كابول - أ ف ب، رويترز - أعان مراقبو الاتحاد الأوروبي أمس، ان الانتخابات الأفغانية التي أجريت الخميس الماضي كانت «جيدة» عموماً من دون ان تكون «حرة» في كل المناطق.وقال رئيس بعثة المراقبين الأوروبيين ال120 فيليب موريون في مؤتمر صحافي عقده في كابول: «ما شاهدناه كان جيداً ونزيهاً، لكن الانتخابات لم تكن حرة في بعض المناطق بسبب الذعر السائد فيها من تهديدات حركة طالبان» التي لم تحصل بالدرجة المتوقعة. وأضاف: «يمكن القول ان الانتخابات شكلت انتصاراً للشعب الأفغاني»، فيما لم يعلق على صدقية الاقتراع التي أبدى المسؤولون الدوليون حذرهم منها، في انتظار إعلان نسبة المشاركة والنتائج المرتقبة بدءاً من الثالث من أيلول (سبتمبر) المقبل. وكرر الاتحاد الأوروبي أمس قلقه من التقارير التي تحدثت عن حصول تزوير في الانتخابات الرئاسية الأفغانية، لكنه اعتبر ان السلطات المعنية في أفغانستان ستحقق بحيادية في هذه المعلومات. وأفاد بيان أصدرته الرئاسة السويدية للاتحاد: «نحن واثقون من ان اللجنة الانتخابية المستقلة ولجنة الشكاوى الانتخابية ولجنة الشكاوى الإعلامية ستراجع هذه المخالفات بحكمة وشفافية وسرعة ومن دون أي انحياز». وأضاف: «يدعو الاتحاد الاوروبي الاطراف المعنية كلها الى تعزيز الوحدة الوطنية والاستقرار، وعدم استباق النتائج واللجوء فقط الى الوسائل القانونية والهيئات الوطنية المعنية لحل الخلافات والبت في الشكاوى». وأفاد تقرير لبعثة المراقبين الاوروبيين بأن مخالفات عدة ارتكبت في عملية الاقتراع، «لا سيما في صوغ اللوائح الانتخابية، حيث تحدث البعض عن تجاوز عدد بطاقات عدد الناخبين». وكشف ان المشاركة كانت «كثيفة جداً في شمال البلاد» المعروف بموالاته للطاجيكي عبدالله، و «متدنية جداً في جنوبها»، حيث مناطق البشتون التي يتحدر منها كارزاي. وتوقع مراقبون مستقلون عدم تعدي نسبة المشاركة في الجنوب 10 في المئة، بينما وصلت الى 25 و30 في المئة في ولايتي قندهار وهلمند على التوالي، بسبب العنف وحملة التهديد التي نفذها مسلحو «طالبان» ضد الناخبين. وتحدثت مصادر عن عمليات تزوير كثيفة لمصلحة الرئيس المنتهية ولايته حميد كارزاي في قندهار كبرى ولايات الجنوب. رفع فريق منافس كارزاي وزير الخارجية السابق عبدالله عبدالله مئة طعن على الأقل الى اللجنة الانتخابية. وفيما تكثفت الاجتماعات بين الديبلوماسيين الدوليين والمرشحين والمسؤولين الأفغان في كابول خلال الأيام الأخيرة لحضهم على احترام نتائج الانتخابات، أعلن المبعوث الاميركي الى باكستانوأفغانستان، ريتشارد هولبروك، ان الرئيس كارزاي ومنافسه عبدالله واللذين اعلن كل منهما فوزه في الانتخابات، أكدا انهما سيحترمان النتيجة، على رغم مخاوف من اندلاع اضطرابات عرقية. واجتمع هولبروك مع كارزاي وعبدالله في كابول أول من أمس الجمعة: «عبر كل منهما عن رأيه، لكنهما قالا انهما سيحترمان العملية الانتخابية». ويرى مراقبو الانتخابات ان إجراء جولة إعادة بين كارزاي وعبد الله تجازف بتقسيم البلاد وفقاً للخطوط العرقية، وان الخلاف في شأن النتيجة قد يؤدي الى اضطرابات أهلية. وقال هولبروك: «يدرك الجميع ان هناك مشكلة عرقية في البلاد». في غضون ذلك، أعلنت اللجنة الانتخابية الأفغانية ان مسلحين قطعوا خلال يوم الاقتراع أحد أصابع ناخبين شاركا في الانتخابات الرئاسية والمحلية في قندهار. وتردد قبل الانتخابات ان مسلحي «طالبان» هددوا بقطع إصبع السبابة للناخبين، لكن ناطقاً باسم الحركة نفى هذه الرواية.