دفع الخوف والقلق من تزايد أعمال القرصنة الإلكترونية أكثر من 800 خبير واختصاصي في أمن المعلومات إلى البحث عن دروع لحماية الأموال والإسرار، العائدة للشركات والأفراد والدول، على الشبكة العنكبوتية وأجهزة الاتصالات المتطورة أرضياً وفضائياً. ونبّه خبراء في «ملتقى أمن المعلومات السادس» الذي اعتادت «الجمعية العلمية السورية للمعلوماتية» على تنظيمه سنوياً بالتعاون مع وزارة الاتصالات والتقنية، إلى تزايد أعمال القرصنة الإلكترونية على المستوى العالمي. ودعوا إلى وضع قوانين صارمة لمحاكمة من يعتدي على حرمة المجال الإلكتروني للدول، الذي رأوا أنه بات بمثل أهمية المجالات الجوية والبحرية والبرية. وفي سياق هذا الملتقى، أوضح رئيس «الجمعية العلمية السورية للمعلوماتية» راكان رزوق أن انتشار نُظُم المعلوماتية وتطور وسائل الاتصال، جعلا بيانات معظم المؤسسات متاحة بأشكال متعددة لعدد كبير من الأشخاص. وأكّد أن المخاطر التي تهدد نُظُم المعلوماتية متنوّعة، وتشمل الفيروسات الإلكترونية، وإغراق الحواسيب بسيل من الطلبات يتجاوز قدرة نُظُمها على الاستجابة ما يؤدى إلى شللها، إضافة إلى محاولات القرصنة الإلكترونية التي ينهض بأمرها هواة ومحترفون، للتسلل إلى النُظُم الرقمية عبر منافذ لم ينتبه إليها صُنّاعها. وأشار الى أن أشد هجمات القرصنة ضرراً هي تلك التي تقف خلفها شركات أو منظمات أو دول. ولفت رزوق إلى أن أمن المعلومات يعتبر من أهم العوامل المؤثرة في نجاح برامج المعلوماتية، مثل تطبيقات الحكومة الإلكترونية والمصارف الرقمية وغيرها. ودعا إلى تعزيز التعاون بين المؤسسات والشركات المعنية للحد من التصرفات المؤذية لأنظمة المعلومات. وناقش الملتقى مواضيع متنوّعة شملت أمن شبكات المعلوماتية، والتعاملات المصرفية، والاتصالات اللاسلكية والخليوي، إضافة إلى طرق حماية البيانات وتشفير المعلومات. كما تداول في التشريعات والقوانين المتصلة بمكافحة الجرائم الإلكترونية التي2 تجرى في الفضاء السبرنطيقي أي الفضاء الافتراضي للإنترنت. وبحث في أنظمة الرقابة على الاتصالات وشبكات المعلوماتية، ومسألة اختراق نُظُم المعلوماتية وطرق حمايتها، وسُبُل التوصل إلى معايير لأمن المعلومات، إضافة الى مسائل مثل التوقيع الإلكتروني والشهادة الرقمية واستخداماتها، والتطبيقات الأمنية للتقنيات البيومترية (هي تلك التي تعتمد على قياس جسد الإنسان، مثل العين والأصابع)، وبرامج إدارة أمن المعلومات وغيرها. خطورة تداول المعلومات في إطار هذا المؤتمر، لاحظ رئيس «شركة الصناعات الإلكترونية» الإيرانية محمود زادة أن تبادل المعلومات يعتبر من أكثر المواضيع تطوراً وتعقيداً. ولفت إلى أن الساحة الافتراضية للأفراد على الإنترنت باتت أكثر أهمية وتطوراً عما هي عليه في العالم المادي ما يوجب مراقبة الفضاء الافتراضي بدقة. وأكّد أن مهاجمة المعلومات والبيانات على الإنترنت، تتسبب في أذى اقتصادي ضخم. ورأى خبراء في المعلوماتية أن المؤتمر نجح في الغوض بعمق في مواضيع شديدة التخصص، تتعلق بأمن التقنيات المعلوماتية الحديثة، في ما سادت الدورات السابقة نقاشات اكتفت بالعموميات. وأشارت بيانات عرضت في المؤتمر إلى أن الإنفاق العالمي على امن المعلومات سيصل في نهاية العام الجاري إلى نحو 60 بليون دولار. وأورد تقرير أن إحدى الشركات التي تعمل في أمن المعلومات ومكافحة الفيروسات سجّلت خلال حزيران (يونيو) الماضي أكثر من 228 مليون محاولة اختراق لأجهزة الكومبيوتر عالمياً.