يتوقع أن يستأنف الحزبان الرئيسيان في كردستان العراق المحادثات بينهما بعدما انتهت عطلة عيد الأضحى، لكن مصادر مطلعة تعتبر ان "الحوار" بين الطرفين يجري على موجتين مختلفتين على رغم ان "الإرسال" موجه الى الطرف الثالث، الحاضر الغائب في المحادثات... الرئيس صدام حسين. وكان ممثلو الحزبين، الديموقراطي الكردستاني بزعامة مسعود بارزاني والاتحاد الوطني الكردستاني بزعامة جلال طالباني عقدوا أخيراً لقاءات بوساطة الزعيم السابق للحزب الشيوعي العراقي عزيز محمد، وهو كردي، وبحثوا في آخر لقاء الشهر الماضي في إمكان العودة الى الادارة المشتركة لاقليم كرستان العراق، الذي لم تعد بغداد تسيطر عليه منذ تشرين الأول اكتوبر 1991. وأوضحت المصادر الكردية المطلعة أن هناك اختلافات جذرية في موقفي الحزبين من إحياء الادارة المشتركة، ففيما يطالب حزب طالباني بتشكيل حكومة مشتركة مناصفة أو على أساس قاعدة "عريضة" برئاسة شخصية "مستقلة"، يصر حزب بارزاني على العودة الى نتيجة انتخابات 1992 التي أسفرت عن برلمان وادارة للاقليم. وكان حزب بارزاني حصل على 51 في المئة من الأصوات في مقابل 49 في المئة لحزب طالباني، لكن الحزبين تبادلا اتهامات بتزوير الانتخابات، وفي النهاية اتفق زعيماهما على تقاسم مقاعد البرلمان مناصفة 50 مقعدا لكل منهما و5 مقاعد لممثلي قوميات أخرى. الى ذلك يطالب حزب طالباني بأن تكون الحكومة المفترض تشكيلها على أساس اقتراحاته "موقتة" لستة أشهر مثلاً الى حين اجراء انتخابات جديدة في كردستان. لكن حزب بارزاني يتمسك بپ"شرعية" البرلمان القائم في أربيل باعتبار انه ما زال يضم أكثر من 50 في المئة من إجمالي أعضائه يواصلون نشاطاتهم. ويضيف أن برلمان أربيل هو الذي يجب أن يختار حكومة جديدة يكون حزب طالباني شريكاً أصغر فيها بما يتطابق والنتيجة الحقيقية لانتخابات 1992. في ضوء هذه الخلافات اعتبرت شخصيات كردية مستقلة أن الاتفاق بين الحزبين على احياء الادارة المشتركة ما زال بعيداً، خصوصا ان الاقتتال بينهما أدى الى خروج الولاياتالمتحدة عمليا من الصورة كي تنفرد القوى الإقليمية بالشأن الكردي العراقي. وهذا، خصوصاً في ظل العلاقات "الخاصة" بين بارزاني وأنقرة من جهة، وطالباني وطهران من جهة أخرى، أعاد بغداد لاعباً رئيسياً في هذا الشأن كي يصبح صدّام حاضراً في المحادثات بين الحزبين.