدولة الفلسطينية في ايلول سبتمبر المقبل، وقال: "هذا حق لا شك فيه" و"سنعترف بها في لحظة اعلانها"، لافتاً الى أهمية التشاور العربي في هذا الموضوع. وكرر أن الوضع الحالي يستدعي عقد قمة عربية "يكون لكل فيها الحق في الادلاء برأيه في الوضع الحالي المهم جداً بالنسبة الى المنطقة كلها وللعالم العربي والاسلامي بل للعالم كله حتى نصل الى سلام". وصرح ووكر بأن محادثاته مع موسى كانت "مفيدة وعميقة ومثمرة"، وقال ان زيارته لمصر جاءت بتوجيه من الرئيس كلينتون و"مصر شريك رئيسي للولايات المتحدة في عملية سلام الشرق الاوسط"، ورفض التعليق على تصريحات كلينتون الاخيرة بشأن نقل السفارة الاميركية من تل ابيب الى القدس.