استغرب مسؤول أميركي رفيع المستوى حجم المبالغة الاعلامية في موضوع مغادرة السفير الأميركي لدى لبنان ديفيد هيل الوشيك لهذا البلد وتعيينه سفيراً لدى باكستان. وفسر الأمر بأنه «روتيني» ولا علاقة له بالسياسة الأميركية حيال لبنان والتي تبقى محصورة في إطار العلاقات الثنائية بين الدولتين. ويتم دورياً اعادة تعيين السفراء الأميركيين وبعد استشارة الكونغرس، وكان ترشيح هيل كسفير في لبنان ارسل في 9 آذار (مارس) 2013 وجاءت إعادة البت بتعيينه في باكستان في التاسع من هذا الشهر. وأشاد المسؤول بصفات هيل وتعزيزه التعاون اللبناني - الأميركي الى جانب معرفته الوثيقة بمعظم الأطراف ودهاليز السياسة اللبنانية. ويعتبر انتقال هيل الى باكستان شبه ترقية للديبلوماسي الأميركي وبسبب التحديات ووزن العلاقة الباكستانية - الأميركية على المستوى العسكري ومحاربة الارهاب وتنسيق الانسحاب من أفغانستان. وذكر المسؤول الأميركي أن واشنطن لم تحسم بعد اسم المرشح الذي سيخلف هيل سفيراً للولايات المتحدة لدى لبنان، مشيراً إلى أن موعد مغادرة هيل لبنان «لم يتقرر بعد». وقال إن الثوابت الأميركية في لبنان لم تتغير وستستمر بعد مغادرة هيل، لجهة اعتبار حزب الله «منظمة ارهابية ودخوله في الحرب السورية مدمر لمصالح لبنان». ورفض المسؤول مبدأ محاربة «حزب الله» للإرهاب في سورية، معتبراً أن نظام الأسد «صنّف كل المعارضين له ومن اليوم الأول بالإرهابيين وهي تعريفات لا تنطبق على واشنطن». وشدد على «أن حزب الله منظمة ارهابية وهو لم يسأل اللبنانيين عن دخوله الى سورية». وتوقّع استمرارية في النهج الذي اعتمده هيل في لبنان بعد مغادرته على رغم أن موعد المغادرة لم يتقرر بعد كما لم يتم حسم اسم السفير الجديد. ونوّه المسؤول بدعم واشنطن مؤسسات الدولة اللبنانية وخصوصاً الجيش وقوى الأمن، وهو ما سيكون على جدول المحادثات خلال زيارة وزير الداخلية اللبناني نهاد المشنوق واشنطن الأسبوع المقبل. وقال المسؤول إن هناك «علاقة عمل ناضجة وجيدة بين واشنطن والوزير نهاد مشنوق ونتطلع قدماً لاستضافته». وهناك أسماء عدة يتم تداولها في الأوساط اللبنانية في واشنطن لتولي منصب بينها نائب مساعد وزير الخارجية لشؤون الشرق الأدنى لاري سيلفرمان والسفيرة السابقة ديبرا جونز، انما يبقى هذا الأمر في سياق التكهنات. والى بيروت، وصل وفد من وزارة الخزانة الاميركية برئاسة مساعد الوزير دانيال غلايزر والتقى وزير المال علي حسن خليل وجمعية مصارف لبنان التي اكد رئيسها فرنسوا باسيل ان «مكافحة تبييض الاموال وتمويل الارهاب عمل مستمر بالنسبة الى القطاع المصرفي في لبنان».