أعرب المدير العام للجنة الدولية للصليب الأحمر بول غروسريدر عن اعتقاده بأن الجنود الاسرائىليين الذين أسرهم "حزب الله" ماتوا، لكنه لا يملك أي دليل على ذلك، وقال بعد لقائه الأمين العام ل"حزب الله" السيد حسن نصرالله انه لم يعطه أي معلومات عن مصيرهم، نافياً ان يكون نقل اي رسالة من الاسرائىليين اليه. وكان غروسريدر وصل الى بيروت ضمن جولة على بلدان الشرق الاوسط للاطلاع على عمليات الصليب الاحمر الدولي، ولقاء السلطات لمناقشة مواضيع ذات اهتمام انساني في المنطقة. وأبلغ رئىس الجمهورية اميل لحود زائره "ان لبنان يعتبر أن اطلاق الاسرى والمعتقلين اللبنانيين من السجون الاسرائيلية من الثوابت التي يتمسك بها ويعتبرها اساسية في اي تحرك يهدف الى تحقيق السلام العادل والشامل والدائم في منطقة الشرق الاوسط". وشدد لحود امام غروسريدر على "ان استمرار اعتقال اللبنانيين يعتبر خرقاً للمواثيق والاتفاقات الدولية"، ودعاه الى تكثيف الجهد من اجل اطلاقهم. وأكد في الوقت نفسه "دعم الدولة اللبنانية للمهمة الانسانية التي تقوم بها اللجنة الدولية للصليب الاحمر". وأوضح غروسريدر الذي زار الاردن والاراضي الفلسطينية، واسرائىل قبل بيروت انه يطلع على مواقف الدول المعنية من التطورات الاقليمية والدولية الاخيرة ويتداول مع المسؤولين في هذه الدول في ما آلت اليه العملية السلمية في الشرق الاوسط في ضوء تزايد العنف في الاراضي الفلسطينية المحتلة والتعرض للمدنيين الابرياء وانتهاك حقوق الانسان. وبعد لقائه رئىس الحكومة رفيق الحريري يرافقه رئىس بعثة الصليب الاحمر الدولي في لبنان هنري فورنييه، اوضح غروسريدر انه تحدث مع الحريري عن وضع الاسرى اللبنانيين في اسرائىل. و"أكدت له عدم شرعية هذا الاعتقال، وأثرت معه مسألة مصير الجنود الاسرائىليين الثلاثة، وهذا موضوع تهتم به اسرائىل كثيراً اضافة الى موضوع الأسير الاسرائىلي الرابع". واكتفى "حزب الله" بعد لقاء نصرالله - غروسريدر بالإشارة الى ان البحث تركز على مسألة الرهائن والمعتقلين اللبنانيين والفلسطينيين والعرب في السجون الصهيونية والأسرى الإسرائيليين لدى "حزب الله". وأكد غروسريدر، في تصريح له، ان دوره ليس المقايضة وأن الاسرائيليين لم يقدموا له اي اثبات على اعلانهم وفاة أسراهم لدى "حزب الله"، وشدد على ان ما يطالب به الصليب الاحمر الدولي هو اطلاق المعتقلين من السجون الاسرائيلية والأسرى لدى "حزب الله" من دون شروط. وكان غروسريدر زار عائلة المعتقل اللبناني في السجون الاسرائيلية الشيخ عبدالكريم عبيد، وقال ولده ساجد ان المبعوث الدولي ابلغ العائلة انه لم يتمكن من زيارته والمعتقل الآخر مصطفى الديراني لأن السلطات الاسرائيلية لم تسمح له بذلك. وأضاف ساجد ان اسرائيل اوقفت زيارات الصليب الاحمر لوالده والديراني مشترطة زيارة مقابلة للصليب الاحمر للجنود الاسرائيليين الأسرى. ونفّذت لجنة المتابعة لدعم قضية المعتقلين اللبنانيين في السجون الاسرائيلية اعتصاماً رمزياً امام مقر اللجنة الدولية للصليب الاحمر لمناسبة زيارة غروسريدر، وسلّمته مذكرة تطالب بمضاعفة الجهود الانسانية لإقفال هذا الملف الانساني. ونقل الأمين العام للجنة محمد صفا عن غروسريدر قوله ان زيارته تهدف الى بحث هذه القضية وتأكيده ان بقاء المعتقلين مخالف للقانون الدولي. وعلّق، امس، النائب محمد رعد كتلة الوفاء للمقاومة على زيارة قام بها رئيس الحكومة الاسرائيلية آرييل شارون لعائلة احد الجنود الاسرائيليين الاسرى ادي ابيتان معزياً به، وقال: "ان هذه الزيارة ليست إلا استكمالاً للسيناريو الذي بدأه شارون في ادعاء موت هؤلاء، وليس في هذا الأمر ما يضيف شيئاً الى المعطيات لدى المقاومة الاسلامية لتعلن عنها. اننا لن نضيف شيئاً جديداً على الاطلاق، وكل معلومة عن مصير الجنود من جانبنا لن تكون هدية مجانية لا لشارون ولا لغيره، فليفعل شارون ما يريد فهذا شأنه وشأن الصهاينة الذين يولّونه امورهم".