يتوجه وفد أوروبي رفيع المستوى إلى الشرق الأوسط الجمعة في محاولة لإحياء عملية السلام، فيما أعلن الأردن أن هناك "أفكاراً أميركية متقدمة" تتعلق بقضايا "الوضع النهائي مثل القدس واللاجئين والحدود...". ودعا وزير الخارجية الأميركي كولن باول إلى ضرورة القضاء على الشعور بالمهانة الذي يدفع الفلسطينيين إلى العنف، وقال إن الرئيس جورج بوش "يستعد للتدخل أكثر في الجهود السلمية"، مؤكداً بذلك ما أعلنه كبير المفاوضين الفلسطينيين صائب عريقات أن الإدارة الأميركية "ستعلن بياناً شاملاً" يحدد رؤيتها لعملية السلام. وقال مصدر اميركي مطاع ان مساعد وزير الخارجية وليام بيرنز سيتوجه الى المنطقة اواخر هذا الاسبوع و"في ضوء اساس محادثاته ستقرر ذهاب باول الى المنطقة أو عدمه". من جهة اخرى قال مسؤول في الاتحاد الأوروبي إن هناك مخاوف في بعض العواصم الأوروبية من أن تكون الولاياتالمتحدة الحليف الرئيسي لإسرائيل ومصدر أسلحتها، قد تركت زمام الأمور في ما يتعلق بالسلام في الشرق الأوسط على رغم عدم تمتعها أوروبياً بالنفوذ الكافي في المنطقة. وتعهد الاتحاد المؤلف من 15 دولة بتحقيق "توازن" بين الجانبين في حملته الديبلوماسية. إلا أن مسؤولاً إسرائيلياً، طلب عدم نشر اسمه، قال إن بلاده "لا ترى أوروبا وسيطاً نزيهاً"، مما يبرز الصعوبة التي يواجهها الوفد الذي يتوجه إلى الشرق الأوسط ليل الجمعة، ويتألف من رئيس المفوضية الأوروبية رومانو برودي ومنسق السياسة الخارجية في الاتحاد خافيير سولانا ورئيس وزراء ووزير خارجية بلجيكا التي تتولى الرئاسة الدورية. في عمّان، أكد رئيس الوزراء علي ابو الراغب ان هناك جهوداً عربية وأوروبية تبذل حالياً ل"بلورة معادلة تتعلق بإعلان الدولة الفلسطينية في الافق، وللبحث في مبادرة تأخذ بيد المفاوضات في المستقبل". وأشار في لقاء مع اعضاء جمعية الشؤون الدولية الى ان هناك "حديثاً عن أفكار أميركية لتطوير مجريات العملية السلمية سيتم الاعلان عنها قريباً"، لافتاً إلى أن "مسؤولاً اميركياً بارزاً سيزور المنطقة قريباً". وكانت الصحف الاردنية نقلت امس عن ابو الراغب قوله إن باول سيأتي إلى المنطقة خلال الاسبوعين المقبلين، لمتابعة الافكار الاميركية التي وصفها بأنها "متقدمة" عن اي طرح اميركي سابق، "لأنها تناولت قضايا حساسة مثل القدس واللاجئين والحدود والأمن والمستوطنات". وأعرب ابو الراغب عن قلقه بعد افغانستان من "روح المغامرة في اتخاذ قرارات تنعكس سلبياً على المنطقة وعلى مستقبل الارهاب في العالم... وبدلاً من حل مشكلة تخلق مشكلة اخرى". غير انه استدرك قائلاً إن "لدينا قناعة بأنه ليس هناك توجه لضرب العراق". في واشنطن، شدد باول أمس على ضرورة القضاء على "الشعور بالمهانة الموجود في منطقة الشرق الأوسط" الذي يثير "استياء الفلسطينيين ويدفعهم إلى العنف". واعتبر في مقابلة مع صحيفة "نيويورك تايمز" التوصل إلى حل سلمي للنزاع بين الإسرائيليين والفلسطينيين قضية أساسية بالنسبة إلى القادة العرب، وهو يتطلب "خفض مستوى المهانة السائدة في المنطقة". وأضاف: "ما لم يكن هناك أمل في مفاوضات وعملية سياسية لايجاد حل للنزاع، فإننا سنواجه دائماً مشكلة تجدد دوامة العنف".