تختتم اليوم تصفيات القارة الاوروبية المؤهلة لنهائيات كأس العالم لكرة القدم المقررة الصيف المقبل في كوريا الجنوبية واليابان معاً، وستوزع البطاقات الست الاخيرة لاصحاب المراكز الاولى، كما ستعرف ايضاً هوية المنتخبات الثمانية التي ستخوض الملحق الاوروبي لاختيار اربعة من بينها للحاق بكبار هذا المحفل العالمي المرتقب. وسبق لمنتخبات فرنسا حاملة اللقب، والسويد وبولندا واسبانيا ان تأهلت عن القارة الاوروبية. وتبدو الفرصة سانحة امام الايطاليين للتأهل مباشرة، وهذا ما اكده قائد المنتخب وعميد اللاعبين الدوليين هناك باولو مالديني، وتخوض ايطاليا على ارضها امام المجر مباراة يكفيها فيها التعادل لتتأهل مباشرة. اما انكلترا، التي شهدت انقلاباً ايجابياً في النتائج منذ ان تولى السويدي زفن غوران اريكسون مهمة تدريبها بدلاً من كيفن كيغان قبل عام واحد، فهي مرشحة بقوة للتأهل اذ تخوض مباراة سهلة في مانشستر ضد اليونان... في حين تخوض المانيا منافستها الوحيدة موقعة مهمة امام فنلندا. ومن جانبه، اعلن الاتحاد الدولي للعبة تأجيل مباراة اسرائيل والنمسا المقررة على ارض الاولى، بعد سقوط طائرة روسية اقلعت من مطار تل ابيب في البحر الاسود اول من امس. قبل ساعات من انطلاقة الجولة الاخيرة من التصفيات الاوروبية المؤهلة لنهائيات كأس العالم 2002 لكرة القدم المقررة الصيف المقبل في كوريا الجنوبية واليابان معاً، اكد نجم منتخب ايطاليا وقائدها مدافع فريق ميلان باولو مالديني انه يرى بلاده ضمن المنتخبات المتأهلة. وتلعب ايطاليا، المتصدرة ب17 نقطة، اليوم على ارضها مع المجر ضمن المجموعة الثامنة، ويكفيها التعادل لتضمن التأهل من دون اللجوء الى "الملحق" الذي سيجمع بين المنتخبات الحاصلة على المراكز الثانية في المجموعات لاستكمال المقاعد المخصصة للقارة الاوروبية. وتبدو معنويات لاعبي المنتخب "الاتزوري" عالية جداً، وهو ما شدد عليه مالديني "هذا المنتخب من افضل المنتخبات التي عرفتها ايطاليا، لعبت مع اجيال مختلفة عبر مشواري الطويل الذي امتد نحو 15 عاماً وارى ان المجموعة الحالية قادرة على التأهل بسهولة، بل وعلى تقديم عروض ونتائج اكثر من رائعة في النهائيات. ابرز ما يتمتع به المنتخب الحالي هو شخصيته المميزة التي يمكن ان تلعب دوراً مهماً في انجازاته المقبلة". واضاف "لا احد يمكنه ان ينكر قوة المجموعة التي تأهلت للمباراة النهائية من مونديال 1994 في باسادينا في الولاياتالمتحدة وخسرت امام البرازيل بالركلات الترجيحية، وانا كنت احد اعضائها، لكني اعتقد اننا قادرون على تحقيق انجاز مماثل ان لم يكن افضل". والوصول الى النهائيات المقبلة يتطلب اولاً عبور العقبة الاخيرة في التصفيات والممثلة في الفوز على المجر، بيد ان مالديني يرى ان الامر محسوم "لا شيء يخفينا من المجر، نحن نتمتع بمستوى افضل. المهم ألاّ يدب الخوف في قلوبنا اذا لم نتمكن من افتتاح النتيجة سريعاً، لكن الاهم ألاّ نستهين بفرص منافسينا وقدرتهم على مفاجأتنا على ارضنا. ولا يجب ان ننسى ان التفاهم الكبير بين فرانشيسكو توتي واليساندرو دل بييرو سيكون له اثره الايجابي على مجريات المباراة، خصوصاً انهما قادران على هز شباك الخصوم في اي وقت... كما ان وجود الحارس فرانشسيكو تولدو او زميله جانلويجي بوفون من خلفنا يمنحنا مزيد من القوة والاطمئنان". ورأي مالديني ان مدرب المنتخب جيوفاني تراباتوني قلب اوضاعاً كثيرة "الجميع يعتبرون ان تراباتوني من اشد المدربين المؤمنين بالطرق الدفاعية البحتة وهو ما اشتهرت به ايطاليا منذ زمن بعيد، لكن الواقع اظهر انه الوحيد، من بين الذين تلاحقوا على تدريب المنتخب في السنوات الخيرة، الذي يلعب بثلاثة مهاجمين وثلاثة مدافعين ما يؤكد ميوله الى الهجوم اكثر من الدفاع. الى جانب ذلك لديه قدرة فائقة على نقل الحماسة التي يتميز بها الى اللاعبين، ما ينعكس على ادائهم في الملعب... وهو قريب جداً منا ويتحدث معنا باستمرار ويستفسر عن امورنا الحياتية خارج الملعب، واذا ما كنا نعاني مشكلات معينة للمساهمة في حلها قدر الامكان". واكد عميد اللاعبين الايطاليين مجدداً قراره الابتعاد عن التمثيل الدولي عقب نهائيات كأس العالم المقبلة، وعلى اعتبار انه متأكد من بلوغها "نعم، قراري لا تراجع فيه. اعتقد انه بعد هذا المشوار الطويل مع المنتخب، صار من حقي ان اقلب الصفحة واستريح. طبعاً لن اترك الملاعب لأنني سأواصل اللعب مع ميلان، وسأعطيه كل ما عندي من جهد وعرق. اكثر ما اتمناه ألاّ تنهار قواي مستقبلاً امام المغريات واتراجع عن قرار الابتعاد كما فعل زميلي فرانكو باريزي من قبل بعد ان اقنعه اريغو ساكي بالعدول عن قراره والمشاركة مع المنتخب مجدداً قبل بضع سنوات". واوضح مالديني انه مطمئن لأن قراره لن يؤثر على مسيرة منتخب بلاده المستقبلية كثيراً، لأنه يرى في اليساندرو نيستا وفابيو كانافارو القدرة على سد هذا الفراغ "هما قادران على شغل مركزي بجدارة على رغم انهما يلعبان حالياً في مركزين مختلفين". وتحدث مالديني عن ميلان "اذا اردت ان اتكلم بواقعية، لا بد ان اقول إن ميلان في عهد المدربين فابيو كابيللو وساكي كان شيئاً مختلفاً من الصعب الوصول اليه في الوقت الحالي، لقد فاز ميلان في عهديهما بكل البطولات المتاحة على صعيد الاندية محلياً واوروبيا وقارياً. لكن اعتقد ان ميلان الحالي تحت قيادة المدرب التركي فاتح تريم هو الاقرب لتحقيق مثل هذه الانجازات. لا يجب ان ننظر الى خسارتنا الاخيرة امام بيروجيا على انها بداية الانهيار، بل على العكس لأنها ستكون بداية الانطلاقة الحقيقية. لقد اسأنا تقدير المباراة، فكانت الخسارة درساً سنستفيد منه حتماً". واضاف "ميلان من بين ابرز المرشحين للفوز بلقب بطل ايطاليا لأنه يمتلك كل مقومات الفوز باللقب، ولا اعتقد انه ينقصه شيئاً سوى النقاط الثلاث التي خسرناها في بيروجيا!". مالديني واثق من تأهل بلاده للمونديال من دون ملحق، لكن عليه ان يثبت ذلك مساء اليوم بتحقيق الفوز ورفاقه على المجر التي تحتل المركز الرابع في المجموعة الثامنة برصيد 8 نقاط. وفي المجموعة ذاتها، تستضيف رومانيا 15 نقطة جورجيا 9 في بوخارست، وهي ضامنة المركز الثاني على الاقل، اما حصولها على المركز الاول فيتطلب فوزها على ضيفتها وخسارة ايطاليا. منافسات اخرى وبخلاف مباراتي ايطاليا مع المجر وورمانيا مع جورجيا في المجموعة الثامنة، تقام اليوم ايضاً 20 مباراة اخرى ضمن المجموعات الثماني الاخرى، وتبدو روسيا أ ف ب في وضع جيد لبلوغ النهائيات مباشرة عن المجموعة الاولى، لأنها في حاجة الى نقطة واحدة من مباراتها على ارضها مع سويسرا التي لا تملك اي امل. اما الصراع على المركز الثاني الذي يؤهل صاحبه لخوض الملحق، فانه على الارجح سيكون من نصيب سلوفينيا على حساب يوغوسلافيا، لأن الاولى لن تجد اي صعوبة في التغلب على جزر فارو الضعيفة، في حين تلعب الثانية مباراة سهلة ايضاً مع لوكسمبورغ. وتملك روسيا 20 نقطة في مقابل 17 لسلوفينيا و16 ليوغوسلافيا. وفي المجموعة الثانية، ستكون البرتغال بقيادة نجميها لويس فيغو وروي كوستا مرشحة فوق العادة لحجز بطاقتها عندما تستضيف استونيا في لشبونة شرط ان تتغلب على ضيفتها وهو امر في متناولها. وتتفوق البرتغال على منافستها المباشرة جمهورية ايرلندا بفارق كبير من الاهداف 7 والاخيرة ستلعب ضد قبرص في دبلن. وتلعب هولندا مباراة هامشية مع اندورا بعد فشل الاولى في بلوغ النهائيات للمرة الاولى منذ 9861. وفي المجموعة الثالثة، تملك الدنمارك الافضلية في انتزاع المركز الاول لأنها تستضيف ايسلندا في كوبنهاغن، في حين تخوض منافستاها المباشرتان تشيخيا وبلغاريا موقعة قوية بينهما في براغ. ويكفي الدنمارك التعادل شرط الا تفوز تشيخيا على بلغاريا باكثر من اربعة اهداف وهو امر صعب المنال منطقياً. وتملك الدنمارك 19 نقطة في مقابل 17 لكل من تشيخيا وبلغاريا. وتلعب مالطا وايرلندا الشمالية مباراة هامشية. تخلو المجموعة الرابعة من الاثارة لأن السويد ضمنت المركز الاول وتركيا المركز الثاني، وتلعب السويد مع اذربيجان، في حين تحل تركيا ضيفة على مولدافيا، وتلتقي ايضاً مقدونيا وسلوفاكيا. ويبدو الصراع على اشده بين جمهوريتين سوفياتيتين سابقتين هما اوكرانياوبيلاروسيا لانتزاع المركز الثاني في المجموعة الخامسة، بعد ان حجزت بولندا بطاقتها الى النهائيات للمرة الاولى منذ مونديال 1986. وتحل اوكرانيا ضيفة على بولندا في وارسو، وبيلاروسيا على ويلز في كارديف. وتملك بولندا 20 نقطة في مقابل 16 لاوكرانيا و15 لبيلاروسيا. وستحدد مباراة كرواتيا وبلجيكا في زغرب ضمن المجموعة السادسة هوية المنتخب الذي سيحجز مكانه في النهائيات. ويتوجب على كرواتيا صاحبة المركز الثالث في كأس العالم الاخيرة عام 1998 في فرنسا الفوز للمشاركة في عرس المونديال للمرة الثانية في تاريخها، في حين يكفي التعادل بلجيكا. وفي مباراة ثانية، تلتقي اسكتلندا مع لاتفيا في غلاسكو. وينحصر امل اسكتلندا بالمركز الثاني شرط ان تحقق فوزاً كبيراً على استونيا وخسارة كرواتيا على ارضها. وتملك بلجيكا 17 نقطة في مقابل 15 لكرواتيا و12 لاسكتلندا. ولن تعرف هوية المنتخب صاحب المركز الثاني في المجموعة السابعة بعد ان قرر الاتحاد الدولي فيفا تأجيل مباراة اسرائيل مع النمسا في تل ابيب. وجاء في بيان الفيفا "بعد الحادث المأسوي الذي وقع بسقوط طائرة اقلعت من تل ابيب في البحر الاسود، قرر رئيس الاتحاد، بتفويص من لجنة الطوارىء، تأجيل المباراة بين اسرائيل والنمسا". وتبدو انكلترا في وضع قوي لبلوغ النهائيات مباشرة عن المجموعة التاسعة على حساب المانيا، لأنها تستضيف على ملعب اولدترافورد الخاص بنادي مانشستر يونايتد اليونان الضعيفة. وفازت انكلترا بمبارياتها الست في التصفيات بقيادة مدربها السويدي زفن غوران اريكسون الذي خلف كيفن كيغان قبل عام بالتحديد، وبات بالتالي اول اجنبي يشرف على تدريب المنتخب الانكليزي. ويزيد من سهولة مهمة انكلترا ان اليونان تعرضت لهزيمة قاسية في الجولة السابقة امام فنلندا 1-5 في اول مباراة لها باشراف مدربها الالماني الشهير اوتو ريهاغل. ويغيب عن المنتخب الانكليزي هدافه مايكل اوين، وبالتالي فان زميله في ليفربول امسيل هيسكي سيلعب اساسياً الى جانب احد من ثلاثة: اندي كول او روبي فاولر او تيدي شيرينغهام. اما المانيا فتستضيف فنلندا على ملعب غيلسينكيشرن الخاص بنادي شالكه، وتأمل بتعويض سقوطها المذل في الجولة السابقة امام انكلترا 1-5 وهي الاقسى لها على ارضها منذ 70 عاماً. ولن تكون مهمة المنتخب الالماني سهلة في غياب اكثر من عنصر اساسي في صفوفه وابرزهم لاعبا وسط بايرن ميونيخ ينز يريميز ومحمد شول إضافة الى زميلهم في الفريق البافاري المهاجم العملاق كارستن بانكر. كما ان المنتخب الفنلندي خصم لا يستهان به بقيادة صانع الالعاب الفذ ياري ليتمانن والمدافع القدير سانمي هيبيا وكلاهما يلعب في صفوف ليفربول الانكليزي. وتملك كل من انكلترا والمانيا 16 نقطة فيمقابل 11 لفنلندا. اميركا الجنوبية تسعى البرازيل الى ضرب عصفورين بحجر واحد عندما تستضيف تشيلي في كوريتيبا ضمن الجولة السادسة عشرة من تصفيات اميركا الجنوبية، وهي تأمل بمحو خسارتها القاسية ذهاباً في سانتياغو صفر-3، وبالتالي احراز النقاط الثلاث المهمة للغاية اذا ما ارادت عدم الغياب عن النهائيات للمرة الاولى في تاريخها، علماً ان المنتخب "الذهبي والاخضر" هو الوحيد الذي شارك في جميع النهائيات منذ البطولة الاولى عام 1930 في الاوروغواي. وبالنسبة الى تشيلي فانها فقدت الامل ببلوغ النهائيات، وهي تبني منتخباً للمستقبل، خصوصاً بعد اعتزال المهاجم المعروف ايفان زامورانو.