هيرات - أ ب - أقام رجال القائد اسماعيل خان نقطة تفتيش على حدود ولاية هيرات مع ايران وسيطروا على المستشفى الرئيسي في المنطقة وعلى سجنها المركزي. ويخطط خان لاجراء انتخابات محلية، لكنه يؤكد ان لا رغبة لديه في "الاحتفاظ بالسلطة". ولقي خان المعروف بليبراليته وتأييده تعليم النساء وعملهن استقبال الأبطال، لدى عودته إثر انسحاب قوات "طالبان" من المدينة التي احتلتها قبل خمس سنوات. ويؤكد خان أنه يريد لهيرات زعيماً منتخباً واعداً باجراء الانتخابات في المسجد الكبير في غضون ايام. ولدى سؤاله هل سيرشح نفسه اجاب: "أفضل ألا افعل". وأوضح امام الصحافيين الذين اجتمعوا في مكتبه في غرب افغانستان بالفارسية المحكية: "لا أريد السلطة لنفسي فأنا جندي في خدمة الشعب الافغاني. قلت للناس دعوني حراً ولا تثقلوا كاهلي بأي مسؤوليات". لكن زعماء المجموعات المختلفة في الولاية اصروا على "ان يتسلم السلطة ويتحمل المسؤولية في هيرات". والمطالبون بالسلطة هناك كثر، خصوصاً الهزارة المرتبطين بحزب الوحدة الشيعي الذي يرأسه كريم خليلي. وينفي خان الذي ينتمي الى الأوزبك المسلمين السنّة وجود خلاف مع خليلي، مشيراً الى انهما شاركا معاً في "تحالف الشمال" المعادي ل"طالبان" ومعلوم ان الخلافات القوية التي نشبت بين اعضاء التحالف هي التي مهدت الطريق امام حركة "طالبان"، ومكنتها من استلام السلطة منتصف التسعينات. وفي حين يريد القادة المحليون أمثال خان احكام السيطرة على مناطقهم، تسعى الأممالمتحدة إلى حض الفصائل على المشاركة في اجتماع متعدد الاطراف، سيعقدل في برلين لمناقشة تشكيل حكومة افغانية موسعة. وقال خان: "تتركز جهودنا على تحضير الأرضية المناسبة لتأليف حكومة انتقالية في انتظار تأليف حكومة موسعة". ويظهر خان، الملتحي الذي يعتمر العمامة كقائد تقليدي، تشير الدلائل إلى انه يريد تنصيب نفسه حاكماً لمقاطعة هيرات. إذ اتخذ مقراً في احد مكاتب الحكومة المركزية السابقة وسط المدينة، يحيط به مئات من المقاتلين الأفغان بالزي التقليدي مسلحين برشاشات "كلاشنيكوف" وقاذفات قنابل. وقبل اسبوع واحد لم يكن احد يتولى مراقبة نقاط العبور الرئىسية على الحدود مع ايران تمتد مسافة 200 كيلومتر. لكن مسافرين أفادوا أخيراً أن رجال خان يطلبون تأشيرات مرور من العابرين. وأمر خان بتحضير مدرج مطار هيرات لإعادة تشغيله، وعين مديرين للسجن والمستشفى. وتعتبر الرسائل التي يوقعها بمثابة تصريح بالتجول في هيرات وجوارها. ويستعد أيضاً لتوسيع منطقة نفوذه، مشيراً إلى أنه يخطط لعملية عسكرية ضد معاقل "طالبان" في قندهار، خلال الاسابيع القليلة المقبلة وهو يرفض فكرة القوة الدولية للحفاظ على امن افغانستان واستقرارها قائلاً: "لدينا ما يكفي من القوات. نحن في حاجة الى دعم الاميركيين ومساعدتهم، لكنهم لسوء الحظ لم يقدموا أي مساعدة تذكر".