قالت مصادر كردية عراقية ان دعوة بغداد الى استئناف الحوار مع الحزبين الكرديين الرئيسيين، الديموقراطي الكردستاني بزعامة مسعود بارزاني والاتحاد الوطني الكردستاني بزعامة جلال طالباني، ليست دعوة حوار بل "تهديد مبطن". وذكّرت بأن الاعلام في بغداد وصف القوى الكردية الرئيسية ب"الزمر العميلة"، وهدد الاكراد العراقيين ب"مصير مماثل لأكراد تركيا وايران". واضافت المصادر التي تحدثت الى "الحياة" من السليمانية في شمال العراق ان "لا حل للقضية الكردية بمعزل عن حل نهائي يتمتع بموجبه العراق بنظام حكم ديموقراطي". وأكدت ان "لا عودة لكردستان الى هيمنة بغداد الامنية، ولا عودة لأزمنة كانت فيها مديريات الأمن في محافظات كردستان تحكم بالحديد والنار". ورأت المصادر القريبة الى الاتحاد الوطني الكردستاني ان "قوى الشعب الكردي لن تسمح بالظروف التي استغلها الرئيس صدام حسين لعودة قواته الى كردستان" في اشارة الى الاقتتال مع الحزب الديموقراطي في آب اغسطس 1996 حين دخل الحرس الجمهوري مدينة اربيل. وزادت ان الشعب الكردي في الاقليم الخارج عن سيطرة الدولة المركزية منذ العام 1991 "يتمتع بحريات ويرفض مهما كان الثمن العودة الى ازمنة القمع". وعن التصعيد في خطاب الحكومة العراقية ضد الاكراد وتهديدهم، قالت المصادر: "منذ سنوات نسمع ومن اعلى المستويات في حكومة بغداد من يقول انهم سينهون الوضع الشاذ في كردستان". ورأت ان "ظرفاً دولياً واقليمياً كالذي تمر به القضية العراقية لا يسمح لصدام وقواته بضرب الاكراد مجدداً"، مشيرة الى "وعود المجتمع الدولي بحماية الاكراد واعتبار تحرك القوات العراقية باتجاه اقليم كردستان خطاً لا يمكن لنظام صدام تجاوزه". لكن المصادر الكردية اعتبرت وجود حشود عند حدود اقليم كردستان "امراً روتينياً"، لافتة الى ان الجيش العراقي "يواصل منذ اكثر من سنتين مناورات بالذخيرة الحية" في تلك المناطق.