} اصبحت الخطوط الجوية المغربية اول "ضحية عربية" تقترب من الافلاس ما دفع الحكومة الى تأمين معونات عاجلة لها خصصتها في الموازنة الجديدة. وقال رئيس مجلس ادارة الشركة محمد برادة ان الشركة لن تسرح بعض موظفيها لكنها ستعدل برنامج شراء الطائرات الجديدة وستؤجل تسلم عدد من الطائرات التي اوصت عليها لدى "بوينغ" و"ارباص" في الصفقة التي تصل قيمتها الى 1.2 بليون دولار. درست الحكومة المغربية امس الاجراءات التي تعتزم اتخاذها لمساعدة الشركات الوطنية والقطاعات الاقتصادية التي تضررت من احداث 11 أيلول سبتمبر في الولاياتالمتحدة وانعكاسها على برامج التنمية المحلية. وقال مصدر مطلع ل"الحياة" ان شركة "الخطوط الملكية المغربية" تأتي في مقدم الشركات التي ستحصل على معونات اضافية من الحكومة في الموازنة المقبلة 2002 التي ستعرض قريباً على البرلمان لمساعدتها على مواصلة نشاطها بعد التراجع الكبير الذي سجلته على مختلف الرحلات. وقال المصدر: "ان المغرب سيضع مبلغ 100 مليون دولار تحت تصرف الناقلة المغربية لمواجهة أكبر ازمة منذ تأسيسها عام 1957". وتشمل المساعدات تحمل جزء من كلفة النفط واعباء التأمينات الاضافية التي فرضتها الشركات الدولية اضافة الى السعي للابقاء على رحلات غير مربحة تجارياً ومهمة استراتيجياً للمغرب. وكانت الحكومة رصدت الاسبوع الماضي بليون دولار لتغطية المخاطر الائتمانية للشركة ورفع قيمة المسؤولية المدنية تجاه الضرر المحتمل للغير وسيكون على الحكومة تجديد هذا المبلغ الوديعة مطلع الشهر المقبل كشرط مبدئي لمواصلة عمل الشركة في شمال القارة الأميركية وأوروبا. وقالت "المغربية" انها خسرت منذ بداية الأزمة نحو 80 مليون دولار وهو مبلغ يوازي ثلث رأس مال الشركة المملوكة بنسبة 93 في المئة للدولة المغربية بينما تملك شركات طيران أخرى حصصاً صغيرة في رأس المال هي "ارفرانس" و"ايبيريا". وقال محمد برادة رئيس مجلس ادارة الشركة ان "المغربية" على حافة الافلاس اذا لم تتدخل الدولة لانقاذها بعدما باتت عاجزة عن تحقيق توازنها المالي وقلصت رحلاتها على بعض الخطوط الدولية ومنها خط الدار البيضاء - نيويورك الذي كان يؤمن خمس رحلات اسبوعية. ونفى برادة، وهو وزير سابق للمال، ان تكون الشركة بصدد التخلي عن جزء من موظفيها في الوقت الراهن على غرار شركات دولية اخرى لكنه اكد ان البرنامج الاستثماري للشركة سيتعرض للتعديل ولن تلتزم الشركة الا بجزء من الخطة التي كانت تقضي بشراء 26 طائرة من "بوينغ" و"ارباص" طيلة العقد الجاري. ويبدو حسب المصادر المطلعة على موازنة الشركة ان "المغربية" سيصعب عليها في الوقت الراهن تمويل 1.2 بليون دولار قيمة الصفقتين السابقتين التي وقعتها مع المزودين الأميركيين والأوروبيين. وتلتزم الشركة حسب المصادر بالحصول على الجزء الأول من برنامج التسليم المحدد سنة 2003 على ان تمدد فترة تسليم الطائرات الأخرى وهي الصيغة نفسها التي اعتمدتها شركات اخرى في المنطقة العربية منذ الأحداث الأخيرة. مجموعة خليجية من جهة اخرى ستؤسس مجموعة من رجال الاعمال الخليجيين قريباً في سويسرا شركة "جينيفا وورلد" المتخصصة في الطيران التجاري. وقال رئيس مجلس ادارة شركة "اير هاربر تكنولوجيز" احد مؤسسي الشركة الجديدة والمستثمر في قطاع الطيران هاني يماني ل "الحياة"، ان الشركة ستبدأ عملها في الاشهر الاولى من السنة المقبلة مستفيدة من الاحداث الجارية حالياً في سوق الطيران الدولي. وذكر يماني "ان الشركة الجديدة التي سيراوح رأس مالها بين 100 و 150 مليون ريال وستبدأ بتشغيل بين 4 و6 طائرات كبيرة، ستستفيد من الاجواء السائدة حالياً في سوق الطيران مثل انخفاض اسعار تأجير الطائرات الكبيرة". واشار الى ان ايجار الطائرة الكبيرة قبل بداية الاحداث كان يصل الى 750 الف دولار شهرياً وانخفض الآن الى 500 الف دولار، اضافة الى وجود عدد كبير فائض من العاملين في قطاع الطيران والطيارين واطقم الطائرات. وكانت لدى المجموعة الخليجية خطط للتحالف بطريقة او اخرى مع "سويس اير"، لكن المشاكل التي تعرضت لها الاخيرة في الايام القليلة الماضية منعت اتمام التحالف. وقال يماني ان من الممكن استئجار عدد من طائرات "سويس اير". واعتبر ان ابرز المشاكل التي قد تعترض الشركة الجديدة استمرار ارتفاع اجور التأمين على الطيران اذا استمرت الاجواء الحربية السائدة في العالم حالياً اضافة الى احتمالية استمرار عزوف الركاب عن ركوب الطائرات. وتوقع يماني ان تسترد سوق الطيران في العالم عافيتها في الاشهر القليلة المقبلة وقال: "ان سوق الطيران تراجعت بعد الاحداث بنسبة تراوح بين 40 و45 في المئة". واشار الى ان شركات الطيران العربية لن تتعرض لمتاعب كبيرة اذا واصلت حكوماتها دعمها، علماً ان شركات الطيران العربية تحتاج الى دعم من الحكومات حتى تتخطى المشاكل الحالية في سوق الطيران الدولية. وعزا المشاكل التي تعرضت لها شركة "سويس اير"، التي يملك يماني حصة فيها، الى التوسع غير المدروس الذي قامت به الشركة في الاعوام الماضية.