إسلام آباد، كابول - "الحياة"، رويترز - اتضحت أمس ملابسات مقتل أربعة مراسلين أجانب في مكمن نصبه لهم لصوص مسلحون في منطقة سروبي على الطريق من جلال آباد الى كابول. والمراسلون الاربعة هم: ماريا - غراسيا كوتولي من صحيفة "كوريرا ديلا سيرا" الايطالية، وخوليو فوينتيس من صحيفة "ال موندو" الاسبانية، والاسترالي هاري بيرتون والباكستاني الأفغاني الاصل عزيزالله حيدري يعملان في وكالة "رويترز". وأفادت تقارير متطابقة ان الأربعة كانوا في سيارتين تتقدمان قافلة متجهة من جلال آباد الى كابول، عندما اعترضهم مسلحون قرب جسر في تانجي ابريشوم في منطقة ساروبي، على بعد نحو 90 كيلومتراً شرق العاصمة الافغانية. وكانت القافلة تضم ثماني سيارات تقل صحافيين انطلقوا من باكستان. وقال صحافيون تمكنوا من الهرب من المكمن إن مسلحين اوقفوا السيارتين اللتين كانتا تقلان الصحافيين الاربعة وأجبروهم على الترجل وضربوهم بالحجارة، قبل ان يقتلوهم ويستولوا على أموالهم. وسمع بقية الصحافيين الذين كانوا في السيارات الاخرى طلقات لدى عودتهم ادراجهم، فارين من المكمن. وقال سائق في كابول إنه كان يقود باصاً من جلال آباد حين شاهد جثة على الطريق. وتوقف وعثر على ثلاث جثث اخرى لم تكن فيها اصابات ظاهرة باستثناء جثة رجل ضرب في وجهه، وكان بين الجثث جثة امرأة. ونقلت وكالة "أسوشيتد برس" عن سائق في القافلة يدعى عاشق الله ان ستة مسلّحين أوقفوا السيارتين اللتين أقلّتا الصحافيين الأربعة قرب ساروبي، وحاولوا ارغامهم على الصعود معهم الى جبل قريب. لكن الصحافيين رفضوا، فقال لهم المسلحون: "تعتقدون ان طالبان انتهت؟ لا نزال في السلطة وسننتقم". ونُسب الى سائق آخر يدعى محمد فرّاد ان المسلحين قتلوا الصحافيين بوابل من رصاص رشاشاتهم. وقال قائد الشرطة في ولاية ننجرهار حضرة علي ان قواته تطارد المسلحين. وأضاف لوكالة "فرانس برس": "حسب معلوماتي، فإنهم الضحايا قُتلوا على يد العرب ... أرسلت قادتي الى المنطقة للتحقيق وتحديد المكان الذي فرّ اليه القتلة". وأضاف انه يسعى الى تعزيز الأمن في الولاية التي باتت تحت سيطرة قادة محليين من البشتون بعد انسحاب "طالبان" منها. وقال قائد قوات المعارضة ل"طالبان" في جلال آباد حاجي شيرشاه ان القتلة "لصوص وليسوا من طالبان". وأعلن تحالف الشمال المعارض ان 300 جندي ارسلوا لاستعادة الجثث وانهم اشتبكوا مع مقاتلين مجهولي الهوية مساء اول من امس قرب بلدة ساروبي على بعد نحو 60 كيلومتراً شرق كابول. وسيتولى الصليب الاحمر نقل جثث الصحافيين الى بلدانهم. الصحافيون القتلى ولد حيدري 33 عاماً في انية كابول، وقضى نصف سنوات عمره لاجئاً في باكستان. وبدأ العمل في "رويترز" في باكستان للاستماع الى الاذاعة الافغانية صيف 1992 وأصبح مصوراً للوكالة. وهو متزوج من باكستانية وله ابن وابنة. أما بيرتون 33 عاماً فهو استرالي من برزبين، بدأ العمل مصوراً للوكالة منذ 20 شهراً، وحقق شهرة من خلال عمله في تيمور الشرقية وتغطية احداث العنف التي شهدتها المستعمرة البرتغالية السابقة. وكان آخر ما كتبه تحقيق بتاريخ 17 الجاري من جلال آباد عن مدرسة تُعلّم استخدام الأسلحة لنحو 30 - 40 طفلاً من أبناء مسؤولي تنظيم "القاعدة". أما فوينتيس الاسباني ومقره مدريد 46 عاماً فغطى صراعات في سلفادور والبوسنة والشيشان مراسلاً لصحيفة "ال موندو" التي يعمل فيها منذ 12 عاماً وهو متزوج من صحافية تعمل معه في الصحيفة نفسها. وولدت ماريا - غراسيا 39 عاماً في مدينة كاتانيا في صقلية وبدأت العمل في الصحيفة الايطالية عام 1997 بعدما انتقلت الى ميلانو قبل عشر سنوات. وبمقتل الاربعة، ارتفع عدد المراسلين الاجانب الذين قتلوا خلال تغطية الحرب في افغانستان الى سبعة، اذ قتل ثلاثة صحافيين غربيين شمال شرقي افغانستان الاسبوع الماضي حين تعرضت ناقلة جند كانوا على متنها لاطلاق نار. والثلاثة هم الفرنسيان جوان سوتون وبيير بيلو والالماني فوكر هاندلويك.