} وسط اجراءات امنية مشددة بدأت في العاصمة الداغستانية محج قلعة امس، محاكمة القائد الميداني المعروف سلمان رادوييف الذي وصف بأنه "بن لادن الشيشاني". وتنوي موسكو استثمار المرافعات للتأكيد على ان الحملة القوقازية هي جزء من الحرب العالمية ضد الارهاب. نقلت سيارات مصفحة القائد الشيشاني سلمان رادوييف وثلاثة من انصاره بينهم كوربال اتغيرييف نائب رئيس الوزراء في الحكومة الشيشانية سابقاً، الى مبنى المحكمة العليا لجمهورية داغستان فجراً لبدء محاكمتهم. وطوقت المبنى قوات الشرطة والأمن ومنعت حركة السيارات بالقرب منه. واختيرت داغستان مكاناً للمحاكمة لأن رادوييف كان قاد عملية لاقتحام احدى مدن الجمهورية قزلر في مطلع عام 1996. وفي تلك العملية هاجم 300 مسلح المدينة القريبة من الحدود الشيشانية واحتجزوا 3 آلاف مواطن كرهائن في مستشفى المدينة ثم انسحبوا منها الى بلدة بيرفوسايسكويه القريبة حيث حاصرتهم قوات من الجيش والشرطة والأمن. وأعلن الرئيس الروسي آنذاك بوريس يلتسن ان المحاصرين لن يفلتوا من الطوق، إلا ان قوة شيشانية قادها اصلان مسخادوف الذي صار رئيساً للجمهورية في ما بعد، تمكنت من فتح ثغرة تسلل منها المحاصرون. وأدى اخفاق الجانب الروسي في تصفية المجموعة الشيشانية الى سلسلة استقالات شملت وزيري الداخلية والأمن آنذاك. وإثر عودته "المظفرة" الى الشيشان، ادعى رادوييف المسؤولية عن عمليات عدة، بينها محاولة اغتيال الرئيس الجورجي ادوارد شيفاردنادزه. وقاد تشكيلة مسلحة عرفت باسم "جيش رادوييف". وأعلن غير مرة ان صهره مؤسس الدولة الشيشانية الحديثة جوهر دوداييف لم يقتل في نيسان ابريل 1996 بل ما زال على قيد الحياة. وبسبب سلوكيات رادوييف "الغريبة" عرف باسم "البلاتيني". وذكر ان صفيحة من البلاتين وضعت في رأسه بدلاً من جزء كبير من دماغه بعد تعرضه الى محاولة اغتيال. ولم يشارك رادوييف في الحرب القوقازية الثانية وكان على خلاف مع مسخادوف الذي لمح بعد اعتقال رادوييف الى ان الاخير قد يكون على صلة بأجهزة الأمن الروسية. وعندما سأل رئيس المحكمة رادوييف عن عمله، قال انه "قائد جيش دوداييف ومسؤول الجبهة الجنوبية - الشرقية". وأضاف ان الحملة ضد مدينة قزلر لم تكن عملاً ارهابياً بل "عملية عسكرية". ولمح الى انها تمت بتكليف من دوداييف بهدف ممارسة ضغط سياسي على القيادة الروسية ودفعها الى طاولة المفاوضات. ولفت الانظار الى ان 1900 من بين زهاء ثلاثة آلاف شخص تضرروا بسبب عملية قزلر تنازلوا عن دعاويهم. وعزا المسؤولون الداغستانيون ذلك الى ان هؤلاء لا يرغبون في استرجاع "ذكريات مرة" ولكن المراقبين لا يستبعدون ان يكون الخوف من الثأر واحداً من دوافع الإحجام عن المشاركة في المحاكمات. وتحاول موسكو اضفاء اهمية خاصة على الجلسات وقد تولى توجيه لائحة الاتهام رئيس النيابة العامة الفيديرالية فلاديمير اوستينوف الذي توجه الى محج قلعة خصيصاً لهذا الغرض وأكد ان المحاكمة سوف تبرهن ان روسيا "تحارب الارهاب ليس بالقوة فقط بل وبالقانون ايضاً، وينبغي ان يكون العقاب مكافئاً للإثم". ويشير المراقبون الى ان موسكو ستستثمر الحملة العالمية ضد الارهاب وتسعى الى الحصول على دعم لمواقفها في الشيشان. ولفت الانظار في هذا السياق اعلان وكالة "ايتار تاس" الحكومية امس ان البلدان المشاركة في الائتلاف الدولي المناوئ للإرهاب بدأت اجراءات لمنع وصول اموال الى الشيشانيين، وذكر تحديداً جورجيا وأذربيجان حيث توجد تجمعات شيشانية كبيرة. ونسبت الوكالة الرسمية الى مصدر لم تكشف اسمه القول ان رجال المقاومة "يواجهون الشتاء الأخير". وميدانياً، اعلن ان القوات الفيديرالية قامت امس بسلسلة عمليات أدت الى قتل 14 مسلحاً شيشانياً. واعترفت موسكو بمقتل شرطي فيديرالي وجرح آخر وتعرض مبنى التلفزيون الحكومي في غروزني الى هجوم بالقنابل اليدوية.