شهد اليوم الأول من «معرض دبي للطيران» توقيع شركات خليجية صفقات لشراء أكثر من 573 طائرة من شركتي «بوينغ» الأميركية و»آرباص» الأوروبية، بقيمة تجاوزت 183 بليون دولار، لتتخطى بذلك كل التوقعات وتحطّم أرقاماً حصدتها دورات المعارض السابقة في يوم واحد. وتعكس هذه الصفقات النمو في قطاع الطيران في منطقة الخليج. وكانت صفقة «طيران الإمارات» الأكبر في تاريخ الطيران المدني، إذ شملت 150 طائرة «بوينغ 777 أكس» بقيمة 76 بليون دولار، إضافة إلى 50 طائرة من آرباص» بقيمة 23 بليون دولار، ليبلغ عدد الطائرات التي اشترتها الناقلة الإماراتية من الشركتين الأميركية والأوروبية 200 طائرة بقيمة 99 بليون دولار، شاملة 300 محرك من «جنرال إلكتريك». ووقعت شركة «فلاي دبي» خلال المعرض الذي افتتحه أمس نائب رئيس الإمارات رئيس الوزراء حاكم دبي الشيخ محمد بن راشد آل مكتوم، مع شركة «بوينغ» اتفاقاً لشراء 111 طائرة بقيمة 11.4 بليون دولار. وبذلك يرتفع عدد طلبات الناقلات التابعة لدبي، إلى 311 طائرة بقيمة 115.5 بليون دولار. وشملت الصفقات المنفّذة أمس طلباً تقدمت به شركة «الاتحاد» الظبيانية لشراء 82 طائرة من «بوينغ» بقيمة 25.2 بليون دولار، وآخر من «آرباص» لشراء 117 طائرة بقيمة 26 بليون دولار، منها 87 طائرة مؤكدة و30 أخرى اختيارية. يُضاف إليه طلبان لشركة « الخطوط القطرية» لشراء 50 طائرة تجارية من «بوينغ» بقيمة 19 بليون دولار، و13 طائرة شحن من «آرباص» بقيمة 2.8 بليون دولار. وتوقع مشاركون في المعرض، أن تتخطى صفقات دورة معرض دبي للطيران الحالية، الأرقام التي حققها المعرض في دوراته السابقة سواء في دبي أو باريس أو لندن. وبدا واضحاً من صفقات اليوم الأول من المعرض، أن «بوينغ تفوقت على منافستها «آرباص» في عدد الطائرات التي بيعت أو قيمة الطلات الإجمالية. إذ حصدت الأولى مع شركات تصنيع المحرّكات الأميركية صفقات بقيمة 131 بليون دولار، منها 120 بليوناً طائرات والبقية قيمة طلبات لشراء محركات. في حين لم تتجاوز صفقات «آرباص» 52 بليون دولار، ما اعتبره الملحق الإعلامي في السفارة الأميركية في الإمارات جيف لاديسون، «يدفع في اتجاه دعم العلاقات التجارية بين الإمارات والولايات المتحدة». ويبدو أن المعرض في دورته هذه السنة، استعاد زخمه الذي فقده خلال أزمة المال العالمية، ليتفوق بقوة على مستويات عام 2007، وسط دعم إقليمي كبير من شركات كثيرة، منها سعودية مثل «السعودية لهندسة وصناعة الطيران»، و»ألفا ستار للخدمات الجوية» من السعودية، و»فرانك كير سيستيمز» من قطر، إضافة إلى شركة «القطرية» التي شاركت أمس منافستها «طيران الإمارات» في مؤتمرها الصحافي لإعلان الصفقات التي وقعتها مع «بوينغ». وما زاد زخم المعرض هذه السنة، ارتفاع عدد العارضين إلى ألف وزيادة مساحة العرض، لتحقيق الاستفادة القصوى من مشاركتهم في المعرض، بينهم شركات «توازن» و«جال» و«آرفريت أفييشن» من الإمارات. وتعتبر الدورة ال 13 من معرض «دبي للطيران»، الذي يُنظّم كل سنتين، الأكبر في تاريخ المعرض منذ انطلاقه قبل 26 سنة، إذ يُعقد في وقت تشهد فيه الناقلات الجوية في رأي بعض المسؤولين من القطاع يشاركون في المعرض، «معدلات نمو هي الأقوى حتى أنها فاقت المعدلات المسجلة قبل أزمة المال العالمية، حيث زاد عائد كيلومترات الركاب. وتأتي المؤشرات الإيجابية لقطاع النقل في المنطقة لتصب في مصلحة العارضين من أنحاء العالم. وعلى رغم أن غالبية زوار المعرض هم من الشرق الأوسط، فهو يستقطب أيضاً نحو ألف وسيلة إعلام عالمية. واستطاع هذا المعرض أن يكون الأسرع نمواً في العالم متيحاً الوصول إلى سوق إقليمية كبيرة من صناع القرار، وأن يحظى بأهميته كحدث رئيس في الأجندة الدولية للطيران. وأفادت وكالة «رويترز» بأن نائب رئيس مجموعة «تيل غروب» الأميركية للبحوث ريتشارد ابولافيا، اعتبر أن «شركات الخليج الثلاث الكبرى، «الإمارات» و»الاتحاد» و»الخطوط القطرية»، تستفيد من الموقع الجغرافي الجيد ومن سهولة الحصول على التمويل، فضلاً عن الإدارة الجيدة، على حساب الشركات التقليدية الأوروبية والآسيوية». وأوضح رئيس مجلس إدارة «بوينغ» جيمس ماكنرني، أن الطلبات التي تبلغ قيمتها بناء على التزامات الشراء، نحو 100 بليون دولار وفق قائمة الأسعار، «تُعد الأكبر في تاريخ الشركة». وأعلن رئيس «طيران الإمارات» تيم كلارك في تصريح إلى الصحافيين، أن الشركة «ستعتمد على إصدار سندات من بينها صكوك لتمويل جزء أكبر من مشترياتها من الطائرات مستقبلاً». ولفت إلى «توافر كل أنواع أدوات التمويل في خزانتنا بما في ذلك المصرفي، والسندات والتمويل التجاري، لكن السندات ستشكل جزءاً أكبر». وتحقق طلبية الإمارات لدى «بوينغ» انطلاقة قوية للطراز المستقبلي «777 أكس»، كما تعزز الطلبية المقدمة لدى «آرباص» موقع «طيران الإمارات» كأهم مشغل لطائرتها العملاقة «إيه 380». وأعلن الطلبيتين رئيس الشركة الشيخ احمد بن سعيد آل مكتوم، موضحاً أن الطلبية لدى «بوينغ» تشمل «شراء 115 طائرة «777 - 9 اكس» القادرة على نقل 400 راكب، و35 طائرة « 777 - 8 اكس» في صفقة قيمتها 76 بليون دولار. وقال رئيس شركة «آرباص» فابريس برجيه، إن «طيران الإمارات» فهمت منذ البداية الميزات التي تقدمها «إيه 380» لجهة الفاعلية والتوفير وراحة الراكب». وأشارت وكالة «رويترز» إلى أن «الاتحاد للطيران» اشترت حصة نسبتها 33.3 في المئة في شركة طيران «داروين» السويسرية. وأوضحت الشركتان أن «الاسم سيتغير ليصبح «الاتحاد الإقليمية». إلى ذلك، فازت شركة «رولز رويس» بعقد قيمته خمسة بلايين دولار من شركة «الاتحاد للطيران» في أبوظبي لشراء محركات «ترنت اكس دبليو بي» لتزويد 50 طائرة «آرباص ايه - 350».