عكست اتصالات ولقاءات أجراها سفير الولاياتالمتحدة في القاهرة ديفيد وولش، انزعاجاً اميركياً واضحاً من تعاطي الرأي العام المحلي مع الحملة الاميركية على الارهاب، والحرب في افغانستان. وجال وولش في الأيام الماضية على دور صحافية ومقرات أحزاب، ويعتزم استكمال جولته بلقاءات يركز فيها على اجتماعات مع رؤساء تحرير وقادة حزبيين، لشرح أهداف اميركا من سياستها الدولية وتعاطيها مع الارهاب. ونشرت الصحف المصرية خلال الأيام الماضية انتقادات عنيفة وجهها رؤساء تحرير وكتاب أعمدة للهجمات الاميركية التي أوقعت اصابات في صفوف المدنيين في افغانستان. وركزت عناوين الصحف ورسوم الكاريكاتور على هذا الجانب الذي ترك آثاراً واضحة لدى الرأي العام، اضافة الى الرفض الواضح لاقتصار مواجهة الارهاب على الجانب العسكري، وتجاهل ما سمته الصحف المصرية الأسباب السياسية والاقتصادية للارهاب، بالإضافة الى "الكيل بمكيالين" في السياسة الاميركية. وبرزت صلة بين جولات وولش والزيارة التي قام بها أخيراً الى القاهرة مساعد وزير الخارجية الاميركي السابق ادوارد ووكر، المعروف بتأييده الموقف المصري في قضايا عدة، وهو انتقد تعاطي الاعلام المصري مع الموقف الاميركي من القضية الفلسطينية والحرب على الارهاب، من زاوية عدم تفهم موقف الولاياتالمتحدة بصورة دقيقة. ورأت مصادر موثوقة ان وولش الذي بدأ عمله في القاهرة قبل اسابيع قليلة يسعى، الى جانب التعاون والاتصال بقادة الرأي العام في مصر، الى تقديم صورة مختلفة عن سياسات بلاده الأخيرة، خصوصاً في ما يتصل برد الاتهام بعداء الغرب للاسلام، وتطمينات تتعلق بمخاوف من ادراج دول عربية على لائحة "الارهاب"، واحتمالات تعرضها للقصف. واللافت ان الاهتمام بهذا الجانب لم يقتصر على ممثلي الولاياتالمتحدة في القاهرة، وانما امتد الى الادارة في واشنطن، اذ فاجأ التلفزيون المصري مشاهديه ببث ما يمكن تسميته رسائل مباشرة الى الرأي العام، أدلى فيها مسؤولون اميركيون بارزون بتصرحيات، وقالوا انها "رسالة الى الشعب المصري"، الذي يحرصون على "صداقته واحترام عقائده الدينية والاسلامية". واكد هؤلاء اقتصار المواجهة على "من يستخدمون الدين ذريعة للارهاب".