لاهاي - أ ف ب - أعلن رئيس الوفد البريطاني جون بريسكوت امس فشل مؤتمر المناخ الذي ترعاه الاممالمتحدة. قال بريسكوت "لم يتم التوصل الى اتفاق وانتهت المفاوضات". واشار مصدر قريب من المفاوضات الى ان المحادثات بين وزراء الدول ال180 ستستأنف "على الارجح" في ايار مايو 2001 في بون حيث مقر الامانة العامة. وادلى بريسكوت بتصريحه في اعقاب اجتماع للاتحاد الاوروبي الذي حاول تجاوز الانقسامات الداخلية. واتت هذه الخلافات لتعقد المفاوضات التي كانت وصلت اصلاً الى طريق مسدود بعد اسبوعين من الاجتماعات في لاهاي، على رغم مداولات صعبة على اعلى المستويات استمرت طوال الليل. وانتقدت المانيا وبريطانيا الرئاسة الفرنسية للاتحاد لعدم تقيدها بمعايير المفاوضات التي اتفق عليها. واكد المسؤول النروجي في المفاوضات هارالد دوفلاند فشل المؤتمر. ونسب مسؤول اميركي رفيع المستوى فشل المؤتمر الى الانقسامات الداخلية بين دول الاتحاد الاوروبي. وقال المسؤول الذي رفض الكشف عن هويته ان "اربعة وزراء" من مجموعة المفاوضات الاميركية "من بينهم نائب وزيرة الخارجية فرانك ليروي توصلوا امس الى اتفاق مع عدد مشابه من نظرائهم من الاتحاد الاوروبي على ثلاثة من الملفات الحساسة المطروحة للبحث الا ان الاتفاق سقط في اعقاب جلسة بحضور اعضاء الاتحاد الاوروبي". واشار الى ان الاتفاق الاساسي شمل تقديم قروض من اجل خفض انبعاثات الغازات ذات مفعول الدفيئة لتشمل قسماً من حصص التخفيض المفروضة على الدول، واحتساب الغابات والاراضي الزراعية لقدرتها على امتصاص تلك الغازات ومراقبة الالتزام بالتعهدات. الا انه رفض تسمية الوزراء الاوروبيين الذين وافقوا على الاتفاق الاساسي مكتفياً بالقول انهم "يمثلون تشكيلة واسعة من المواقف الايديولوجية". وكان من المفترض ان يؤدي مؤتمر الاممالمتحدة الى تسوية شروط تطبيق بروتوكول كيوتو الذي تم توقيعه في 1997 ويفرض على 38 دولة صناعية حصصاً لتخفيض انبعاثات الغازات ذات مفعول الدفيئة. واوضح بريسكوت "ان العالم في حاجة الى كيوتو"، معرباً عن اسفه لفشل "اتفاق جاهز كهذا". كما أن انصار البيئة من الجمعيات غير الحكومية المشاركين بكثافة في المؤتمر أبدوا خيبة امهلم العميقة لفشل المفاوضات. واعلنت جمعية "اصدقاء الارض" ان "فشل هذه المفاوضات كارثة بالنسبة الى الجميع"، في حين قالت "غرينبيس ان "هذا الاجتماع سيدون في التاريخ على انه اللحظة التي تخلت فيها الحكومات عن تعهدها بالتعاون على صعيد دولي من اجل حماية الارض وبدلاً من ان تخفض انبعاثات غازات الدفيئة، ستزداد اكثر من السابق". واشار مشاركون بالنيابة عن جمعية "ناشيونال انفايرنمنت تراست" الاميركية الى ان "المؤتمر كان افضل فرصة امام الدول الاوروبية للتوصل الى معاهدة راسخة حول المناخ". واضافوا في بيان ان اوروبا تواجه الآن احتمال مواجهة حكومة جمهورية برئاسة جورج بوش الذي اعلن معارضته بروتوكول كيوتو. واشار ايف كوشيه، نائب حزب الخضر الفرنسي الى ان "اوروبا صمدت في موقفها كما يجب ان نشير الى حزم الوزراء الاوروبيين، فقد جرت محادثات الا ان الاوروبيين وقفوا جبهة واحدة ضد المطالب الاميركية غير المقبولة.