مراكش المغرب - أ ف ب - أنهت 167 دولة مشاركة في المفاوضات المناخية في مراكش أمس أربعة أعوام من العمل عقب ليلة من المناقشات الحامية، انقذت بصورة نهائية بروتوكول كيوتو حول تقليص غازات الدفيئة الذي بدا آيلاً الى الفشل بعد ستة أشهر على انسحاب الاميركيين منه. وقال الوزير البلجيكي اوليفييه دولوز الذي رأس الوفد الاوروبي: "لم يعد من الممكن الرجوع عن دخول بروتوكول كيوتو حيز التنفيذ". ورحب وزير البيئة الفرنسي ايف كوشيه بالتوصل الى "اتفاق الجميع على كل شيء" ولم يخف ان النص الختامي المعتمد "تم تعديله لاكسابه بعض المرونة". اما منظمة "غرينبيس" فقد رأت ان المعركة التي جرت في مراكش آلت الى نتيجة هزيلة. ويقضي برتوكول كيوتو تقليص 2،5 في المئة من غازات الدفيئة التي تنتجها الدول الصناعية مع حلول فترة 2008-2010 بالنسبة الى مقارنة بنسبتها عام 1990، ما يشكل اهم اتفاق بيئي غير انه لم ينل مصادقة اي دولة صناعية كبيرة بعد. وكان البروتوكول انقذ مرة اولى من الفشل في تموز يوليو الماضي في بون بعد اربعة اشهر على انسحاب الاميركيين منه. ويشكل النص الذي اعتمد رسمياً في مراكش الصيغة القانونية للاتفاق السياسي الذي عقد في بون، ويفسح في المجال امام المصادقة اللازمة لانطلاق فعلي لعمليات تقليص الملوثات. ويأتي اتفاق مراكش نتيجة مساومات دؤوبة. وبالتالي حصل الروس على حصة "ابار الكربون" التي يطالبون بها كلها، اي 33 مليون طن ما يشكل قرابة ضعفي الكمية التي كانوا حصلوا عليها في المؤتمر الاخير في بون. وتشكل "الآبار" مخزون ثاني اكسيد الكربون في الغابات والاراضي الزراعية الناجم عن التحول الضوئي فوتوسنتيزس، وهي ظاهرة مثيرة للجدل حيث ان مساهمتها الفعلية في توازن الطبقة الجوية ما زال غير مؤكد علمياً. وأعربت روسيا عن نيتها المصادقة على كيوتو امام الدول ال167. وقال رئيس بعثتها الكسندر بدريتسكي "ان المؤتمر يفتح مجال المصادقة لكل الدول بما فيها الاتحاد الروسي". وقلل دولوز من اهمية التنازل الروسي قائلاً: "نظراً الى تطور اقتصادهم منذ عام 1990 بلغ الفائض السنوي من ثاني اكسيد الكربون لدى الروس 300 مليون طن، بينما كنا نتناقش حول ما يتراوح بين 17 و33 مليوناً". ويعتبر انضمام روسيا ضرورة الى البروتوكول الذي شهد في آذار مارس الماضي مغادرة الاميركيين الذين رأوا فيه ظلماً وضرراً لاقتصادهم. اما اليابان التي علقت بين صداقتها التقليدية مع الولاياتالمتحدة ورغبتها في احترام التعهدات التي قامت بها عام 1997 على اراضيها في كيوتو، فمنحت موافقتها بعد ساعات طويلة من النقاش. غير ان طوكيو تملصت من التأكيد على مصادقتها البروتوكول امام البعثات أمس. وقال دولوز امام الصحافيين: "المعلومات موجودة في دعوة عاجلة الى اليابانيين، وليس هناك اي حجة لعدم المصادقة. ولا حتى واحدة". وتعهد الاتحاد الاوروبي المصادقة على بروتوكول كيوتو قبل قمة الارض الثانية التي يفترض ان تعقد في جوهانسبرغ ايلول سبتمبر 2002. وتنص قوانين البروتوكول على مصادقة 55 دولة تمثل 55 في المئة من انبعاثات الدول الصناعية عام 1990 كي يصبح ساري المفعول.