استبعد رئىس معهد الشرق الاوسط في واشنطن، المساعد السابق لوزير الخارجية الاميركية ادوارد ووكر احتمال قيام الادارة الاميركية باعادة تحريك العملية السلمية في الشرق الاوسط، في موازاة الحرب التي تشن ضد افغانستان. لكنه لم يقلل من اهمية الدعم العربي لهذه الحرب الذي يسهم في تسليف الاميركيين موقفاً لا بد من ان تأخذه واشنطن في الاعتبار عند التفاتها الى الازمة في الشرق الاوسط. وجاء كلام ووكر، الذي غادر امس الى دمشق بعدما انهى زيارته لبيروت، على هامش اللقاءات التي اجراها مع شخصيات لبنانية، للوقوف على رأيها اضافة الى الاجتماعات الرسمية التي عقدها مع رؤساء الجمهورية اميل لحود والمجلس النيابي نبيه بري والحكومة رفيق الحريري ونائبه عصام فارس ووزير الخارجية محمود حمود. وقال ووكر رداً على اسئلة الذين التقاهم أنه ليس في مقدور واشنطن ان تبادر في الوقت الحاضر الى اخراج العملية السلمية في الشرق الاوسط من الجمود لكن هذا لا يمنعها من الضغط على رئىس وزراء اسرائىل آرييل شارون للحؤول دون فرضه امراً واقعاً جديداً من شأنه ان يعرقل تحقيق التسوية السلمية عندما يحين الوقت. واذ انتقد ووكر بشدة السياسة التي يتبعها شارون، قال في المقابل ان الفرصة مواتية للدول العربية للوقوف الى جانب واشنطن في حربها ضد الارهاب، مشيراً الى ان تأييدها يتيح لهذه الدول ان تزرع على امل ان تحصد في المستقبل ثمناً لموقفها. وهنا قيل لووكر، ان الدول العربية تخشى ان يصيبها ما اصابها من خيبة اثناء انهاء الغزو العراقي للكويت عندما دعيت لحضور مؤتمر مدريد للسلام. الا ان ووكر رأى انه لا يجوز ان يشعر العرب واشنطن بأنهم يودون مقايضة تأييدهم لها بايجاد حل لأزمة المنطقة، بمقدار ما ان يشكل الدعم حافزاً للولايات المتحدة للتعاون مع الآخرين كي توظف كل ثقلها من اجل ايجاد حل شامل لقضية الشرق الاوسط. وأشاد ووكر بتعاون الدول العربية مع واشنطن في حربها ضد الارهاب مثنياً على موقف السودان وتعاونه الأمني وآخذاً على بعض حلفاء الولاياتالمتحدة الذين كان في وسعهم تطوير موقفهم الداعم. ورداً على سؤال ابدى ارتياحه الى الاتصالات غير المباشرة الجارية بين واشنطن وطهران. منتقداً بشدة الحملات في بعض الاوساط الاميركية التي استهدفت مصر والمملكة العربية السعودية واصفاً اياها بأنها في غير محلها. وبالنسبة الى التمييز بين الارهاب والمقاومة، قال انه ليس في وسع واشنطن ان تنتظر لسنوات كي يتوصل المجتمع الدولي الى تحديد مفهوم واضح للارهاب، مضيفاً بأنها سارعت الى تحديده، عندما اعتبرت انه اي عمل عسكري يستهدف عن سابق تصور وتصميم ضرب المدنيين والاعتداء على ممتلكاتهم. وتابع: اننا نعتبر ان ما قام به "حزب الله" اثناء الاحتلال الاسرائىلي للجنوب، يأتي في نطاق مقاومته له، خلافاً لبعض العمليات التي قامت بها فصائل فلسطينية متطرفة في اسرائىل باستهدافها المدنيين. وأكد ووكر رداً على سؤال انه لا يتوقع اضافة اسماء جديدة على اللائحة التي تصنفها واشنطن في خانة الارهاب وكانت تقدمت بها من الحكومة اللبنانية. لافتاً الى ان الهم الاساسي لواشنطن ضرب تنظيم "القاعدة" وحركة "طالبان".