من ضمن النشاطات الموسيقية التي يقيمها "معهد العالم العربي في باريس"، وبعد مهرجان "الموسيقى العربية الثاني" في شهر حزيران يونيو الماضي تستمر حالياً وحتى نهاية الشهر الجاري فاعليات مهرجان "ليالي الصوفية" بنجاح لافت. وجذبت الحفلات الأولى عدداً كبيراً من المستمعين الذين يشدهم الغناء والموسيقى الروحانيين عبر انفتاحهما على الإنسان عموماً، بغض النظر عن انتمائه الديني والجغرافي، ومن خلال الأجواء والفضاءات العميقة في انسانيتها، التي يتصف بها الإنشاد الروحاني، الذي يمثل إحدى اجمل المغامرات الروحية التي عرفتها الإنسانية. ويتوزع المهرجان على عدد من الفرق الصوفية، المغربية والمصرية والجزائرية التي تتمايز في ما بينها تبعاً لمدى انتشارها، وتباين طقوسها وأدعيتها، وقصائدها المكرسة لمحبة الله وتكريم الرسول صلعم. لكنها تتشابه بوجود منشد يقودها وبممارستها الحضرة. وتميزت الحفلات الأولى بتقشف الإكسسوارات المصاحبة لكي تكون اقرب الى امكنتها الأصلية في المناطق التي تنتمي إليها هذه الفرق، حيث يقف المنشد على منصة مرتفعة ينتصب فوقها ميكروفون مع فرقته الموسيقية الصغيرة مفتتحاً الإنشاد بمجموعة كبيرة من القصائد، المجهولة المؤلف غالباً، باستثناء قصائد الشعراء الكبار، مغنياً ومكرراً مراراً بيتاً واحداً ثم مقطعاً، وهكذا دواليك الى أن يصل الى مرحلة التوحّد مع الجمهور، في لحظة كثيفة يلتقي فيها المنشد والشاعر والمتلقي. تتوزع حفلات "ليالي الروحانية" على عناوين وفرق صوفية هي: - نفحة الروح: لفرقة "الشوشترية" في طنجة المغرب بقيادة عمر المتيوي. - انشاد المريدين: مع المنشد محمد الحلباوي الصعيد. - ليلة الترتيل: مع صادق الأقصري الصعيد وكرم رسلان دلتا النيل. - ليلة الترتيل: طرق اسيوط مع عبدالحكيم الزيات وعليوة الصعيد. - ابتهالات النيل: مع سيد شنشيفي وأحمد بيومي الصعيد. - الانشاد: مع محمد صيام وعادل العسكري دلتا النيل. - دلتا المنشدين: مع صبحي الأصيلي وسيد قطط دلتا النيل. - نشوة الروح: مع الطريقة الصوفية العلوية في مستغانمالجزائر بقيادة المنشد خالد بنتوس.