بيروت - "الحياة" -أكد عضو الكونغرس الأميركي النائب الديموقراطي نك رحال ان "الإدارة الأميركية والكونغرس مستعدان للعمل مع الدول التي تعمل فيها منظمات كانت وضعت على لائحة الإرهاب مثل حزب الله وآخرين إذا برهنوا على شرعية مقاومتهم، بهدف الوصول الى الهدف الذي نسعى إليه جميعاً وهو هدف هذه الجماعات ايضاً". وكان وفد الكونغرس الذي يضم الى رحال النواب الجمهوريين داريل عيسى وجون كوكسي وبراين كيرنز وصل الى بيروت آتياً من دمشق في زيارة استمرت ساعات، والتقى رئيسي الجمهورية اميل لحود والحكومة رفيق الحريري ونائبه عصام فارس، وركز البحث على موضوع "حزب الله" وتعريف نشاطه وما إذا كان مقتصراً على مد داخلي أو له امتداد عالمي. وحمل الوفد موقفاً من الرئيس اللبناني في هذا الشأن إلى الإدارة الأميركية. وأصرّ لحود على رفض الربط بين الإرهاب والمقاومة، مؤكداً أن "الأخيرة بمختلف تنظيماتها حصرت نضالها داخل الأراضي اللبنانيةالمحتلة في الجنوب والبقاع الغربي". ورأى ان "الولاياتالمتحدة مدعوة بعد تطورات افغانستان الى اعتماد رؤية موضوعية حيال الأزمات التي تسبب اضطراباً في العالم، لا سيما أزمة الشرق الأوسط". وأمام الوفد شدد فارس على "وجوب تضافر كل الجهود وتعاون المجتمع الدولي لاقتلاع جذور الإرهاب في مختلف اشكاله، وضرورة استعجال الحل الشامل في المنطقة لأن الاتفاقات المنفردة التي عقدت منذ كامب ديفيد الى اوسلو ووادي عربة لم تؤد الى السلام المنشود". وفي مؤتمر صحافي عقده الوفد في مطار بيروت قبل مغادرته الى مصر، من دون ان تشمل لقاءاته "حزب الله" أو نوابه، وصف عيسى المحادثات مع المسؤولين اللبنانيين بأنها مثمرة. وأضاف: "سمعنا من لحود والحريري عن النشاطات التي تجرى في جنوبلبنان لجهة ارسال 500 جندي لنزع الألغام المتروكة خلال سنوات الحرب والاحتلال. ونعتقد أن الحكومة اللبنانية حريصة على حماية مواطنيها". وأكد عيسى ان الوفد لم يرفض لقاء "حزب الله" لكن "الزيارة كانت قصيرة". وأشار الى أن لبنان "شريك فاعل في الحرب ضد الإرهاب، وناقشنا الإرهاب الذي يطاول العالم". وذكر ان هدف جولة الوفد على المنطقة هو "تجديد الجهود من اجل الوصول الى سلام شامل في المنطقة، وهناك فرصة تاريخية لاستئناف عملية السلام، خصوصاً أن الدول متضامنة اكثر من اي وقت مضى لمكافحة القتل الذي يطاول الناس من دون تمييز، وأميركا اليوم تشعر بالألم كما لم تفعل سابقاً". وكشف عيسى ان محادثات الوفد في شأن موضوع "حزب الله" كانت مثمرة "فالحزب يجب ان يعرّف عن نفسه وأن تعرّف عنه الدولة. وأوضح لنا الرئيس لحود ان الحزب هو منظمة لها مد محلي وليس عالمياً وسنأخذ هذه الضمانة بأن للحزب مدى محدوداً لتعمل الدولتان على تحديده. ولا بد من التمييز بين منظمة تعمل هنا في الشرق الأوسط وبين منظمة لها مدى عالمي، ونحن كبعثة سنحمل هذه الرسالة الى الرئيس جورج بوش ونأمل بأن تكون لدينا محادثات اخرى". وذكّر عيسى الذي زار لبنان في ايلول سبتمبر الماضي عقب هجمات نيويوركوواشنطن بكلام بوش على "المنظمات التي لها مد عالمي"، وانه "منذ هذا التاريخ وما بعده"، ما يعني كما قال عيسى "اننا لم نأت للتحدث عن الماضي وأننا نتحدث عن تصنيفات مختلفة ووجودنا اليوم هنا للعمل مع الحكومة اللبنانية لتأكيد ان الحزب لن يكون منظمة ذات مدى عالمي". وربط عيسى امن لبنان المالي واستقراره بتحقيق السلام الشامل، مشيراً الى أن الولاياتالمتحدة تسعى الى هذا السلام. وأشار كيرنز الى أن الولاياتالمتحدة لن تلاحق احداً لم يهاجمها، وزاد: "عليكم معالجة مشكلات كثيرة في ما بينكم في هذا الجزء من العالم. لسنا ضد شعب لبنان أو أبنائه". ورأى ان على اللبنانيين تحديد تعريف لدور "حزب الله"، في حين رأى النائب رحال ان "وضع الحزب على لائحة الإرهاب يعود الى أحداث حصلت في الماضي ربما كان الحزب بطريقة غير مباشرة مسؤولاً عنها، وواشنطن تقوم اليوم بخطوة مختلفة وتلاحق من هم على علاقة بأعمال 11 ايلول وستخضعهم للعدالة". وقال ل"الحياة" مصدر رسمي مطلع على ظروف زيارة وفد الكونغرس ان هدف الزيارة هذه المرة كان لقاء الرئيس السوري بشار الأسد، لأنه كان طلب لقاءه اثناء زيارته الماضية، لكن الأمر تعذر نظراً الى انشغاله بزيارة السودان وانشغال وزير الخارجية فاروق الشرع في اجتماعات وزراء خارجية الدول الإسلامية. وذكر المصدر ان عيسى وأعضاء الوفد أبدوا ارتياحهم الى لقاء الأسد إذ أشاروا خلاله الى اهمية العودة الى مفاوضات السلام، وأكد الأسد لهم ان سورية مستعدة لاستئناف الحوار والتفاوض في شأن السلام، وأنه يجب تهيئة ارضية لاستئناف المفاوضات. وقال المصدر ان اعضاء الكونغرس عرجوا على لبنان مجدداً باعتبارهم اعضاء في "تاسك فورس فور ليبانون" التي يرأسها نجاد عصام فارس. وقالت اوساط فارس ان الوفد اهتم بالاستفسار عن الوضع الاقتصادي اللبناني. وأكد الجانب الأميركي تركيز واشنطن على المسار الفلسطيني - الإسرائيلي لترسيخ عملية وقف العنف. وكان لحود اتصل امس بالرئيس الأسد وتداولا في التطورات اقليمياً ودولياً والتحركات العربية لتقويم المستجدات.