على رغم مقاطعة كثيرين عملية التصويت في الانتخابات الرئاسية الأفغانية لأسباب أمنية وغيرها، فإن وزير الأوقاف والشؤون الإسلامية الأفغاني محمد صديق تشكري الذي يعد أحد أقرب المستشارين الى الرئيس حميد كارزاي أكد أن عدد الذين توجهوا الى صناديق الاقتراع كان أكثر من المتوقع في هذه الانتخابات التي سينتج منها «قيام حكومة وحدة وطنية تعمل على ترسيخ سياسة المصالحة الوطنية التي يقودها الرئيس». وأشار تشكري الى ان غالبية قادة المجاهدين الأفغان والقادة البارزين في أفغانستان اعلنوا تأييدهم لكارزاي، وذكر منهم عبد رب الرسول سياف وصبغة الله مجددي وبير سيد أحمد الجيلاني وعبدالكريم خليلي القائد الشيعي الأفغاني والجنرال عبدالرشيد دوستم القائد الأوزبكي والجنرال فهيم وزير الدفاع السابق وإسماعيل خان قائد المجاهدين في هيرات سابقاً. وأكد الوزير الافغاني ان هؤلاء «يقفون بقوة وراء الرئيس كارزاي في الانتخابات وما بعدها». وأكد تشكري أن فريق الرئيس كارزاي يعمل حالياً من أجل إيجاد حكومة وحدة وطنية تمثل كل الأحزاب الأفغانية وتدعو الى عقد «جيرغا» (مجلس قبائل) موسعة تمثل كل الأعراق والفصائل والشخصيات البارزة في المجتمع الأفغاني، وذلك من أجل الاتفاق على المصالحة الوطنية بحضور ممثلين عن الحزب الإسلامي بقيادة قلب الدين حكمتيار وحركة «طالبان» التي يقودها الملا محمد عمر. انسحاب اجنبي ممكن وأكد تشكري أنه وكارزاي وآخرون على تواصل مع القوات الأجنبية وخصوصاً الأميركية والبريطانية وأن هذه القوات أبدت استعدادها للانسحاب من أفغانستان، شرط تحسن الوضع الأمني في البلاد، مشيراً الى ان ال «جيرغا» الموسعة ستعمل على إقناع الحزب الإسلامي و «طالبان» بوجوب العمل لأجله لئلا تبقى القوات الأجنبية في أفغانستان، مضيفاً أن أفغانستان اقترحت رسمياً على منظمة المؤتمر الإسلامي إرسال قوات من دول إسلامية غير مجاورة لأفغانستان، وأن القوات الاجنبية على استعداد لتسليم مهمات الأمن في أفغانستان الى القوات الإسلامية، لكن منظمة المؤتمر الإسلامي والدول الأعضاء فيها لم يُبدوا أي حماسة لإرسال قوات سلام الى أفغانستان. تشكري الذي انشق عن الجبهة الوطنية الأفغانية بقيادة الرئيس السابق برهان الدين رباني وتحالف مع الرئيس كارزاي قبل شهرين من الانتخابات، انتقد بشدة وزير الخارجية السابق والمرشح الرئاسي عبدالله عبدالله بقوله انه تحدث علناً عن أنه ليس من الجمعية الإسلامية ولا من تحالف الشمال ولا من «شورى النظار» التي كان يقودها وزير الدفاع الأفغاني السابق أحمد شاه مسعود وإنما كان صديقاً شخصياً لمسعود انتهت علاقته بتحالف الشمال مع وفاة مسعود. واعتبر تشكري أن من يصرح بمثل هذا، لا يحق له أن يطلب من الجمعية ولا الجبهة الوطنية ولا تحالف الشمال أن يقفوا معه في حملته الانتخابية. اتهام باكستان بدعم «طالبان» وبرأ تشكري دول الجوار من دعم أي مرشح رئاسي مالياً أو معنوياً لكنه صب جام اتهاماته على الاستخبارات الباكستانية بالقول إنها كانت ولا تزال تدعم عناصر في «طالبان»، ما «يمنع عودة الأمن والاستقرار في أفغانستان». واتهم باكستان بلعب «لعبة مزدوجة، فهي من ناحية لا تمانع بقاء القوات الغربية وبخاصة قوات الاطلسي في أفغانستان وفي الوقت ذاته تريد توتير الأوضاع في أفغانستان حتى لا تتفرغ أميركا للبرنامج النووي الباكستاني ومحاولة السيطرة عليه أو وقفه بأي شكل كان»، كما قال ان باكستان «تريد الاستفادة مادياً من خط الترانزيت الذي تمر عبره قوافل الاطلسي من ميناء كراتشي إلى أفغانستان». واتهم تشكري القوات الغربية بأنها تتخذ من محاربة الإرهاب ذريعة للبقاء «خدمة لمخططاتها التي تتمثل في محاصرة الصين وإيران ومحاولة القضاء على المشروع النووي الباكستاني». وأضاف أن القوات الاطلسية اعترفت قبل أشهر بأنها ألقت بأسلحة وذخائر في المناطق التي تسيطر عليها «طالبان» وأن هناك تحقيقاً في هذه القوات حول اختفاء 18 ألف قطعة سلاح وكذلك اختفاء ثلاثة آلاف وخمسين سيارة «بيك أب» ويعتقد كثير من الأفغان أنها وجدت طريقها إلى مقاتلي «طالبان». المخدرات وعن قضية المخدرات، استغرب تشكري رفض بريطانيا وأميركا اقتراحاً فرنسياً بشراء محصول الأفيون الافغاني وتحويله إلى أدوية يستفيد من ريعها الشعب وشركات الدواء العالمية، في شكل لا يسبب أضراراً إنسانية.