رأى مراقبون في إسلام آباد أن الرئيس الباكستاني برويز مشرف يسعى إلى مواجهة الأحزاب الإصولية من خلال اتصالات مع فاعليات سياسية علمانية، استهلها أمس بلقاءات مع بعض هذه الفاعليات، ومن بينها منشقون عن الرابطة الإسلامية يقودهم ميان أظهر. وسارعت مصادره إلى نفي أن تكون تلك اللقاءات مقدمة خطة لتشكيل حكومة موقتة تضم الأحزاب السياسية الباكستانية للتعاطي مع الوضع الحالي. وقال الناطق باسمه راشد قريشي للصحافيين أمس: "لا يوجد شيء خلف الستار ولسنا في وارد تشكيل حكومة موقتة". غير أن المراقبين يرون أن ضعف حكومة مشرف شعبياً سيزداد مع استمرار الضربات الجوية الأميركية على أفغانستان خلال شهر رمضان، لذا تسعى هذه الحكومة جاهدة إلى استدراك الوضع وتخفيف الاحتقان في الشارع الباكستاني. ولم يتمكن الرئيس الباكستاني حتى الآن من اللقاء مع الشخصيات الإسلامية المؤثرة في الشارع الباكستاني. وخرجت أمس تظاهرة نسائية للجماعة الإسلامية في راولبندي قرب إسلام آباد تندد بموقف الحكومة في التعاون مع أميركا في ضرب أفغانستان. وقال نائب زعيم "الجماعة الإسلامية" لياقة بلوش ل"الحياة" إن الجماعات الإسلامية ستنفذ إضراباً شاملاً في كل أرجاء باكستان تضامنا مع الشعب الأفغاني وتعبيراً عن الغضب الباكستاني إزاء التعاون مع الولاياتالمتحدة في ضرب أفغانستان . ورأى مراقبون أن رفض "مجلس الدفاع عن أفغانستانوباكستان" الذي يضم 35 منظمة سياسية ودينية، التعاون مع الحكومة في فك الاعتصامات التي تجرى في شمال البلاد، يشير إلى أن الجماعات الإسلامية مصممة على مواصلة معارضة قرارات الرئيس الباكستاني. وكان رجال قبائل باكستانيون هددوا بقتل كل من يؤيد الملك الأفغاني السابق محمد ظاهر شاه ويعارض زعيم حركة "طالبان" ملا محمد عمر.