تبدو فرنسا، بطلة مونديال 1998، مهددة بالخروج من تصفيات بطولة أمم أوروبا 2000، وحتى لا تكون الضحية فإن من واجبها الفوز على ايسلندا اليوم في ضاحية سان دوني الباريسية في ختام منافسات المجموعة الرابعة. وبمقدور فرنسا 18 نقطة الفوز بالتأكيد بقيادة زين الدين زيدان، أي انها قادرة على التحكم بالنتيجة، لكن ما لا تقدر عليه هو التحكم بنتيجة المباراة المهمة الاخرى في هذه المجموعة بين روسيا 18 نقطة وأوكرانيا 19 نقطة في موسكو. وإذا فازت فرنسا وتعادلت روسيا واوكرانيا ستحصل فرنسا على البطاقة شأنها في ذلك شأن ابطال المجموعات الثماني الاخرى، لكنها ستحل ثانية في حال فوز روسيا أو أوكرانيا، ما يعني أنها ستلعب في "الملحق". وهذا الملحق مخصص للمنتخبات صاحب المركز الثاني في المجموعات التسع. وسيحصل صاحب أفضل مركز ثان الافضلية للبرتغال أو اسكتلندا على بطاقة مباشرة الى النهائيات، أما باقي المنتخبات فإن كل اثنين منها القرعة ستحدد البرنامج سيتواجهان ذهاباً وإياباً للتعرف على المنتخبات الاربعة الاخيرة التي ستشارك في النهائيات. وقبل اختتام التصفيات، اليوم وغداً، هناك سبعة منتخبات من 16 ضمنت خوض النهائيات هي النروج المجموعة الثانية والسويد الخامسة واسبانيا السادسة ورومانيا السابعة وتشيكيا التاسعة بالاضافة الى بلجيكا وهولندا صاحبتي الضيافة. أما عدد البطاقات التي سيوزع اليوم فهو خمس، وستبقى تالياً البطاقات الاربع الاخيرة التي ستوزع في "الملحق". زيدان وسئل زيدان: هل يعقل ان تتوج فرنسا بطلة للعالم ثم تتسبب ايسلندا بخروجها من تصفيات أمم أوروبا؟ فأجاب: "نحن لا نفكر إلا بالفوز. وغموض المواقف هو ما يميز كرة القدم ويضفي عليها الاثارة. غبت لأشهر عدة عن المنتخب بسبب الاصابة فتعرض لخسارة وحيدة أمام روسيا 2-3 في سان دوني فصار الموقف حرجاً... لا أرتاح عندما يُقال انني النجم الاول في المنتخب لان هذا يزيد من الضغط عليّ... سأحاول التسجيل ولا أفكر بكأس العالم 2002 أو حتى بنهائيات أمم اوروبا 2000 بل بمباراة ايسلندا وحدها... عموماً، آمل ان ابقى في الملاعب 5 سنوات اخرى". وزيدان حالياً في سن السابعة والعشرين. ومن الصعب التكهن بنتيجة مباراة موسكو. المنتخب الروسي الذي يضم اكثر من لاعب في اوروبا امثال نيكيفوروف وخوخلوف ايندهوفن الهولندي والينتشيف روما الايطالي وكاربين سلتا فيغو الاسباني وهداف سبارتاك موسكو تيخونوف قادر على الفوز... والمنتخب الاوكراني بقيادة المهاجمين شفتشينكو ميلان وريبروف كييف قادر على فرض نفسه ايضاً عبر المرتدات. وفي مباراة هامشية تلعب اندورا ضد ارمينيا. ايطاليا؟ وفي المجموعة الاولى، تبدو الفرصة مواتية أمام ايطاليا المتصدرة برصيد 14 نقطة بفارق الاهداف امام الدنمارك لبلوغ النهائيات عندما تحل ضيفة على بيلاروسيا صاحبة المركز الاخير برصيد نقطتين. ويحتاج المنتخب الايطالي الى نقطة واحدة لحجز بطاقته، علما بأنه أهدر التأهل المبكر قبل ثلاث جولات من النهاية بتعادله السلبي خارج ارضه مع سويسرا وخسارته في ارضه أمام الدنمارك 2-3. ويغيب عن المنتخب الايطالي لاعب وسط ميلان ديميتريو البرتيني ومهاجم روما فرانشيسكو توتي بسبب الاصابة، في حين عاد مهاجم يوفنتوس اليساندرو دل بييرو الى صفوف المنتخب للمرة الاولى منذ نحو سنة، اثر خضوعه لعملية جراحية في اربطة الركبة ابعدته سبعة اشهر عن الملاعب. ولن تكون مهمة الايطاليين سهلة خصوصاً أن بيلاروسيا انتزعت منهم التعادل 1-1 في انكوني في الجولة الرابعة في آذار مارس الماضي. وفي مباراة ثانية، تستضيف ويلز صاحبة المركز الرابع برصيد 9 نقاط سويسرا الثالثة 11 والطامحة الى تحقيق الفوز لانتزاع المركز الثاني من الدنمارك، وبالتالي ضمان خوض دور فاصل ونهائي. النروج وفي المجموعة الثانية، تلعب لاتفيا مع النروج في ريغا، وسلوفينيا مع اليونان في ماريبور، والبانيا مع جورجيا في تيرانا. وليس للمباريات الثلاث اهمية لان النروج بلغت النهائيات بتصدرها المجموعة برصيد 22 نقطة، وضمنت سلوفينيا 17 نقطة المركز الثاني وخوض الدورة الفاصلة. وتحتل لاتفيا المركز الثالث 13 واليونان الرابع 12 وجورجيا الخامس 5 والبانيا السادس 4. المانيا وتركيا؟ وفي المجموعة الثالثة، سيكون الملعب الاولمبي في ميونيخ مسرحاً لمباراة قمة مرتقبة بين المانيا حاملة اللقب ومتصدرة المجموعة برصيد 18 نقطة ومنافستها المباشرة تركيا 16.وتحتاج المانيا الى نقطة واحدة لبلوغ النهائيات، في حين يتعين على المنتخب التركي تحقيق الفوز لحجز بطاقته مباشرة وتفادي خوض دور فاصل. ويغيب عن المنتخب الالماني، بطل اوروبا ثلاث مرات اعوام 72 و80 و96، هامان ونوفوتني وفورنز بسبب الاصابة، ما ارغم المدرب اريك ريبيك على توجيه الدعوة الى المدافع التركي الاصل الالماني الجنسية مصطفى دوغان فنربغشة التركي لتعزيز صفوف المنتخب. ويعود الى المنتخب الالماني حارس مرماه اوليفر كان بعد تعافيه من الاصابة. وتشكل المباراة أهمية كبرى بالنسبة الى المدرب ريبيك لانه خسر امام تركيا بالذات صفر -1 في اول مباراة رسمية له مع منتخب بلاده بعد تعيينه خلفاً للمدرب السابق بيرتي فوغتس. وتأتي المباراة في وقت لا يزال فيه الشعب التركي يعاني من خسائر الزلزال الذي ضرب شمال غرب تركيا في آب اغسطس الماضي. وفي الاحوال العادية كانت وسائل الاعلام التركية تتكلم بحماسة شديدة قبل 4 أسابيع من أي مباراة، لكن حماسها فتر بالنسبة الى المباراة الجديدة. وقال مدرب تركيا مصطفى دينيزلي: "كرة القدم باتت مسألة ثانوية حتى لعشاق هذه اللعبة، وبسبب الآلام الكبيرة التي سببها الزلزال لا يشعر أحد بأي اندفاع تجاه الاحتفالات"، مضيفاً ان لاعبي المنتخب يشعرون بالألم كما الجميع في منطقة الزلزال لان عائلات كلا منهم اصيبت بطريقة أو بأخرى". وينتظر ان يحضر المباراة نحو 64 ألف متفرج نصفهم من الاتراك، وستتخذ اجراءات أمنية مشددة لضمان الامن في الملعب نظراً للمخاوف السائدة حول مشاركة متطرفين أكراد قد يحاولون استخدام المباراة كمنبر لكفاحهم المسلح، مثلما حدث في هلسنكي خلال مباراة تركيا وفنلندا حيث توقفت المباراة لمدة 10 دقائق لاخلاء المتظاهرين الاكراد الذين اقتحموا الملعب. وفي مباراة ثانية، تلعب فنلندا الثالثة 7 مع ايرلندا الشمالية الرابعة 5 في هلسنكي. اين انكلترا؟ وفي المجموعة الخامسة، تلعب السويد التي ضمنت بلوغها الى النهائيات مع بولندا في ستوكهولم، وبلغاريا مع لوكسمبورغ في صوفيا. وتملك السويد 19 نقطة مقابل 13 لكل من انكلترا وبولندا، وتحتاج الاخيرة الى نقطة واحدة لاحتلال المركز الثاني وضمان خوض مباراة فاصلة، بيد أن مهمتها لن تكون سهلة امام السويد التي لم تخسر أن نقطة على ارضها منذ انطلاق التصفيات. وتعقد انكلترا الأمل على فوز السويد. أما اذا انتهت المباراة بالتعادل أو فازت بولندا فإن الانكليز سيتابعون نهائيات البطولة "تلفزيونياً". اسبانيا وحسمت اسبانيا 18 نقطة الصراع على بطاقة المجموعة السادسة، واشتد التنافس بين اسرائيل 13 نقطة وقبرص 12 نقطة على المركز الثاني. وتحل اسرائيل ضيفة على اسبانيا وكلها امل في تحقيق الفوز لضمان احتلال المركز الثاني، لان تعادلها او خسارتها يبدد امالها في خوض مباراة فاصلة في حال فوز قبرص على مضيفتها النمسا 10 نقطة. رومانيا والبرتغال وتبدو حظوظ رومانيا كبيرة لاحتلال المركز الاول في المجموعة السابعة عندما تحل ضيفة على ليشتنشتاين الضعيفة، علماً بأن الاولى ضمنت بلوغ النهائيات كأفضل منتخب ثان لجمعها 21 نقطة. وفي حال فوز رومانيا على ليشتنشتاين، والبرتغال الثانية 20 على المجر 12 نقطة، فستتأهل الاولى مباشرة، وستلحق بها البرتغال كأفضل منتخب ثان. وفي مباراة ثالثة، تلعب اذربيجان مع سلوفاكيا في باكو. مباراة القرن وفي المجموعة الثامنة، تلعب كرواتيا ويوغوسلافيا على ملعب "ماكسيمير" في زغرب "مباراة القرن" على حد قول الكروات الذين سيواجهون اشقاء الماضي البعيد وأعداء الماضي القريب. وتملك يوغوسلافيا 16 نقطة مقابل 15 لجمهورية ايرلندا التي تلعب ضد مضيفتها مقدونيا، و14 لكرواتيا. وكان المنتخبان اليوغوسلافي والكرواتي تعادلا سلباً في آخر مواجهة بينهما امام 50 الف متفرج على ملعب النجم الاحمر في بلغراد. ولا تزال المباراة عالقة بذاكرتهما خصوصا انها شهدت انقطاع التيار الكهربائي في الملعب لمدة 45 دقيقة. وبيعت 18 الف بطاقة لمباراة اليوم في غضون ساعات قليلة فقط، وتجمع الآلاف من المشجعين امام ملعب "ماكسيمير" ينتظرون فتح شبابيك بيع البطاقات، وقد امضى عدد منهم الليلة السابقة امام الملعب للتأكد من حصلوهم على البطاقات. ومع ذلك، وبسبب سوء التنظيم، لم تفتتح الشبابيك ابوابها ولم تكن هناك صفوف منتظمة فاضطرت الشرطة الى التدخل مرات عدة للسيطرة على الحشود. ويتسع الملعب ل38 الف متفرج وقد بيعت 20 الف بطاقة بواسطة الاشتراكات. والفوز يؤهل المنتخب اليوغوسلافي الى النهائيات، وتعادله يبقى تأهله رهناً بنتيجة مباراة جمهورية ايرلندا مع مقدونيا، في حين يتعين على الكروات الفوز ليضمنوا على الاقل احتلال المركز الثاني وخوض دور فاصل. وتتأهل كرواتيا الى النهائيات في حال فوزها على يوغوسلافيا وخسارة أو تعادل جمهورية ايرلندا. تشيخيا واسكتلندا وفي المجموعة التاسعة، تلعب اسكتلندا مع ليتوانيا في غلاسكو، واستونيا مع البوسنة في تالين، وتشيخيا مع جزر فارو في براغ. وكانت تشيخيا اول المتأهلين الى النهائيات، فيما ضمنت اسكتلندا المركز الثاني خوض دور فاصل بفوزها على البوسنة 1- صفر في غلاسغو الثلثاء الماضي. وتملك تشيخيا 27 نقطة، واسكتلندا 15 نقطة، واستونيا 11 نقطة والبوسنة 11 وجزر فارو 3.
