اكد ولي العهد السعودي الأمير عبدالله بن عبدالعزيز ان حل المشكلة الفلسطينية أمر أساسي وضروري للمجتمع الدولي في جهوده لحل مشكلة الارهاب في العالم ، وشدد على ان اي حل للوضع في افغانستان "يجب ألا يستند الى القوة فقط بل يجب ان يكون هناك حل سياسي يأخذ في الاعتبار دور باكستان ووضعها". وحذر من ان اطالة الحرب في افغانستان وعدم وضوح أهدافها سيهددان استقرار الاوضاع في باكستان ايضاً. وكشف مصدر رفيع المستوى في الادارة الاميركية ل"الحياة" ان الرئيس جورج بوش هدد ب"طرد" اي مسؤول اميركي يشكك بالجهود التي تبذلها السعودية ومصر في الحرب على الارهاب. واوضح ان بوش عبّر في الاتصال الهاتفي الاخير بكل من الرئيس المصري حسني مبارك وولي العهد السعودي الأمير عبدالله بن عبدالعزيز عن تقديره لتلك الجهود، مؤكداً ان الادارة بعيدة عن الحملات التي تتعرض لها السعودية ومصر من بعض الصحف الاميركية، ومعرباً عن ارتياحه التام الى ما تبذله الرياض والقاهرة في اطار الحملة على الارهاب. وذكر المصدر ان الرئيس الاميركي ابلغ الأمير عبدالله ومبارك ان ما نشر في صحف الولاياتالمتحدة عن عدم رضا الادارة ازاء التعاون الذي تبديه السعودية ومصر، ونسب الى مسؤولين في الادارة، لا يعكس حقيقة موقفه، وهو اكد انه "سيطرد هؤلاء في حال التعرف عليهم". في الوقت ذاته اعلن مصدر سعودي مأذون له ان رئيس الحكومة البريطانية توني بلير سيصل الى الرياض الاربعاء المقبل، لاجراء محادثات مع القادة السعوديين تتناول التطورات في المنطقة والوضع في افغانستان. في الرياض قال مسؤول فرنسي رافق وزير خارجية بلاده هوبير فيدرين إلى المملكة، أن الأمير عبدالله أبلغ الوزير في لقائهما امس: "لو كان هناك حل للمشكلة الفلسطينية لوجدنا سقوط معظم المسببات والذرائع التي يتذرع بها من يقفون وراء الارهاب في اعمالهم". وحض فرنسا والمجتمع الدولي على العمل لوقف "الاعتداءات الاسرائيلية على الفلسطينيين ورفع الحصار الظالم عنهم تمهيداً لعودة الهدوء، وايجاد الحلول العادلة للقضية الفلسطينية". وكانت الاوضاع في الاراضي الفلسطينية وتطوراتها بين المواضيع الثلاثة التي ركزت عليها محادثات فيدرين أثناء زيارته للسعودية التي استمرت نحو خمس ساعات، قابل خلالها خادم الحرمين الشريفين الملك فهد بن عبدالعزيز، وسلمه رسالة من الرئيس جاك شيراك، اكدت اهمية دور المملكة في العالم الاسلامي والعربي. وشرح فيدرين للمسؤولين السعوديين جهود فرنسا والاتحاد الاوروبي لمعالجة الأوضاع في الاراضي الفلسطينية، مشيراً الى ان باريس ستشجع الادارة الاميركية على الاستمرار في الضغط على الفرقاء المعنيين "لوقف العنف". وتابع ان فرنسا ابلغت الولاياتالمتحدة ارتياحها الى تصريحات الرئيس جورج بوش عن الاعتراف بدولة فلسطينية. واوضح مصدر رسمي فرنسي ان باريس تدرك مدى استياء الرأي العام السعودي والعربي حيال تفاقم الوضع في الاراضي الفلسطينية وسياسة رئيس الوزراء الاسرائيلي ارييل شارون، وعدم قيام واشنطن بالجهود الكافية للضغط على حكومته. وعرض فيدرين موقف بلاده من الوضع في افغانستان ووجهة نظره تجاه الحرب، ومستقبل الوضع في مرحلة ما بعد "طالبان". ونقل مصدر فرنسي عن الوزير قوله ان العمليات العسكرية ضد افغانستان "شرعية وضرورية"، لكنه اعرب عن أمله بالانتهاء منها بسرعة لأن "هناك حاجة ضرورية لحل سياسي لمستقبل الوضع في افغانستان". وأشار فيدرين الى اجتماعه مع ملك افغانستان السابق محمد ظاهر شاه، الذي ترى فرنسا انه يمكن ان يكون رمزاً للقاء المجموعات الافغانية في اطار الحل السياسي. وعرض الوزير أمام المسؤولين السعوديين الخطة الفرنسية - الاوروبية لمرحلة ما بعد "طالبان" واقتراحات الحل السياسي التي تدرس مع الاطراف الافغانية والدول المعنية، وفي مقدمها باكستان، التي أكد أنه سيزورها الاسبوع المقبل. وأكد مصدر فرنسي ان وجهات النظر السعودية - الفرنسية اتفقت على ضرورة وجود حل سياسي للوضع في افغانستان. وقال ان الأمير عبدالله ركز على ضرورة الأخذ في الاعتبار وضع باكستان، وان اي حل لافغانستان يجب ان يتم بالتنسيق مع اسلام اباد، نظراً الى أهمية دورها في المنطقة. واكد الأمير عبدالله دعم بلاده الرئيس برويز مشرف، محذراً من انه "اذا طالت الحرب ولم نعرف اين نذهب سيشكل هذا وضعاً حرجاً وسلبياً للرئيس مشرف". وأعرب وزير الخارجية السعودي الأمير سعود الفيصل عن أمله بايجاد "أسس لتوافق افغاني في شأن مستقبل الاوضاع، تجنب افغانستان مساوئ الحرب وتحمي الأبرياء". وحمّل حكومة "طالبان" مسؤولية ما يتعرض له هذا البلد. أما الموضوع الثالث الذي تناولته المحادثات مع وزير الخارجية الفرنسي، فمحوره الجهود الدولية لمكافحة الارهاب ومصادر تمويله، واتفق الجانبان على ضرورة تعزيز هذه الجهود والتعاون في هذا المجال. الابراهيمي الى ذلك وصل الى الرياض ليل امس مبعوث الاممالمتحدة المكلف ملف افغانستان الاخضر الابراهيمي، آتياً من نيويورك، لاجراء محادثات مع المسؤولين السعوديين في شأن الحلول السياسية المطروحة لمرحلة ما بعد "طالبان".