دعت موسكو الى تشكيل قيادة افغانية جديدة على أساس "تراضٍ دولي". وذكر وزير الخارجية الروسي ايغور ايفانوف، ان دولاً عدة، بينها الولاياتالمتحدة ترفض أي مشاركة ل"طالبان" في الحكومة المقبلة. وقال ايفانوف، بعد محادثات ليل أول من أمس مع نظيره الاسباني خوسيب بيكيه في موسكو، ان القيادة المقبلة في افغانستان "ينبغي ان تشكل وضعاً لتراض دولي" وتلتزم محاربة بؤر الارهاب "داخل افغانستان أو انطلاقاً من أراضيها" وتتعهد بناء اقتصاد سلمي. ويشير المراقبون الى ان هذه هي المرة الأولى التي يتحدث خلالها مسؤول روسي بمثل هذه الصراحة عن أن الحكومة الأفغانية التي ستعقب حركة "طالبان" ستشكل بناء على اتفاقات دولية. وشدد ايفانوف على أن مشاورات مكثفة، ثنائية ومتعددة الأطراف، تجرى حالياً في شأن الحكومة الأفغانية المقبلة. وقال ان غالبية دول العالم ترفض مشاركة "معتدلين" من "طالبان". وقال ان هذه الحركة مسؤولة "عما يحدث حالياً في افغانستان وخارجها". وزاد انه ليس من الصحيح تقسيم أعضاء الحركة الى "معتدلين وغير معتدلين". وذكر ان هذا المبدأ وافقت عليه دول كثيرة، بينها الولاياتالمتحدة. وهذا التصريح ينفي عملياً تسريبات سابقة عن ان واشنطن واسلام آباد كانتا اتفقتا على مشاركة عدد من أعضاء حركة "طالبان" في تشكيلة حكومية مقترحة في افغانستان. ويحظى موقف موسكو بدعم قوي من طاجيكستان، وهي السند الأساسي ل"تحالف الشمال" المعارض. وأعلن أمس اميركول عظيموف سكرتير مجلس الأمن الطاجيكي ان مشاركة البشتون في الحكومة المقبلة لا بد منها، لكنه رفض بشدة منح مقاعد ل"طالبان" أو من يمثلها. وحذر عظيموف من "نتائج سلبية على دول الجوار وعلى دول كبيرة وصغيرة خارج المنطقة إذا استمرت الحرب ضد افغانستان فترة طويلة. وطالب الاميركيين بأن تكون ضرباتهم موجهة الى الارهابيين وقواعدهم "وليس الى كل أراضي افغانستان". وأعرب الطاجيكيون عن قلقهم البالغ لتزايد أعداد اللاجئين الأفغان قرب الحدود ونفاد احتياط المساعدات الانسانية التي كانت ارسلتها روسيا واليابان والمانيا. وبعد ان كانت قيادة قوات الحدود الروسية التي تتولى حماية القطاع الحدودي بين افغانستان وطاجيكستان تتحدث عن "وضع مستقر" اصدرت أمس بياناً اعترفت فيه ان الوضع "متوتر للغاية". وذكرت ان مفارز حدودية روسية تعرضت الى اطلاق النار خمس مرات واشتبكت مرتين مع مسلحين حاولوا عبور الحدود وتمكنت من السيطرة على كميات من الأسلحة والذخائر والمخدرات.