عبر الرئيس الفلسطيني ياسر عرفات من منصة الجمعية العامة للامم المتحدة عن "التقدير الكبير لإعلان الرئيس جورج بوش في خطابه أول من امس عن ضرورة تحقيق السلام العادل من خلال حل يقوم على تنفيذ القرارين 242 و338 وعلى أساس دولتين، اسرائيل وفلسطين". وقال: "من جانبنا فإننا نبدي أقصى الاستعداد لتحقيق هذه الاهداف، وقد بذلنا وسنواصل بذل الجهد لتأمين أفضل الظروف والشروط من أجل ذلك". واعتبر ان "المواقف الايجابية" الصادرة من بوش والمؤيدة للدولة الفلسطينية "تشكل خطوة مهمة على طريق انهاء النزاع واقامة السلام في الشرق الأوسط". ووضع الرئيس ياسر عرفات جانباً غضبه من رفض الرئيس بوش حتى مصافحته اثناء وجودهما، على بعد طاولتين في حفلة غداء اقامها الأمين العام كوفي انان، ووافق على الاجتماع بوزير الخارجية الاميركي كولن باول امس الاحد. واجتمع عرفات وأنان امس وبحثا في الحاجة لإجراءات ناشطة ومتماسكة لدفع عملية السلام الى أمام وتبادلا المعلومات في شأن المحادثات التي اجرياها مع القادة بما في ذلك ما بحثه انان مع بوش. وحسب مصادر حضرت اللقاء نقل انان الى عرفات ان بوش لفت الى انه أول رئيس جمهورية يتحدث عن قيام دولتين، اسرائيل وفلسطين، ضمن حدود آمنة كنتيجة للمفاوضات. لكن عرفات، حسب المصادر، وفيما أثنى على ما قاله بوش أمام الجمعية العامة تذمر من ان الولاياتالمتحدة لا تضع ثقلها وراء الموقف الاوروبي الذي نقله كل من الرئيس الفرنسي جاك شيراك ورئيس الوزراء البريطاني توني بلير. وزادت المصادر ان عرفات قال ان الجانب الفلسطيني افترض ان شيئاً ملموساً سيجدّ نتيجة الاتصالات، وانه فيما يقدر ما قاله الرئيس بوش فإنه لا يعتبره كافياً في اطار كبح اسرائيل عن اعمالها. واضافت ان عرفات تذمّر ايضاً من ان الانسحاب الاسرائيلي من الاراضي التي أعادت احتلالها "ليس انسحاباً حقيقياً" وانه اعتبر ان الانسحاب من دون رفع الحصار لا قيمة له. وشجع انان عرفات على لقاء باول وابلغه ان "الرباعية" التي تضم الاممالمتحدة والاتحاد الاوروبي واميركا وروسيا ماضية في العمل الجدي للتقدم بتصور عملي للعودة الى المفاوضات. وكان متوقعاً ان يعقد وزير الخارجية الاميركي في ساعة متأخرة من امس الاحد سلسلة لقاءات مع وزراء الخارجية العرب بينها لقاء ثنائي مع الرئيس الفلسطيني ولقاء ثنائي مع وزير خارجية سورية فاروق الشرع ولقاء جماعي مع وزراء خارجية مجلس التعاون الخليجي. وفي خطابه امام الجمعية العامة، تحدث الرئيس الفلسطيني عن "ارهاب الدولة المنظّم" عند ادانته الارهاب. وطلب من الاسرة الدولية "العمل بعزيمة وتصميم واخلاص لوقف هذه الحرب، وارسال مراقبين دوليين لحماية شعبنا من الاحتلال والارهاب والتطهير العرقي الذي تمارسه اسرائيل، ومن اجل الاشراف على تنفيذ وقف اطلاق النار، الذي اعلنا تمسكنا به مراراً وتكراراً وظلت حكومة اسرائيل تواصل انتهاكه". واعتبر عرفات انه لن يكون ممكناً بعد كل ما حدث الاكتفاء بإجراءات مرحلية. وقال: "سيكون مستحيلاً بالطبع التوصل الى اتفاق مرحلي كما يدعو بعضهم". من جهة اخرى، اعلن باول انه "يأمل" في لقاء بعد ظهر الاحد امس في نيويورك. وقال لشبكة التلفزة الاميركية "ان.بي.سي": "هناك عمل يتوجب القيام به: يجب اعادة العنف الى النقطة صفر، واعادة التحريض على العنف الى النقطة صفر، وان نعود الى خطة ميتشل". وتنص خطة السناتور الاميركي جورج ميتشل خصوصا على وقف العنف ووضع تدابير ثقة بين الاسرائيليين والفلسطينيين قبل استئناف المفاوضات. من جانبه، وصف أمين سر حركة "فتح" في الضفة الغربية مروان البرغوثي تصريحات بوش عن الدولة بأنها "تضليل وخداع" للرأي العام العربي والإسلامي، مضيفا ان "ما يتطلع اليه الفلسطينيون والعرب هو اعتراف أميركي صريح وواضح ورسمي بحق الشعب الفلسطيني في تقرير مصيره واقامة دولته كاملة السيادة وعاصمتها القدس وبحل قضية اللاجئين حلا عادلا". واضاف: "على الولاياتالمتحدة ان توقف العدوان الاسرائيلي، ونعتبر ان من لا يقف ضد الاحتلال انما يقف مع الارهاب لان الاحتلال حسب الشرعية الدولية عدوان وارهاب". واكد ان "لا مجال لإحلال الأمن والإستقرار والسلام من دون الجلوس مع عرفات لأنه العنوان الوحيد للفلسطينيين". الى ذلك اف ب، أكدت مصادر أمنية ان عمر ابو زيد 28 عاما استشهد في انفجار دمر ورشة معادن يديرها في بلدة الدوحة الملاصقة لمدينة بيت لحم في الضفة الغربية. ولم تستبعد ان يكون الانفجار "نجم عن عملية تحضير عبوة ناسفة"، مضيفة انه "ربما كان ينتمي الى حركة الجهاد الاسلامي". الى ذلك، افاد مصدر امني فلسطيني ان الجيش مصحوب بدبابات وجرافات توغل نحو 300 متر في اراض خاضعة للسلطة الفلسطينية في بيت حانون شمال قطاع غزة حيث جرف مساحات واسعة من الاراضي.