أدت الهجمات على الولاياتالمتحدة في 11 أيلول سبتمبر الماضي الى رفع المخاوف عن امن المعلومات والمعاملات على الانترنت. وتهدد هذه المسألة بوضع كل اشكال التعامل على الشبكة الدولية للكومبيوتر في مهب الريح، ما يهز الثقة بأسس التعامل عبر الفضاء الالكتروني. والحال ان هذه الهجمات جاءت في توقيت قاسٍ بالنسبة للاقتصاد الرقمي الذي كان يعاني ظاهرة اضطراب في شركاته كافة، اضافة الى الاثر السلبي الذي خلفته حال تباطؤ اقتصاد العالم، ما ولّد حلقة مفرغة سلبية هزت ثقة رؤوس الاموال والمستهلكين في الاسواق الكبرى. وفاقم المخاوف أن الشبكة طالما عانت فيروسات المعلوماتية وضرباتها، والاختراقات التي أثبتت إمكان اختراق اشد المواقع أمناً على الانترنت. الثقة في التعامل المصرفي وأدت هذه الاجواء الى طرح سؤال عميق عن قدرة شركات الكومبيوتر على اعادة عنصر الثقة، وهو عصب حساس في كسر دائرة التهاوي في الاقتصاد الرقمي. وتصبح مسالة الثقة فائقة الاهمية عند دخول مجال التعاملات المصرفية، فما هو عرضة للضياع هو الأموال، وفي طريقة مباشرة. وفي هذه الاجواء، يبدو اعلان شركة "أسبيدكس" Aspedix عن اطلاق منصة معلوماتية تنهض بالمصارف، وخصوصاً في العالم العربي، وكأنه مغامرة جريئة. ويزيد في تعقيد التحدي ان الشركة تدخل مجال المصارف الرقمية E-Banking من باب تأجير برامج المعلوماتية وأنظمتها، اي ان عملها يوصف بApplication Service Provider، واختصاراً ASP، وهذا النوع من الاعمال لم يلق رواجاً ملائماً في العالم العربي حتى الآن. ويجيب مؤسس الشركة السيد عزت دجاني 47 عاماً عن هذه الاسئلة بالتشديد على ان عمل "أسبيدكس" ليس مجرد تأجير برامج االمعلوماتية وانظمتها وأجهزتها، وان الاداة الرئيسة للعمل هي نقل التكنولوجيا Technlology Transfer، بالمعنى الدقيق للكلمة، إضافة الى المشاركة مع المؤسسة المصرفية في عملية صنع "البنك النموذجي" على الانترنت. ودرّب دجاني فريقاً أساسياً من 15 كادراً في شركة "كوريليان"البريطانية، التي تمتلك أحد اعلى مستويات التكنولوجيا في اعطاء نظام معلوماتي مأمون ومتعدد الاقنية وقابل للتعامل مع أي عدد من العملاء، ومن دون الاطلاع على محتوى هذه المعاملات. وزيادة في تملّك التكنولوجيا، أسس شركة "سندسوفت" في كراتشي، العاصمة المالية والعلمية لباكستان. وتعمل "سندسوفت" على التطوير العلمي المستمر للتقنية، لتلبي متطلبات كل مصرف متعامل مع "أسبيدكس". ويفيد المقر الباكستاني كمخزن احتياط للمعاملات المصرفية التي تجرى على الانترنت. فعندما يدخل أي فرد في معاملة عبر الشبكة مع اي مصرف يستخدم نظام "أسبيدكس"، ترسل نسخ مباشرة الى أجهزة في كراتشي، تتمتع بحماية أمنية تقليدية عالية جداً. وتشمل الحماية، بناء مخازن تحت الارض وأبواب ضخمة، لا يعبر منها الا اشخاص محدودون وفي ساعات معلومة وبعد المرور في عمليات تعرّف متعددة ومعقدة ...الخ. ويوجد ردائف لهذه العملية في خوادم مصانة بعناية في مدينة دبي للانترنت ومركز المعلومات الاوروبي. الاختراقات وأنظمة الحماية ويرى دجاني ان الاختراقات الاساسية لأمن المعلومات والتعاملات على الانترنت، تأتي من مصادر متعددة، مثل هجمات مخترقي المواقع "هاكرز"، والفيروسات، وهجمات تعطيل الخدمات، وانتحال شخصية مزَوَّرة لها الحق في التصرف في المعاملات، اضافة الى الاهمال والاختراق الداخلي. ولا تميل الشركات كثيراً الى الافصاح عن النوع الاخير من الاختراقات لانها تتم على يد موظفي الشركة، بل وبعض مسؤوليها أحياناً. ويرى ان النظام الامني الملائم يجب ان يستند الى مجموعة من الاجراءات، وان لا يتكل على نظام واحد مثل الجدار الناري Fire Wall، مهما كان قوياً. وتشمل قائمة نظم الحماية استخدام نظم تشفير قوية مثل نظام3 DES ، والتوثيق عبر استخدام رموز تعريف وأرقام سرية وتوقيع الكتروني وشهادة رقمية، والمراقبة المستمرة. والحال ان كل معلومة تنتقل من طريق الانترنت تغلف تلقائياً بسبع طبقات من التعريفات، وتعمد نظم التشفير المتطورة الى استغلال هذه الميزة وتشفير طبقة أو أكثر مما يحيط بالمعلومة. ولصنع نظام اكثر تطوراً، يصار الى تشفير عدد اكبر من هذه الطبقات. العنوان على الانترنت: http://www.aspidex.com