} قدم المبعوث الرئاسي الروسي إلى باكستان سيرغي ياسترجيمبسكي الى إسلام آباد لائحة بما وصفه ب"المعسكرات لتدريب مجموعات إرهابية من وسط آسيا" تديرها حركة "طالبان"، فيما دعت موسكو الى حوار سياسي ترعاه الأممالمتحدة لوقف الحرب في أفغانستان. وشدد وزير الخارجية ايغور ايفانوف على ضرورة "منع امتداد النزاع" الى أراضي الدول الاخرى. قال المبعوث الروسي إلى باكستان سيرغي ياسترجيمبسكي للصحافيين في ختام زيارة لباكستان سلم خلالها رسالة من الرئيس الروسي فلاديمير بوتين إلى الحاكم العسكري الجنرال برويز مشرف، انه سلم "أدلة وإثباتات حول وجود خمسة معسكرات تدريب للإرهابيين الشيشان ومجموعات من وسط آسيا ومسلمي الإيغور الصينيين" في الاراضي الافغانية. ونفت "طالبان" هذه الاتهامات. وقال سفيرها في إسلام آباد عبدالسلام ظريف: "لا توجد لدينا مراكز لتدريب الإرهابيين"، فيما اشارت المعلومات الروسية الى ان الحركة أغلقت بعض مراكز التدريب لتعيد فتح غيرها في مناطق أخرى. وأكد المبعوث الروسي أن بوتين قبل دعوة الى زيارة باكستان وسيحدد موعدها لاحقاً. وفي غضون ذلك، توقف المراقبون عند رسالة وزير خارجية "طالبان" وكيل أحمد متوكل إلى الأمين العام للأمم المتحدة كوفي عنان والتي اتهم فيها كلاً من أميركا وروسيا بالضغط على المنظمة الدولية لفرض مزيد من العقوبات على افغانستان، الأمر الذي "يضر بمصداقية المنظمة الدولية" بحسب الرسالة. ورأى مراقبون أن توقيت الرسالة غريب ويتزامن مع تقارب باكستاني - روسي، في ظل علاقة استراتيجية بين واشنطن ونيودلهي، ما يشير الى مخاوف لدى الحركة من التقارب بين الباكستانيين والروس. ولاحظ المراقبون حرص المبعوث الروسي على لقاء المعنيين بالملف الأمني في باكستان مثل وزير الداخلية معين الدين حيدر ورئيس الاستخبارات العسكرية الجنرال محمود أحمد، ما يشير الى أن موسكو ترى أن بوابتها إلى إقامة علاقات مع إسلام آباد هي من خلال الملفات الأمنية التي تعتبرها من مخلفات الحرب الأفغانية. وأعلن وزير الخارجية الروسي ايغور ايفانوف ان بلاده ترصد باهتمام تطورات الوضع في افغانستان في ضوء زحف قوات "طالبان" نحو الحدود الطاجيكية. وذكر ان "طالبان تراهن على القوة ... ولا حل بالقوة" للمشكلة. وتابع ان روسيا تعمل على مختلف المحاور المتعددة والثنائية ل"منع اتساع نطاق النزاع الى خارج أراضي افغانستان". ودعا الى حوار سياسي بين الاطراف الافغانية برعاية الاممالمتحدة. وذكر رئيس اركان قوات الحدود الروسية الكسندر ماركين ان المعارك بين طرفي النزاع الافغانيين تجري في مناطق قريبة من الحدود مع طاجيكستان. وأشار الى اشتباكات واسعة في محافظتي قندوز وتخار، لكنه قال ان قوات "طالبان" لم تصل الى الحدود الطاجيكية. وبدأت الفرقة الروسية 201 المرابطة في طاجيكستان تدريبات أمس في المناطق الحدودية وذكر انها نشرت مدفعيتها على امتداد نهر بنج الحدودي. من جهة اخرى، نفت مصادر رسمية روسية انباء عن وصول الرئيس الافغاني المخلوع برهان الدين رباني الى موسكو طالباً مساعدات عسكرية لقواته التي تقاتل "طالبان"، لكنها اعترفت بأن ممثلاً شخصياً عنه يدعى عبدالرحيم يجري لقاءات في موسكو، ولم تحدد الاطراف المواضيع التي تناولها البحث، فيما أكد ناطق باسم الحركة ان روسيا تقدم مساعدات عسكرية لخصومها. ونشرت صحيفة "نوفيه ازفيستيا" تصريحات لعبدالحكيم مجاهد ممثل "طالبان" لدى الأممالمتحدة، قال فيها ان موسكو "تقدم مساعدات مباشرة ومنها عسكرية" الى قوات التحالف الشمالي. وطالب بوقف هذا الدعم الذي قال انه "ليس في صالح روسيا". وأكد ان كابول لا تملك مطامع حيال اي من دول آسيا الوسطى ولكنها ستطالب روسيا بتعويضات. واستغرب امتناع المندوب الروسي الدائم في الأممالمتحدة عن مقابلته وقال انه مستعد لمثل هذا اللقاء. ورداً على سؤال في شأن اسامة ابن لادن، قال مجاهد: "انه ضيف تحت حمايتنا" لكنه أضاف انه منع من ممارسة اي نشاط ضد بلدان اخرى، ملمحاً الى اتهامات في شأن مساعدة ابن لادن للشيشانيين.